عاشت عدة أحياء في مدينة سطيف سهرة أول أمس أجواء حماسية ومليئة بالاحتفالات التي أطلقها أنصار الوفاق عقب نهاية مباراة فريقهم أمام شباب قسنطينة رغم الهزيمة التي مني بها الفريق على أرضية ميدانه وبثلاثية كاملة، حيث عمت الأفراح وتيقن الجميع وبصفة رسمية من تتويج فريقهم بلقب الرابطة المحترفة الأولى، لأن هذا اللقب هو السادس في تاريخ الوفاق السطايفي منذ تأسيسه سنة 1958 والثاني على التوالي. الأفراح في "بيرقاي"، "طانجة" و"قريطة" إلى الصباح تصادف تجولنا مساء أول أمس في شوارع وبالضبط الأماكن المعروفة بحبها الكبير للوفاق، من بينها "قريطة"، "طانجة" و"بيرقاي" بإطلاق الأعراس، حيث عاشت ليلة من الأفراح إلى الصباح، كما كانت الرايات تزين هذه الأماكن والسيارات تطلق أصوات منبهاتها ورايات الوفاق تعلو أسقفها أينما توجه بصرك. أحد الأنصار قدّم أقمصة وقبعات جميلة من بين الأمور الجميلة التي وقفنا عليها وكان ذلك في وسط المدينة أن أحد الأنصار الفريق الذي رفض أن نذكر اسمه أنه قام بخياطة أقمصة خصيصا للتتويج بلقب البطولة، بالإضافة إلى قبعات وزعها على كل من يأتي إلى محله، أو يعتبر عضوا نشطا وسط الأنصار، كما أطلق العنان بعد سقوط الظلام للأهازيج الخاصة بالوفاق وسط أجواء مميزة وحيوية، تركت انطباعا حسنا لكل من يزور المنطقة. "الطرومبيطا" والزغاريد كانت كبيرة في "قريطة" أما عن صبيحة أمس فقد عرفت "قريطة" مشاركة النسوة في الاحتفالات، وذلك بإطلاقهن الزغاريد خاصة حينما كانت تعزف مجموعة من أنصار ألحانها بالحي المذكور، لتكون الأجواء مليئة بالبهجة والفرحة ليس فقط بين الرجال، بل النساء، الأطفال العجائز والشيوخ الذين شاركوا في صنع أفراح المدينة. سطيف تتلون بالأسود والأبيض و"العدوى" تنتقل إلى المدن المجاورة الأمر الآخر الذي أثار انتباهنا في شوارع سطيف أمس، هو أن كل الأحياء في المدينة لم تعد كسابقها، بمعنى طلاء عاديا بالأحمر أو الأبيض، وإنما علق الأنصار في كل حي رايات عملاقة وكبيرة وتزيينها في شوارع المدينة، قبل أن تنتقل العدوى إلى المدن المجاورة كواد عين أزال، عين أولمان، عين لحجر وعدة مناطق أخرى. العڤبي وزملاؤه احتفلوا مع الأنصار لم يقتصر أمر الاحتفال بتتويج الوفاق بلقب البطولة على الأنصار، بل تعداه إلى عدد من لاعبي الوفاق، وفي مقدمتهم العڤبي وفراحي، حيث احتفلوا مع الأنصار في الشوارع وكانت الفرحة كبيرة على الجميع وهم يتذوقون بعد موسم شاق حلاوة سادس بطولة تحرزها التشكيلة السطايفية منذ تاريخ تأسيسها. ما تعيشه سطيف من أفراح أنساها برودة الطقس النقطة التي لا يمكن إغفالها عما كنا نشاهده في شوارع مدينة عين الفوارة هي البرودة التي تشهدها المدينة هذه الأيام، إلى درجة أنه يصعب عليك التجول لنصف ساعة في المدينة، وهو ما دفعنا لأخذ استراحات في العديد من الأماكن التي تتوفر على المكيفات تطلق الحرارة، ولكن بالنسبة لسكان سطيف يبدو أنهم تعودوا على ذلك، بدليل أن البرودة لم تنسهم فرحة التتويج باللقب، وما وقفنا عليه في شارع "قريطة" لخير دليل على ما ذكرناه. حمّار: "التتويج ينسي المرضى معاناتهم فما بالك بالبرودة" في تصريح للرئيس حسان حمّار حول نتيجة شباب قسنطينة أمام وفاق سطيف، والأجواء التي كانت في سطيف ليلة أول أمس، وأيضا بالأمس، قال: "هذه الأيام المدينة تحتفل بفريقها وبتتويجه التاريخي بلقب البطولة، أعتقد أن هذا التتويج سينسي المرضى معاناتهم، فكيف لا تريد للإنسان العادي أن ينسى البرودة ويتمتع بالأجواء الاحتفالية الكبيرة، أما عن فوز الشباب على الوفاق فأقول إنه جاء بسبب أخطاء من المدرب وكذا تخاذل بعض اللاعبين على أداء مهمتهم بالشكل المطلوب. " "سطيف تعيش أحلى أيامها وعلينا أن نفرح بالفريق" واصل الرئيس الوفاق السطايفي حديثه قائلا: "مادامت الأفراح انطلقت في سطيف منذ مدة وترسم تتويجنا باللقب فلماذا نحرم أنفسنا من هذه الفرحة التي انتظرها الشعب مدة سنة، على الجميع أن يفرح بفريقه الذي يؤكد قوته وتألقه هذا الموس".