أصبحت مباراة الإياب المؤهّلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا للمحليين 2014 التي ستجمع يوم 5 جويلية المقبل بين المنتخب الليبي ونظيره الجزائري في العاصمة الليبية طرابلس مهدّدة بالإجراء في بلد محايد قد يكون المغرب بنسبة كبيرة... وهذا بعد الانفجار الذي تعرضت له أمس سفارة فرنسا في طرابلس الذي أسفر عن إصابة مواطنين فرنسيين من بينهم واحد في حالة خطيرة. وتعرضت سفارة فرنسا أمس إلى انفجار سيارة مفخّخة في حدود الساعة السابعة صباحا ومن حسن الحظ أن الانفجار لم يخلف ضحايا رغم الخسائر المادية الكبيرة التي تعرض لها مبنى السفارة. الانفجار يؤكّد أنّ الأوضاع الأمنيّة في ليبيا مازالت متدهورة وجاء الانفجار الذي حدث أمس في ليبيا ليؤكد عدم استتباب الأمن هناك عكس ما كان يتوقعه كثيرون بمن فيهم التتحادية الدولية لكرة القدم التي منحت منذ أيام قليلة الضوء الأخضر لاستضافة ليبيا للمباريات الكروية الدولية، وهذا بعد الزيارة التي قامت بها لجنة أوفدتها هيئة بلاتير إلى هناك من أجل الوقوف على الأوضاع الأمنية السائدة هناك بعد سنتين من اندلاع الثورة الشعبية. وتجدر الإشارة إلى أنّ آخر عملية إجرامية جرت في ليبيا قبل انفجار السيارة المفخخة أمس كانت في نهاية شهر فيفري الفارط عندما تم إلقاء قنبلة يدوية في مبنى مديرية الأمن بمدينة "درنة". "الفاف" لن تقبل بلعب لقاء الإياب في طرابلس بدون ضمانات كافية وحتما لن تقبل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بإجراء لقاء الإياب المؤهل إلى "شان" جنوب إفريقيا في ليبيا يوم 5 جويلية المقبل إذا لم تتلق ضمانات أمنية كافية على أن لا يتعرض الوفد الجزائري إلى أي مضايقات أو اعتداءات، خاصة أن الليبيين لم يهضموا حتى الآن فشلهم في التأهل إلى "كان" 2013 الفارطة أمام المنتخب الوطني. ويبقى الأكيد أن سلامة لاعبينا والطاقمين الفني والطبي والمرافقين ل "الخضر" تمرّ قبل التأهل وهو الأمر الذي يعيه رئيس "الفاف" روراوة الذي سيستعمل نفوذه إذا استلزم الأمر من أجل تغيير مكان إجراء اللقاء إذا لم تتوفر الظروف الأمنية المناسبة لأجل إجراء اللقاء. أزمة دبلوماسية في ليبيا بعد حادثة أمس وأي خطأ آخر ستكون عواقبه وخيمة وتسبب انفجار أمس في أزمة دبلوماسية بين الحكومة الليبية الجديدةوفرنسا التي لم تهضم حدوث هذا الاعتداء وهو ما جعلها ترسل أحد وزرائها على جناح السرعة إلى ليبيا رفقة فرقة أمنية للتدخل السريع من أجل تسليط الضوء على أسباب الجريمة وتوقيف من قاموا بتفجير السيارة وهو الأمر الذي يبدو أن الليبيين لم يقبلوه. ويبقى الأكيد أن أي جريمة أخرى تقع في الأيام المقبلة بليبيا ستكون عواقبها وخيمة على هذا البلد وحتما سيتم على إثرها إعادة منع إجراء المباريات الدولية هناك لأجل ضمان سلامة الأجانب، وهو ما قد يكون في مصلحة أشبال قريشي الذين سيلعبون لقاء الإياب من تصفيات "الشان" خارج ليبيا.
