بدا الدولي الجزائري السابق ومسؤول مركز تكوين نادي نانسي الفرنسي رشيد معطر، متفائلا بإمكانية الخضر في تحقيق نتيجة إيجابية مطلع الشهر القادم بمناسبة مواجهة العودة أمام المنتخب المغربي، ويرى المدافع الأيسر السابق أن خيار مراكش سيكون في صالح الخضر الذين سيخوضون المواجهة بضغط أقل نسبيا مقارنة بذلك المعتاد بمركب محمد الخامس بالدارالبيضاء. كلاعب دولي سابق، كيف ترى المواجهة المنتظرة بين المنتخب الجزائري ونظيره المغربي؟ المواجهة القادمة ستكون صعبة على المنتخبين كونها ستحدد بنسبة كبيرة هوية المتأهل المباشر إلى المرحلة النهائية من دورة كان 2012، وأتوقع سيناريو مثيرا لها، كون التشكيلتين ستدخلان بأهداف متباينة، فالأشقاء المغاربة محتوم عليهم تحقيق الفوز، أما أشبال بن شيخة، فأعتقد أنهم سيسعون لتفادي الهزيمة، لأن العودة بنقطة التعادل قد تكون مكسبا كبيرا لضمان تصدّر المجموعة الرابعة. وكيف ترى خيار اللعب بمراكش، خاصة أن الجميع كان يتوقع رضوخ الجامعة الملكية المغربية لطلب غيريتس بالاستقبال في الدارالبيضاء؟ بغض النظر عن الحرارة المرتفعة نوعا ما بهذه المدينة السياحية، كونها تتميز بحرارة مرتفعة نسبيا عن تلك التي تسود العاصمة الاقتصادية للمملكة بداية شهر جوان، إلا أنني أعتقد أن خيار المسؤولين المغاربة يصبّ في صالح النخبة الوطنية التي سينقص عنها الضغط نوعا ما، لأن التعصب الكروي بمراكش أقل حدة من ذلك الذي يسود مدينة الدارالبيضاء التي تجمع بين أنصار أكبر ناديين في المغرب وهما الرجاء والوداد البيضاوي. كتقني ما هو السيناريو الذي تراه الأمثل لكي يعتمده بن شيخة؟ مواجهة الشهر المقبل ستكون مغايرة لتلك التي جرت بمدينة عنابة، وستكون مفتوحة، بحكم أن غيريتس مطالب بتخطي الفريق الوطني للحفاظ أوّلا على حظوظ أسود الأطلس بالتواجد في الدورة القادمة للكان، وثانيا لإسكات الأفواه المنتقدة لعمله هذا من جهة، ومن جهة ثانية فالنخبة الوطنية ستكون مجبرة على عدم الاكتفاء بالدفاع وستحاول أن تكون جريئة بعض الشيء لتفادي تحمل ضغط المقابلة، أما بخصوص السيناريو الذي أراه الأمثل فهو استلهام نظام اللعب الذي خاض به فريق ريال مدريد مواجهة العودة أمام البارصا، أي ضرورة خنق زملاء القائد حسين خرجة في منطقتهم وجعل كافة مناورات خط الهجوم المغربي بعيدا عن منطقة الحارس مبولحي، وهنا أريد أن أضيف شيئا... تفضل... الخضر سيعرفون عودة عدة عناصر غابت عن لقاء الذهاب، أتمنى أن يحسن بن شيخة توظيفها وخاصة الثنائي كريم مطمور وكريم زياني اللذين أراهما العنصران القادران على قلب مواجهة مراكش، فالأول يملك سرعة فائقة وقدرة كبيرة على التوغل، وزياني يملك تمريرات سحرية يستطيع بها منح كرة هدف يخلط به حسابات التقني البلجيكي غيريتس. واجهت عدة مرات المغاربة، وتملك صداقات مع عدة لاعبين مغاربة، هل بدأت المقابلة تأخذ محور حديثكم؟ خلال فترة مروري بالمنتخب الوطني سنوات الثمانينات، سنحت لي الفرصة لمواجهة الأشقاء المغاربة، خاصة في النسخة النهائية لكأس إفريقيا 1988 التي جرت بالمغرب، ولازلت أحتفظ بذكريات جيدة عن هذه المواجهات التي لطالما اتسمت بالندية والإثارة، لكن في حدود الروح الرياضية، وبغض النظر عن النتيجة الفنية فقد كان الجميع سواء من أنصار الخضر أو منتخب الأسود يقضي وقتا جميلا في الاستمتاع بالمستوى الراقي الذي كان يميز مواجهات هذا الداربي الكبير، أما عن حمّى المواجهة، فكما تعلمون ومن خلال عملي بنادي نانسي ألتقي تقريبا يوميا بالثنائي يوسف حاجي وكريتيان بصير، وفي كل مرة أتوعدهما بقدرة أبناء وطني من الجيل الجديد على قهرهم داخل قواعدهم. وماهو تكهنك بنتيجة المقابلة؟ صدقني أنني متفائل بقدرة الخضر على تحقيق الفوز، لأنني متأكد أن الوجه الشاحب الذي ميّز الأداء في عنابة، فرضته عدة أسباب، كالغيابات وضغط النتيجة، وفي مراكش أشبال بن شيخة سيكونون متحررين بعض الشيء لهذا تجدني متفائلا. كلمة أخيرة... في ختام حديثي، أريد أن أؤكد للجماهير الجزائرية أنه ورغم بعدنا عن الوطن الأم إلا أن الحنين لا زال يراودنا دوما للعودة إلى الجزائر،وكذا رؤية منتخبنا الوطني في أحسن أحواله حتى تعود الكرة الجزائرية إلى سابق مستواها الذي عرفت به في سنوات الثمانينات.