يبقى الحارس القديم لوداد تلمسان محمد بسعود، صاحب الرقم القياسي العالمي في الحفاظ على عذرية شباكه، متحديا بذلك العديد من الحراس العمالقة، ومع هذا لا يزال بسعود يطرق الأبواب في كل مكان للاعتراف بإنجازه وتسجيله في كتاب ''غينس''. في سرده لمشواره الكروي، يقول ابن تلمسان أن بدايته مع عالم الكرة كانت مع الرياضة المدرسية، حيث توج بكأس ولاية تلمسان للرياضة المدرسية التي تخرّج منها اللاعبون الموهوبون سابقا، لينتقل بعدها، مثلما يضيف، إلى وداد تلمسان أين تدرج في كل الفئات إلى غاية الأكابر ''بفضل العمل الكبير الذي كنت أقوم به في التدريبات مع العديد من المدربين، منهم رشيد بلحبيب الذي اكتشفني سنة 1976 في صنف الأشبال وأشركني مباشرة مع فريق الأكابر ومن بعده سطاوي الحاج سبع. كما أشرف على موسم 78/79 المدرب عبد الكريم بن يلس الذي وضع ثقته فيّ، إلى أن جاء المدرب المرحوم عبد القادر بهمان الذي سبق أن عاينني في اللقاء الذي جمعنا بنصر حسين داي، الذي كان يشرف عليه في مباراة الكأس عام .''1981 حطّم الرقم القياسي العالمي في الحفاظ على عذرية شباكه وعند تطرّقه لإنجازاته الكروية، أوضح بسعود أنه تمكّن خلال موسم 83/84 من تحطيم الرقم القياسي العالمي في الحفاظ على عذرية شباكه. مشيرا إلى أنه لم يتلق خلال ذات الموسم أي هدف طيلة 1143 دقيقة، أي ما يعادل 13 مقابلة في بطولة القسم الوطني الأول آنذاك ''يعود الفضل في تحطيم هذا الرقم الذي يبقى مفخرة للوداد وليس لشخصي فقط إلى طينة اللاعبين الذين كانوا في صفوف الفريق''، على حد قول بسعود، الذي أكد أنه كان بإمكانه تمديد فترة عذرية شباكه لو لم يقم المدرب عبد القادر بهمان بتغيير التشكيلة، حيث وضع معظم اللاعبين الأساسيين، في اللقاء أمام سريع المحمدية، في دكة الاحتياط ''إلى درجة أنني اعتقدت وإلى غاية اليوم أن المدرب كان يريد إنهاء مسيرتي في الحفاظ على شباكي نظيفة، وحينها كنت أنهيت الشوط الأول دون التسجيل عليّ. كما كنت قد طلبت من بهمان وضعي كذلك في الاحتياط، لكنه رفض''، مثلما يضيف محدثنا الذي تمادى في اتهام مدربه بخصوص خلفياته حول بقائه طويلا دون تلقي أي هدف ''بهمان كان يخشى أن أصبح حارسا كبيرا، خاصة في ظل تهافت الصحافة عليّ وبالتالي سيجد صعوبة في التعامل معي''. يتّهم المدرب بن يلس بتهميشه وبعد اعتزاله الكرة، وخصوصا في السنوات الأخيرة، سعى جاهدا لإدراج رقمه في كتاب ''غينس'' للأرقام العالمية، لكنه وجد صعوبة كبيرة بداية من فريقه وداد تلمسان ''لقد حرمني المدير الإداري سليمان نصرالدين من أوراق المباريات التي شاركت فيها في تلك الفترة، لأن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم طلبتها مني والتقيت رئيس الاتحادية محمد روراوة سنة 2005 لما كنت مدرب الحراس لشباب قسنطينة رفقة المدرب أحمد سليماني، ومنحني شهادة تحطيم الرقم القياسي، ولازلت أنتظر إلى اليوم من الاتحادية والوزارة ترسيم رقمي بكتاب غينس''، مثلما استطرد بسعود الذي ختم مسيرته الكروية في عمر مبكر مع سريع غليزان سنة 1991وعمره 27سنة بسبب الإحباط الذي انتابه بعد تبخر حلمه في اللعب مع المنتخب الوطني في مونديال .1986 مشيرا أنه كان يستحق مكانة في المنتخب ''خاصة بعد أن أشاد بي الكثير من المدربين الكبار على غرار المرحوم زيتوني، عمارة وزوبا''. ولم يكتف بسعود بهذا، بل أطلق النار على المدرب بن يلس، الذي همّشه، حسب قوله، عندما أراد العودة إلى الوداد عام,91 حيث وجد نفسه الحارس الرابع بعد الثلاثي شاطر، حبي وبن يمينة، مما دفعه إلى الالتحاق بسريع غليزان. ''المدرب سيموندي أخذني معه إلى قطر لتدريب الحراس اعترافا بقدراتي'' وبعد اعتزاله كرويا، دخل بسعود عالم التجارة مع والده، لكنه عاش ظروفا اجتماعية قاسية، حيث لم يجد المساعدة من فريقه وداد تلمسان، في حين يشيد برئيس أمال مغنية الحبيب صباحي الذي يعتبره أحسن مسيّر عرفه في حياته، حيث أنقذه من مخالب الضياع وأعاده إلى ميادين كرة القدم عندما أسند إليه تدريب حراس فريقه في العهد الذهبي لأمال مغنية ''وهو ما فتح لي الأبواب على مصراعيها للعمل مع المدرب سليماني في شباب قسنطينة ومولودية العلمة قبل أن أكون ضمن الطاقم الفني لوفاق سطيف الذي توّج معه بالكأس العربية. ''واعترافا بالعمل الجيد الذي أنجزته، قرر المدرب الفرنسي سيموندي، الذي عملت معه في الوفاق، أخذي معه إلى قطر في فريق الخريطيات، وهناك عملت مع مدربين ولاعبين عالميين، والتقيت هناك المدرب رابح ماجر الذي استفدت منه كثيرا وكسبت خبرة طويلة وعرفت معنى الاحتراف في قطر''، على حد قول محدثنا الذي أرجع عودته إلى الجزائر السنة الماضية بعد سنتين في الخليج لأسباب عائلية، ليلتحق الموسم الماضي بالعارضة الفنية لفريق جمعية وهران بقيادة المدرب مجاهد.