بسعود محمد .. الرجل و الحارس الذهبي والنجم البارز للكرة التلمسانية الذي أثبت صلابته و قوة دفاعه عن شباكه لمدة اعتبرت بالمميزة بعدما تمكن من تحطيم الرقم العالمي إذ تجاوز 1943 دقيقة دون أن يسجل عليه أي هدف ما يعادل 13 مباراة، مع حصوله على العديد من الإنجازات مع الوداد أولها الصعود التاريخي في الفترة 1983 / 1984 تحت قيادة الفقيد عبدالقادر بهمان .. أترككم مع هذا الموضوع الخاص الذي يتحدث عن الحارس الأسطورة والبارع محمد بسعود الملقب «بطأطا» الذي نشأ في بيت الوداد وخاض تجربة ناجحة داخل وخارج الوطن. أما عن بداية مسيرته، فقال: "بدأت مسيرتي الكروية في الأصناف الصغرى تحت إشراف المدرب السبع الحاج لوداد تلمسان، تحصلت من خلالها على عدة ألقاب باسم الوداد الذي حملت ألوانه في صنف الأكابر وعمري 17 سنة عام 1979 تحت إشراف المدرب بن يلس والمدرب بهمان رحمة المولى عليه خضت من خلالها نهائيين الأول موسم 80 / 81 ضد فريق الناحية العسكرية الأولى انهزمنا فيها بهدفين لهدف واحد والنهائي الثاني موسم 81 / 82 ضد فريق لقيران بالجزائر وانهزمنا بنتيجة هدف لصفر تحت إشراف المدرب عمار روي الذي كان له شرف اللعب لمنتخب الآفلان و تدريب مولودية وهران سنة 1988 قبل أن يحترف بفرنسا". "تتلمذت تحت إشراف مدربين كبار لهم مكانة مهمة في كرة القدم" وعن أهم الأسماء التي تعامل معها، قال بسعود: "لقد كان لي شرف التتلمذ وتعلم أبجديات كرة القدم على يد عدد من الوجود الرياضية المعروفة على الساحة الوطنية أمثال المرحوم عبدالقادر بهمان والمدرب القدير بن يلس عبدالكريم إضافة إلى المدرب السبع الحاج الذي كان له الفضل الكبير في بروزي وانتقالي إلى الفريق الأول بعدما ساهم بشكل كبير في تطور إمكانياتي كحارس يمكن التعويل عليه في أي مواجهات وهذا بعدما أيقن بأنني قادر على الدفاع عن شباك الفريق الأول و أنا في سن مبكرة وهو ما لم يعارضه المدربان بهمان وبن يلس اللذان وجدا فيّ ما كان ينقص الفريق الأول الذي عرف تسجيل نتائج إيجابية في القسم الوطني الثاني في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات، كما كان للشيخ عمارة سعيد رفقة عبدي الجيلالي دور كبير في تألقي في تلك الفترة بعدما اقتنعا بأنني أملك إمكانيات كبيرة سيكون لها شأن كبير في المستقبل". "حطمت الرقم القياسي بتجاوزي 1943 دقيقة بشباك نظيفة في 13 مباراة" وعن مسيرته مع الأكابر قال الحارس التلمساني: "كنت ضمن فريق أكابر الوداد موسم 78 / 79 ولعبنا ضد فريق وداد مستغانم على أرضية هذا الأخير الذي تعادلنا معه بنتيجة سلبية كان ذلك في القسم الوطني الثاني ، وكان آنذاك قويدر سطاوي مدربا للفريق الذي تألقت معه بعدما دافعت عن شباكي لمدة اعتبرت بالجيدة بعدما حطمت من خلالها الرقم القياسي العالمي بتجاوزي 1943 دقيقة دون أهداف في مرماي أي ما يعادل 13 مباراة منحتني شرف أن أكون أحسن لاعب بدون منازع بشهادة كل المتتبعين في تلك الفترة وفي مقدمتهم الطاقم الفني بقيادة قويدر سطاوي الذي يرجع له هو الآخر الفضل في بروزي كحارس". "تلقيت 6 أهداف فقط في موسم واحد" وواصل بسعود كلامه قائلا: "مسيرة حافلة بالإنجازات تلك التي حققنا فيها الصعود إلى القسم الأول بعدما خضت مع الفريق موسما كاملا انتهى بدخول مرماي ستة أهداف فقط منها هدف واحد في المرحلة الأولى أمام فريق جامعة وهران في 16 مباراة أديت فيها أحسن المستويات رفقة التعداد الذي كان يشكل الفريق الذي واصلت معه تسجيل النتائج الإيجابية خلال المرحلة الثانية في ذلك الموسم بعدما ارتفع عدد الأهداف المسجلة إلى خمسة أهداف سجلت أمام كل من سريع المحمدية (2)، ترجي مستغانم (2) واتحاد الأغواط (1)، هذه الفترة كانت جد إيجابية بعدما حققنا فيها صعودا تاريخيا إلى مصاف الكبار موسم 83 / 84 تحت إشراف المدرب المرحوم عبدالقادر بهمان الذي أدعو له بالمناسبة أن يتغمده المولى برحمته الواسعة". "بطروني كان صاحب أجمل هدف سجل عليّ" بخصوص أهم الأحداث التي لاتزال عالقة بذهنه، قال صاحب القفاز الذهبي: " أهم ذكرى ما زالت راسخة في ذهني ولن أنساها ذلك الهدف الرائع في طريقة تسجيله يوم واجهنا فريق اتحاد العاصمة موسم 81 / 82 على ملعب بولوغين، أين أسلنا فيه العرق البارد لزملاء بطروني في مباراة كبيرة انتهت بهز شباكي من قبل عمر بطروني الذي يمكن القول أنه هز الشباك بأعجوبة كبيرة عندما وضع الكرة في الجهة التي كنت قد أغلقتها بإحكام يصعب على أي لاعب إيجاد طريق لها في وقت حساس بعدما شارفت المباراة على نهايتها ، ذاك الموسم كان فيه اتحاد العاصمة قد حقق إنجازين كبيرين أولها تحقيق الصعود إلى القسم الأول وكذا إحرازه كأس الجمهورية و هو ما يبرز بأننا كنا نملك فريقا كبيرا في تلك الفترة". "راوراوة منحني شهادة اعتراف بتحطيمي الرقم القياسي العالمي" "وأهم الأمور التي أصبحت أتميز بها عن باقي حارس الجزائر و حتى الحراس العالميين هو ذلك الاعتراف الكبير الذي منح لي من قبل رئيس الاتحادية الجزائرية محمد روراوة سنة 2005 ، و الذي أحييه بالمناسبة على المجهودات الكبيرة التي أصبح يقدمها للكرة الجزائرية ، أمور لا يجب على أي رياضي أن يخفيها مهما كانت النتائج المسجلة ولو أن ما كان في السابق لا يمكن مقارنته بما هو محقق الآن الذي سأتحدث عنه في وقته ، غير أن إنجاز أي لاعب لا يمكن التكلم عنه إلا عند قراءة كل صغيرة و كبيرة عن مسيرته الكروية التي تبقى شاهدة على ذلك". "ارتباطاتي مع الوداد انتهت موسم 89 / 90 كحارس ثالث رفقة بن يمينة و حبي" وعن اعتزاله قال بسعود: " كانت مسيرتي الكروية قد عرفت بعض التذبذبات بعدما كنت قد لعبت آخر مباراة بألوان الوداد ضد فريق غالي معسكر الذي انهزمنا أمامه بهدف لصفر موسم 85 / 86 ، قبل أن أخوض تجارب خارج تلمسان الأولى بألوان فريق اتحاد مغنية الذي كان ينشط في القسم الجهوي الثاني وبعدها حملت ألوان فريق سريع غليزان موسم 89 / 90 قبل أن أعود في نفس الموسم إلى فريقي وداد تلمسان الذي لعبت فيه كحارس ثالث رفقة الحارسين حبي مراد و بن يمينة بوزيان اللذين أقدم لهما تحياتي الخالصة بالمناسبة مع تمنياتي لهما بالنجاح في مسيرهما في المجال التدريبي". "دخلت مجال التدريب في فريق جمعية مغنية" بعد اعتزاله اللعب توجه إلى عالم التدريب و"كانت أول خطوة ناجحة لي في المجال التدريبي للحراس في فريق جمعية مغنية موسم 94 / 95 الذي عملت معه بإخلاص وهذا بإشرافي على تدريب حراس الفريق الأول وحتى حراس الفئات الصغرى من بينها فريق الأواسط الذي كان خزان الفريق الذي حقق الصعود إلى القسم الشرفي في تلك الفترة كان يصعب على أي فريق الارتقاء إليه نظرا للتطور الكبير الذي عرفته المنافسة التي كانت تضم فرقا قوية كفريق جمعية مغنية الذي ذاع صيته على مستوى الجهوي. هذا و كانت أول تجربة لي خارج تلمسان بمدينة الجسور المعلقة في فريق شباب قسنطينة 2003 الذي كان يدربه السيد سليماني أحمد الذي يرجع له الفضل في تطور إمكانياتي بالمجال التدريبي بعدما وجه لي الدعوة للعمل معه في الفريق بإشرافي على حراس الفريق في القسم الأول قبل أن انتقل إلى فريق مولودية العلمة سنة 2004 التي خضت معها تجربة ناجحة". "حجاوي عرض عليّ العمل في سطيف بطلب من سرار" بعد ذلك توجه للعمل مع أحسن فريق في البطولة الوطنية، وعن ذلك قال: "بعد التجربة الناجحة في القسم الأول المحترف في فريقي شباب قسنطينة و مولودية العلمة تلقيت عرضا مميزا من قبل مسيري وفاق سطيف بوساطة من الحارس السابق لوداد تلمسان و في تلك الفترة حجاوي سمير الذي عرض علي فكرة الإشراف على تدريبه رفقة ناتاش وفراجي و هذا برغبة من الرئيس حكيم سرار الذي قبل فكرة تواجدي في الفريق بعدما تأكد بأنني أملك مؤهلات كبيرة في المجال التدريبي الخاص بالحراس و هذا موسم 2007 / 2008 الذي أعتبره موسما مميزا لي بعدما حققت فيه أحسن الإنجازات و هذا بعدما تم بروز حراس جدد في صورة ناتاش و فراجي في الوقت الذي كان فيه حجاوي الحارس الأول للوفاق. "تحصلت على الكأس العربية رفقة المدرب برنار سيموندي" وواصل الحديث عن تجربته في سطيف قائلا: " أهم الإنجازات التي تبقى خالدة في ذهني بالكلام عن العمل الكبير الذي قمت به في الفرق التي كان لي شرف العمل معها، هو ذلك الإنجاز الكبير الذي حققته مع وفاق سطيف عندما توجنا بالكأس العربية رفقة المدرب برنار سيموندي الذي خلف المدرب الجزائري نور الدين سعدي و هذا بعدما نشطنا النهائي ضد فريق الوداد البيضاوي بملعب تشاكر بالبليدة الذي فزنا عليه بهدف مقابل صفر في لقاء عرف أجواء لا تسنى و لن تمحى من ذاكرتي فمازلت أحتفظ بذكريات غالية". "تجربتي في قطر كانت ناجحة وتعلمت الكثير مع مورينيو وفيرغسون" ثم كانت له أول تجربة للعمل في الخارج، "بعد رحيل المدرب سيموندي عن وفاق سطيف في اتجاه البطولة القطرية كانت تجربتي فيها ناجحة بجميع المقاييس و هذا بعدما وجدت كل ظروف النجاح التي حدثني عنها المدرب سيموندي الذي أصر على تواجدي معه لموسمين بداية من 2009 إلى 2011 ضمن نادي الخريطيات، تمكنا خلالها من تحقيق نتائج مشرفة ضد أحسن الفرق التي كانت من قبل تعد عائقا كبيرا لنادي الخريطيات الذي استعاد قواه بفضل العمل الكبير الذي قدمه المدرب سيموندي . كما كان لي شرف التعامل مع مدربين كبار أمثال "مورينيو" و "فيرغسون" اللذين تعلمت منهما أبجديات التدريبي العالمي ، و هذا بعد إشرافهما على عدة تربصات بدولة قطر تم استدعائي لها قصد الاستفادة منهما و تعلم جديد الكرة المستديرة بجميع جوانبها الفنية ، تقنية ، والتكتيكية إضافة إلى أمور جديدة في المجال المعرفي الذي كان الأهم لي". "تتويجي بالكأس العربية واعتراف الحاج روراوة بي أحلى ذكرى لي في حياتي الرياضية" من أهم الأمور التي كانت و ما زالت راسخة في ذاكرتي ولا يمكن أن تمحى إلى آخر دقيقة من عمري هو ذلك العمل الذي قدمته في الفرق التي كان لي شرف العمل فيها كما كان عليه الحال في شباب قسنطينة ، مولودية العلمة و وفاق سطيف الذي نلت معه كأس رابطة الأبطال العربية رفقة نجوم كبار و المدرب سيموندي ، إضافة إلى الالتفاتة القوية و الكبيرة التي قام بها رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم السيد روراوة محمد في سنة 2005 أين استدعاني لتسليمي شهادة اعتراف تؤكد تحطيمي للرقم القياسي العالمي بعدما وصلت إلى 1943 دقيقة لم يسجل فيها عليّ أي هدف ما يعادل 13 مباراة و هي الالتفاتة التي كانت محفزة لي لدخول عالم التدريب الذي كان ناجحا بالنسبة لي. "أتأسف على وضعية الوداد الصعبة ورموز الفريق قادرون على إعطاء الإضافة" وبخصوص رأيه في وضعية فريقه وداد تلمسان، قال بسعود: "لا يمكن لأحد أن ينكر ما صنعه من كان لهم شرف حمل ألوان الوداد سواء أكانوا مسيرين، مدربين أو اللاعبين، لكن ما وصل إليه اليوم الفريق يبقى محيرا، بسبب الإمكانيات التي منحت للنادي منذ عدة مواسم قبل أن يصل إلى ما وصل إليه الآن في هذا الموسم الذي يعتبر بالكارثي كانت فيه المصلحة الشخصية طاغية على مصلحة الفريق الذي دفع ثمن الصراعات الداخلية و الخارجية بتواجده على حافة السقوط إلى القسم الثاني المحترف لم يكن ليستحق فيه الفريق الوصول إليه لأن الفرق التي واجهها لم تظهر الكثير لكن بتوالي المشاكل و الصراعات التي لو تضامن أبناء الفريق سواء القدامى منهم أو الذين يشرفون على الفريق حاليا لتجاوز الصعاب حتى بعناصر في بداية مسيرتها الكروية ، و هذا بدمج أبناء الفريق الذين يملكون تجارب كبيرة في المجال التدريبي الذي يبقى التركيز فيه على التكوين من القاعدة إلى غاية الفريق الأول الذي يجب أن يبنى على قاعدة صحيحة لا الاتكال على لاعبين لم يمروا على جميع الأصناف". "مستوى التحكيم في بلادنا كارثة حقيقية يجب أن يتعامل معه بحزم كبير" وتوقف الحارس الذهبي عند التحكيم الجزائري الذي قال عنه: "مستوى التحكيم في بلادنا أصبح يشكل صداعا كبيرا لبعض الفرق و حتى متتبعي الكرة المستديرة في بلادنا، وهذا لكثرة المهازل التي أصبحوا يصنعونها ، و التي دفعت ثمنها فرق همها الوحيد اللعب بنزاهة كما هو عليه الحال بالنسبة للوداد الذي خسر بعض من المواجهات بفعل أخطاء الحكام الذين لهم دور كبير في تدني مستوى الكرة في بلادنا ، و لهذا فعلى الهيئات الرياضية أن تجد حلولا ردعية للقضاء على من يثيرون المشاكل ويزيدون هموم الفرق ، خاصة منها تلك التي لا تملك مصادر تمويل قوية في صورة الوداد الذي عانى الكثير وما على الجميع إلا التكاثف لإنقاذه قبل فوات الأوان ولو أن الأمور في الوقت الحالي ازدادت صعوبة في ظل المرتبة التي يحتلها ضمن مؤخرة الترتيب قبل أربع جولات هي صعبة المنال وفي نفس الوقت الفوز بها غير مستحيل". "حاليلوزيتش له قدرات كبيرة وقادر على إعادة الكرة الجزائرية الحقيقية" وعن رأيه في المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش، قال: "مدرب المنتخب الوطني الحالي أثبت قدرات عالية في المجال التدريبي بدليل المستوى الكبيرة الذي أصبح يقدمه اللاعبون من مباراة إلى أخرى بغض النظر عن النتائج السلبية المسجلة و التي ساهمت فيها عوامل كثيرة من بينها سوء الحظ و حتى الضعف التحكيمي الذي كان النقطة السوداء منذ إمساك المدرب حاليلوزيتش مهام العارضة الفنية للفريق الوطني الذي سيكون له شأن كبير مستقبلا في القريب العاجل و هذا بعدما تم الاستنجاد بلاعبين كبار أثبتوا قدرات كبيرة في الفرق التي يلعبون لها و حتى لما حملوا القميص الوطني الذي بدأ يستعيد هيبته و قوته الكروية تدريجيا و هذا بفضل العمل الكبير الذي أصبح يقدمه المدرب حاليلوزيتش ومساعديه إضافة إلى المساعدات الكبيرة التي أصبحت تقدمها لهما الدولة و مساهمة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم روراوة محمد الذي يرجع له الفضل الكبير فيما وصلت إليه الكرة في بلادنا طبعا بالنسبة للفريق الوطني في انتظار تحسن أداء النوادي في بلادنا". "حاليلوزيتش قادر على تحقيق التأهل إلى مونديال البرازيل إذا لم يتدخلوا في صلاحياته" وواصل حديثه عن المدرب الوطني قائلا: "العمل الكبيرة الذي أظهره المدرب حاليلوزيتش منذ توليه العارضة الفنية للفريق الوطني الذي رسم معه نهجا مستقيما سيعطي ثماره و هذا بتأهيل المنتخب الوطني إلى مونديال البرازيل 2014 لكن يبقى ذلك مرتبطا بعدم إثارة المشاكل له و التدخل في صلاحياته و لو أنه أثبت في العديد من المناسبات بأنه قوي الشخصية و هو سر نجاحه في المجال التدريبي و إصرار روراوة على بقائه مدربا للفريق". "بعدنا عن التكوين هو سبب تراجع مستوى الكرة في بلادنا" وعن تراجع مستوى الكرة في الجزائر، قال: "لا يمكنني التطرق أو الحديث عن مستوى البطولة خلال هذا الموسم بدون أن نعود قليلا إلى الوراء ، قصد إبراز ما كان يقدمه اللاعبون و حتى المدربون بخصوص الإنجازات كلقب البطولة أو الكأس التي كان طعمها حلوا و مغايرا عما هي عليه الآن ، بعدما طغت الأمور المادية على مصلحة الفريق أو النادي الذي ينتمي إليه أي لاعب أو مدرب فهم أصبحوا يفكرون بشكل كبير في ذات الإنسان قبل أن يفكروا فيما سيقدمه فوق أرضية الميدان التي تبقى المكان الرئيسي لتقديم أحسن اللوحات الرياضية والتي تبقى مرتبطة بالتكوين الذي يبقى أساس بناء فرق قوية تمثل الجزائر أحسن تمثيل والتي من خلالها تسمح لنا بتكوين فريق قادر على إسعاد الجمهور الجزائري الذي يبقى من بين أكبر المولعين بكرة القدم". "شباب قسنطينة وشباب الساورة الفريقان الوحيدان اللذان يستحقان الإشادة" وبخصوص الفرق التي أثارت إعجابه في بطولة هذا الموسم، قال بسعود: "كل له رؤيته الخاصة فيما يخص الفرق التي نالت الإعجاب خلال هذا الموسم الذي عرف تألق عديد الفريق كاتحاد الحراش الفريق الوحيد الذي اعتمد على الشبان خلال هذا الموسم بقيادة مدرب أثبت بأن التعامل الجيد وحسن قراءة أي لاعب في مقتبل مسيرته الكروية قادر على تحقيق المعجزات وهو ما تحقق لغاية الآن باحتلال الفريق لمرتبة مشرفة عجزت عن تحقيقها فرق لها من الإمكانيات الكثير بداية بالأمور المادية و حتى البشرية ، كما هو الحال لفريقين أثبتا تواجدهما في بطولة هذا الموسم و أعني بهما فريقي شباب قسنطينة الذي قدم مستويات مميزة بقيادة مدرب أجنبي له مكانة كبيرة في المجال التدريب على مستوى العالم اسمه روجي لومير، شأنه في ذلك شان فريق شباب الساورة الصاعد الجديد إلى القسم الأول المحترف الذي وجد فيه ضالته بفضل طريقة العمل التي سار عليها الطاقم الفني و حتى الإدارة التي حافظت على كيان الفريق من ناحية التعداد الذي تدعم بلاعبين لهم قدرات كبيرة انتهت بضمان البقاء للموسم الثاني في الوقت الذي عانت فيه فرق أخرى لها تقاليد و تاريخ في كرة القدم الجزائرية". "الجمهور التلمساني والقسنطيني أبدعا رغم تباعد نتائج فريقيهما" وعن الجمهور الجزائري، قال الحارس التلمساني: "المستوى المقدم من قبل الفرق في القسم الأول يجرنا للحديث عما قدمه الأنصار في البطولة التي جاءت نتائجها متباينة بفضل التشجيع غير المنتظر لبعض الأنصار الذين ما زالت تنقصهم ثقافة التشجيع داخل و خارج الملعب من قبل الأنصار الذين يبقوا مطالبين بتقبل أي نتيجة مسجلة من قبل فرقهم بعيدا عن التصرفات اللا أخلاقية التي تتنافى مع تقاليد كرة القدم التي ترتكز على الروح الرياضية العالية كالتي تحلى بها فريقا شباب قسنطينة و وداد تلمسان اللذين على الرغم من توالي نتائجهما السلبية بقي أنصارهما أوفياء ليس بتواجدهم في الملعب بكثرة بل بعدما رسموا صورا رائعة في التشجيع رفقة أنصار شباب قسنطينة الذين لفتوا أنظار الجميع طيلة الموسم ما جعل فريقهم يحقق نتائج إيجابية وضعته من بين أحسن الفرق في البطولة الوطنية." "شارف، بوعلي وسليماني أحسن المدربين ويجب الاقتداء بهم" وعن أهم المدربين في الجزائر، قال: "نقطة لا يجب تجاوزها بدون أن نقف عندها و هي طريقة التدريب التي أصبح يسير بها مدربو الفرق في بلادنا على غرار العديد من الوجوه الرياضية في المجال التدريبي في صورة الثلاثي بوعلام شارف ، بوعلي فؤاد و أحمد سليماني الذين برهنوا على أن المدرب الجزائري له قدرات عالية و كبيرة تمكن الفرق من تحقيق أحسن النتائج ليس في بلادنا فقط بل حتى خارجها، كما هو الحال بالنسبة لمدرب الحراش بوعلام شارف الذي شكل فريقا متجانسا بفضل السياسة المحكمة التي سار عليها طيلة 5 سنوات جعلته يحقق أحسن النتائج ، شأنه في ذلك شأن المدرب الصاعد فؤاد بوعلي الذي كسب ثقة الفرق التي أشرف عليها بفضل العمل الكبير الذي قام به و الذي يرتكز أساسا على الناحية المعنوية و التكتيكية التي كثيرا ما نجح من خلالها حتى خارج القواعد و هي النقطة التي يفتقدها عديد المدربين إذا ما قارناهم مع بوعلي ، شخص آخر لا يقل أهمية عن الثنائي شارف و بوعلي و هو المدرب القدير سليماني أحمد الذي تشهد له النتائج المسجلة في جميع الأقسام سواء منها الهاوية أو المحترفة و التي أكسبته خبرة طويلة في المجال التدريبي الذي ولج له و هو في سن مبكرة وهي النقطة التي تميزه عن باقي المدربين الجزائريين". "بلجيلالي وبن موسى أحسن اللاعبين في البطولة الوطنية" وعن أحسن اللاعبين الذين تركوا بصماتهم في بطولة هذا الموسم، قال: "هما الثنائي بلجيلالي وبن موسى، فالأول يستحق مكانة ضمن أحسن الفرق ليس في الجزائر بل حتى خارج الوطن لو تمنح له العناية و يعطى وقتا لإبراز مؤهلاته التي يحوز عليها على مستوى خطي الوسط و الهجوم لأرانا العجب، و هذا لتمتعه بخاصية الهدوء عند استحواذه على الكرة و الرؤية الواسعة لزملائه فوق أرضية الميدان و هي النقطة التي تميزه عن باقي اللاعبين في بطولتنا التي أفرزت اللاعب مختار بن موسى الذي أصبح يقدم مستويات كبيرة على مستوى الأروقة بداية من دفاع نحو الهجوم إضافة إلى خاصية أخرى قلما نجده عند لاعبينا و هي اختصاصه في الكرات الثابتة التي كثيرا ما حسم بها نتيجة المباريات الصعبة كما هو الحال في النهائي أمام مولودية العاصمة الذي منح فيه الكأس لفريقه من خلال كرة ثابتة ومخالفة محكمة هز بها كيان و عرض الحارس شاوشي فوزي الذي أظن أنه لن ينسى الطريقة التي سجل على إثرها هدف الفوز لفريقه ضده". "أتمنى رؤية المنتخب الوطني في المونديال المقبل وأن يتجاوز الوداد المشاكل التي تواجهه" وفي النهاية قال بسعود أنّ لديه أمنيتين: "لدي أمنيتان،الأولى هي أن أرى المنتخب الوطني ضمن 16 فريقا عالميا الذين ينشطون مونديال البرازيل السنة المقبلة، لأننا نملك مدربا كبيرا و لاعبين لهم قدرات كبيرة أبانوا عليها مع فرقهم و المنتخب الوطني بدليل تواجدهم في فرق كبيرة في العالم و الطلبات الكثيرة التي تتهاطل عليهم من قبل فرق أخرى لها مكانة كبيرة على الصعيد الدولي . أما الأمنية الثانية فهي أن يتجاوز الوداد الذي ما زالت متعلقا به المشاكل الكبيرة التي تلاحقه بفضل الصراعات الداخلية لأبنائه الذين يبقون مطالبين بالتوحد لمصلحة الفريق و الكرة التلمسانية التي كثيرا ما أنجبت العديد من النجوم هم الآن يصنعون أفراح فرق أخرى في البطولة الوطنية ، و في ختام حديثي أتمنى لكم و لجريدة "الخبر الرياضي" المزيد من التألق والنجاحات لما تقدمه للقارئ من مصداقية".