عقدت صبيحة أمس جمعية أصدقاء كرة القدم بمدينة القّل جنوبي ولاية سكيكدة وتحت رعاية الرّجل الأول في الولاية السيّد محمّد بودربالي، ندوة بحضور عدّة وجوه رياضيّة معروفة على الصّعيد الوطني، عالجت من خلالها ظاهرة العنف في الملاعب والأسباب التّي أدت إلى ظهورها وانتشارها بكثافة على المستوى ملاعبنا الوطنيّة، كما اجتهد الحضور في طرح عدّة حلول يرونها مناسبة لعلاج هذا المرض الذّي ينخر ملاعبنا ويهددّ مستقبل اللّعبة رقم واحد في العالم . صحافيون ولاعبون سابقون شاركوا في النّدوة بالإضافة إلى أعضاء الجمعيّة التّي تمارس نشاطها على المستوى المحلّي والوطني برئاسة بوقادوم محفوظ، كان من بين الحضور وجوه لامعة تركت بصماتها في عالم كرة القدم الوطنيّة على غرار المدرب الوطني السابق عبد الرحمن مهداوي، ولاعبين قدامى في صفوف جبهة التّحرير الوطني كمعوش محمّد و سوكان محمّد اللذّين كان لهما شرف حمل قميص جبهة التّحرير الوطني و كانت لهما تجارب مختلفة في تدريب عدّة أندية محليّة، من جهتهم لم يفوت رجال السّلطة الرّابعة في البلاد حضروهم الذّي تجسّد في عدّة وجوه معروفة على غرار مراد بوطاجين الغني عن كل تعريف والصّحفي يزيد مغيث صحفي جريدة الوطن، كما تجسّد حضور الإذاعة الوطنيّة في الصّوت المعروف لدى الجمهور الجزائري الزّميل محمّد صلاح . إجماع على الأسباب التّي أدت إلى انتشار الظّاهرة بعد افتتاح أشغال النّدوة بتدخل كل واحد من منشّطيها لمدّة زمنيّة قصيرة مبيّنا الأسباب التّي يراها حقيقيّة في انتشار هاته الظّاهرة التّي طالما عانت منها ملاعبنا الوطنيّة، تلخّصت مجمل التّدخلات في كون الأسباب اجتماعيّة بدرجة كبيرة بعد العشرية السوداء التّي عاشتها البلاد والمعاناة التّي مسّت الشّعب الجزائري بما فيه عنصر الشّباب، دون التّقليل من الظرّوف الاقتصاديّة والاجتماعيّة الصّعبة التّي يعاني منها أبناؤنا في حياتهم اليوميّة أين يجدون الملاعب متنفسّا لهم للتّعبير عن مدى استيائهم من العقبات التّي يواجهونها في حياتهم اليوميّة، كما ركزّ منشطّوا النّدوة على سبب آخر أدّى حسبهم إلى تكريس هاته الظّاهرة وهو ولوج أناس لا علاقة لهم بعالم كرة القدم هذا الميدان، لتحقيق أهداف شخصيّة على حساب الصّالح العام للمجتمع ككل. دعوا إلى هيكلة على المستوى الأعلى وإصدار قوانين صارمة كما لم يختلف ضيوف مدينة القّل الساحليّة الجميلة على ضرورة محاربة هاته الظّاهرة في أقرب الآجال الممكنة، داعين السّلطات العليا في البلاد وكبار مسؤولي الوطن في عالم كرة القدّم إلى التّعامل بجديّة مع هذا الوضع الرّاهن الواقعي الذّي صار شبحا يهددّ ملاعبنا كلّما تعلّق الأمر بمباراة داربي أو مباراة محليّة، أين أصبحت عناصر الأمن تجد صعوبة كبيرة في التّحكم في الوضع، ودعا جميعهم إلى ضرورة إعادة الهيكلة على المستوى الأعلى، وعدم الاكتفاء بإصدار القوانين بل تطبيقها بصرامة وحزم والقضاء على الجهويّة بأنواعها، وحث الجمعيات الرّياضيّة على توعيّة الأنصار في مختلف أرجاء وطننا الحبيب. النهاية كانت بمباراة استعراضية كانت نهاية هذا اليوم الرّياضي الحافل بإقامة مباراة استعراضيّة على أرضية ميدان ملعب الشّهيد بن جامع عمّار بالقّل بين فريق قدامى جبهة التّحرير وقدامى لاعبي الوفاق ضدّ فريق الصّحافة بمختلف فروعها، في أجواء جميلة طغى عليها المرح، وقد جلبت المباراة جمهورا معتبرا أبى إلاّ أن يستمتع بمهارات صانعي أمجاد الكرة الجزائريّة والفاعلين في المجتمع الرياضي الوطني.