بلاتيني يحمي برشلونة ب"الغش" وريال مدريد يتغذي من حكم الديكتاتور فرانكو بعد فوز فريق ريال مدريد على مضيفه إلتشي بركلة جزاء مثيرة للجدل، كنت أتابع تصريحات النجوم وردود فعل الصحافة الأسبانية حول مستوى التحكيم السيئ بحكم عملي كمحرر في "يوروسبورت عربية". وأنا أتابع الأخبار كنت أقرأ تعليقات الزوار التي كنت أتوقعها وبالفعل وجدت حفلة أقامها مشجعي برشلونة من الصياح وإتهام فريق ريال مدريد بالفوز بفضل الحكام وأن عهد الديكتاتور فرانكو المستبد عاد من جديد. ربما تعليقات جماهير البلوغرانا على ما حدث في مباراة ريال مدريد تفوق تعليقاتهم على أحداث لقاء برشلونة وعلى خروج نجمهم الأرجنتيني ليونيل ميسي غاضباً من الملعب دون أن يصافح حتى مدربه. والعكس صحيح، لقد استغل جمهورنا العربي الذي يساند الميرنغي حادثة ميسي لكي يطلق سهام النقد نحو كل ما هو كتالوني. جماهير بلوغرانا انهالت بالنقد على ريال مدريد واعتبرته يفوز بمحاباة الحكام دائماً، فهل تناسوا الاتهامات الملتصقة بفريق برشلونة منذ العام 2009 وتحديداً أمام تشيلسي في دوري أبطال أوروبا بمحاباة ميشيل بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي لهم. استفاد برشلونة من أخطاء الحكام بشكل واضح في الأعوام الأخيرة، كما حصل ميسي على جائزة الكرة الذهبية مرتين بدون أن يكون هو الأحق في رأي البعض، ولكنها ليست مؤامرة ولا بلاتيني برشلوني، ولو كان بلاتيني برشلوني لماذا منح فرانك ريبيري جائزة أفضل لاعب في أوروبا هذا العال ؟ .. آه .. لأنه فرنسي يجب أن يمنح الجائزة لمواطنه وينحاز له، إذن في كل القرارات نرى اتهام بوجود نظرية المؤامرة. على الجانب الأخر ما حدث لفريق ريال مدريد هو كارثة تحكيمية، ولكنها غير مقصودة بكل تأكيد، ولو كان ريال مدريد عاد لعصر فرانكو الملك المستبد الذي كان يعشق الميرينغي وبسببه كان يصعد النادي الملكي لبطولات أوروبا منذ نشأتها بشكل متواصل مما ساعد في تتويجه بأول 5 بطولات على التوالي، إذن لو عاد هذا العصر لماذا خسر ريال مدريد كأس الملك العام الماضي من أتلتيكو مدريد؟ .. لماذا لم يتوج ريال مدريد بالدوري الأسباني سوى مرة واحدة في أخر 5 أعوام؟!. نحن كمشجعين عرب نعشق اللجوء لنظرية المؤامرة، فلا بلاتيني برشلوني ولا ريال مدريد عاد لعصر فرانكو، بل أن الحقيقة أن مستوى التحكيم الأسباني منذ أكثر من 7 أعوام في تدهور مستمر ولا يضاهي مستوى التحكيم في الدوري الإنكليزي مثلاً، لا يعقل أن يكون مستوى التحكيم في أحد أقوى الدوريات في العالم بهذا الأداء، ولو كانت هناك مؤامرة لكانت انكشفت بحجم ما حصل في فضيحة الكالتشيو في إيطاليا. الحكام بشر ولهم أخطاء، وأخطاء حكام الليغا تجاوزت الحد، ولكن هذا لا يعني أن نربط كل ما يحدث بنظرية المؤامرة، بل أن هذه الأحداث الغير متوقعة هي جزء من متعة لعبة كرة القدم، فدعونا نستمتع بالساحرة المستديرة ونترك أجواء المؤامرات والفضائح والرشاوي للمجالات الأخرى وألا نقحمها في عالمنا الجميل. متأكد إنه سيتم اتهامي بتشجيع أحد الفريقين بعد هذا المقال، ولكن عندما تتباين الآراء ما بين مقال للأخر على انتمائي الحقيقي حينها أتأكد بأنني أسير على الطريق الصحيح وهو الحيادية.