أقل من ثلاثين يوما تفصلنا عن "الداربي" المغاربي الذي سيجمع أسود الأطلس بالخضر في ملعب مراكش، وقبل أقل من شهر عن هذا الموعد الذي قد يكون مصيريا للمنتخبين، فإن ساسة البلدين يسعيان لتهدئة الوضع تفاديا لأي سيناريو يفرضه الشارع سواء في الجزائر أو في الرباط. وبعيدا عن الأضواء ، هناك حرب غير مكشوفة بين المنتخبين حول تحديد هوية الحكم الذي سيدير المباراة . ولأن الأمور في إفريقيا تسير بهذا الشكل فإن اسم الحكم أضحى أمرا إستراتيجيا قبل أي تحضيرات فنية وبدنية لمباراة رسمية تشرف عليها الكاف. وبالرغم من أن الاتحادية الجزائرية لم ترد و لو مرة واحدة على التهم المباشرة وغير المباشرة التي وجهت لها من قبل نظرائنا المغاربة بخصوص الحكم الموريسي الذي أدار مباراة الذهاب في عنابة ، إلا أن صراع الكواليس بين المغرب والجزائر بلغ ذروته، وحتى رئيس الكونفدرالية عيسى حياتو حاول تسيير الملف بشكل يجعله لا يخسر صداقة روراوة من جهة وثقة أمينه العام المغربي المعين مؤخرا فقط من جهة أخرى . وحتى إن تداولت وسائل الإعلام المغربية والجزائرية عددا من الأسماء آخرها اسم الحكم دانيال بينيت الجنوب أفريقي ، فإن مباراة العودة بين الخضر والأسود سيكون فيها الضغط مفروضا على شخصين هما غيريتس المغضوب عليه في المغرب والحكم، وكل هفوة يرتكبها حامل الصافرة ستحسب في خانة " الكواليس" مما يجعل النتيجة الفنية في نهاية المطاف محل جدل وشكوك مثلما حدث في لقاء عنابة أين ربط المغاربة هزيمتهم بتصرفات الحكم. للأسف مثل هذه الأمور لا نسمع عنها كثيرا في القارة العجوز، والتصقت هذه الفضائح مطولا بالتحكيم الإفريقي الذي لم يستغل تنظيم المونديال بقارته كي يؤكد تحسنه و خرج منه بخفي حنين، وعوض أن يكون تركيزنا كإعلاميين ورياضيين بالداربي وما يحيط به من أجواء في البلدين، وحتى في بقية البلدان العربية ،تحول موضوع الحكم الى حدث والذي يتعرف على اسمه ستكون له أسبقية المناورة معه في الكواليس.... مرة أخرى نقول بأن هذا ما يحدث في إفريقيا . عدلان حميدشي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته