أكد المدرب البلجيكي جورج ليكنس في اتصال جمعه صبيحة أمس ب «الخبر الرياضي» ضرورة احترام خيار اللاعبين مزدوجي الجنسية، رافضا اعتبار الجدل المسيطر في الوقت الحالي على الساحة الكروية الفرنسية بالأمر العنصري، غير أنه ومن موقعه كمدرب وطني للمنتخب البلجيكي دعا إلى ضرورة احترام خيارات هؤلاء اللاعبين، واصفا في الوقت ذاته قانون الباهاماس بالأمر العادل المكرس للقيم المثالية لرياضة كرة القدم التي تبنى على مبدأ احترام الآخر و تفهّم موقف اللاعبين مهما كانت توجّهاتهم و اختياراتهم. صباح الخير سيد ليكنس معك صحفي من الخبر الرياضي، نود محاورتك عن بعض الأمور التي تخص المنتخب الوطني وكذا الساحة الرياضية العالمية؟ تفضل أنا في الخدمة. بداية ما هو تعليقك على القضية الأخيرة التي تحولت إلى فضيحة، وتخص عزم المسؤولين الفرنسيين تحديد نسبة الأفارقة في المراكز التكوينية؟ أظنك قلت عزم المسؤولين الفرنسيين وبصفتي بلجيكي، أعتقد أن الأمر يتعداني، ومن الأحسن أن تتحدثوا إلى المسؤولين المعنيين مباشرة بالقضية من أجل توضيح هذه النقطة. لكن سعي الفرنسيين لفرض هذا النظام الجديد، يأتي من تخوفهم من إفرازات قانون الباهاماس الذي يعتبر أمرا عالميا ويخص كل المنتخبات الوطنية؟ قانون الباهاماس صودق عليه قبل عامين خلال اجتماع للفيفا التي تعتبر أكبر هيئة مسيرة لكرة القدم العالمية، وأعتقد أن احترام قراراتها واجب كونها المسؤولة الأولى عن رياضة كرة القدم في العالم، لأنني سبق وأن اعتبرته بالأمر العادل لأنه لم يفرض على اللاعبين اختيار منتخبات بلدانهم الأصلية، بل منح الحق للعناصر المزدوجة الجنسية في اختيار المنتخب الذي سيدافعون عن ألوانه، والأكثر من ذلك جنب عدة لاعبين تضييع مشوارهم الدولي، خاصة الذين لم تسمح لهم الفرصة لمواصلة مشوارهم الدولي إلى غاية صنف الأكابر والأمثلة كثيرة ومتعددة. لكن الفرنسيين يتحججون بتضييع عدة مواهب تعبوا من أجل تكوينها، على غرار بودبوز وبلهندة؟ صحيح أن هذا الثنائي تكون بفرنسا، لكن في اعتقادي لا يجب إرغامه على الانضمام إلى منتخب الديكة، كرة القدم تحمل بين طياتها مبادئ مثالية يجب المحافظة عليها واحترامها، وأولى هذه المبادئ هي احترام الآخر، وما على جيراني الفرنسيين سوى احترام رغبات هؤلاء الشباب، رغم أن واقع التركيبة البشرية للمنتخب الفرنسي، يقول أن خيرة مزدوجي الجنسية يواصلون حمل قميص الديكة، و قائمة ال22 التي وضع ثقته فيها المدرب لوران بلان لخير دليل على صحة كلامي ومنتخب فرنسا حقق نتائج كبيرة بلاعبين مزدوجي الجنسية. إذن أنت لا توافق الطرح الذي يقول أن فرنسا سلبت حقها؟ بطبيعة الحال، لست متفقا مع من يقولون أن حقوق فرنسا قد سلبت، حالة بودبوز وبلهندة كما يقال «حادث معزول» والحديث عن سلب للحقوق أمر كبير يتعدى اختيار لاعب أو اثنين تكونا بفرنسا اللعب لغير منتخبها، وهنا أريد أن أوضح شيئا مهما.... تفضل ... زين الدين زيدان اختار اللعب للمنتخب الفرنسي، تألق مع إيمي جاكي، وساهم بشكل كبير في إهداء كل شعب فرنسا أغلى تتويج سنة 1998 عندما رفع ديدي ديشان كأس العالم، ولم يحتج أي مسؤول جزائري على اختياراته بل على العكس استقبل خلال زياراته لبلد أجداده استقبال الأبطال وهو يحظى بشعبية منقطعة النظير هناك، لذا يجب أن يتحلى القائمون على شؤون الكرة الفرنسية بنفس الإحساس ويتركوا أمر المشوار الدولي الخاص بالعناصر مزدوجة الجنسية إلى خيار القلب، حتى وإن خالفت اختياراتهم رغبات المسؤولين ،فالأولى من باب الإنسانية احترامها. الحديث عن تحديد «كوطة» للأفارقة وذوي الأصول المغاربية، لا يعتبر حسب رأيك أمرا عنصريا؟ يتفاجأ... عنصري لا أظن..العنصرية مصطلح كبير، أفضل أن نعتبره سبيلا غير موضوعي ينوون اعتماده في سياسة التكوين، أحسن من أن نطلق عبارة «عنصري» لأنها قد تقودنا إلى أمور أكبر من الرياضة ولا تمد بأي صلة لرياضة كرة القدم التي دائما ما تحارب ظاهرة العنصرية، وتعتبر مطية للتعايش السلمي بين الشعوب. نفهم من كلامك أن الأمر مغاير في بلجيكا التي تأثرت هي الأخرى بإفرازات قانون الباهاماس؟ هذا صحيح، وكما قلت لك سابقا، ما تمت المصادقة عليه في الباهاماس أمر عالمي، مس غالبية البلدان الأوروبية، وعندنا في بلجيكا مس الجدل قضية كارسيلا وناصر الشاذلي لكن الأمر لم يتعد الحديث إلى سلب لحقوق بلجيكا، فالأول اختار الدفاع عن ألوان المنتخب المغربي، والثاني ضمنته ضمن تعداد منتخبي، ومع هذا فالمغاربة لم يحتجوا على اختيار ناصر الشاذلي وسعدوا بكسب خدمات كارسيلا، وعلى غرارهم فقد احترمت من موقعي كمدرب للمنتخب البلجيكي قرار مهدي كارسيلا، واستبشرت خيرا لاختيار ناصر الشاذلي الذي يملك إمكانات كبيرة وسيقدم إضافة كبيرة لمنتخبنا في المستقبل. نطوي صفحة هذا الموضوع، ونتحدث قليلا عن شؤون المنتخب الجزائري الذي سبق لك قيادته، كيف ترى مواجهته القادمة أمام المغرب؟ مواجهات الجزائر والمغرب دائما ما اتسمت بخاصية الداربي الكبير، من دون شك ستكون صعبة للطرفين، والتكهن بنتيجتها أمر صعب للغاية، أتمنى أن تجرى في روح رياضية عالية، ويكون الفوز للمنتخب الجزائري الذي أتمنى مواصلته للتألق وكسب تأشيرة المشاركة في كأس إفريقيا المقبلة، حتى إن تراجع مردوده مقارنة بذلك الذي شهدناه خلال السنتين الفارطتين عندما وصل إلى النسخة الأخيرة من نهائيات كأس العالم التي جرت بجنوب إفريقيا. خطف تأشيرة المشاركة يمر عبر نتيجة إيجابية بمراكش، هل ترى أن زملاء زياني قادرون على فعلها، وفرملة أشبال زميلك غيريتس؟ قلت لك ستكون صعبة، وستكون مواجهة مفتوحة بعض الشيء مقارنة بلقاء عنابة، ومن خلال معرفتي بالمنتخبين، أرى أن التكهن بالنتيجة مجرد تخمين، وأتوقع سيناريو مثيرا لهذه المقابلة كون كلا التشكيلتين تضم في تعدادها عدة عناصر جيدة متألقة عندنا في أوروبا المباراة ستلعب على جزئيات بسيطة و المنتخب الأذكى سيتمكن من حصد نقاط اللقاء. كلمة أخيرة... أحيي من خلال جريدتكم كل الشعب الجزائري الذي ورغم قصر مدة معايشتي له من خلال المدة التي قضيتها على رأس العارضة الفنية للخضر، إلا أنني أكن له احتراما كبيرا، ولازلت احتفظ بذكريات جيدة عن تجربتي بالجزائر، التي تبقى مصدرا كبيرا للمواهب الكروية، كما أتمنى أن يستعيد المنتخب الجزائري عافيته ومستواه الذي فاجأ به كل المتتبعين في السنتين الفارطتين.