عندما نشاهد مباراة بين برشلونة وريال مدريد بالتأكيد سنعرف أن هذا اللقاء يتعدى حدود الرياضة بل يصل الى السياسة. وأكثر من ذلك، هذا اللقاء دائما يكون ذا طعم مميز. وبالتأكيد ما حصل للنجم البرتغالي لويس فيغو عام 2002 في الكامب نو لم يكن بسبب الرياضة فقط. هذه المباراة لها مسميات عديدة، فالبعض يسميها المعركة، والبعض الآخر يسميها الثورة، وهناك من يسميها ليلة الحسم، لأن الفائز بينهم غالبا ما يكون الفائز بالليغا، ولكن هناك أسبابا تجعل هذا الكلاسيكو مختلفا عن الديربي بين مانشستر يونايتد والأرسنال، مختلفا عن بوكاجونيور وريفر بليت. والسبب يعود للثلاثينيات من القرن الماضي. السبب السياسي للعداء بينما كان أبناء كاتلونيا وناديهم يعيشون بعذاب كبير ويشعرون بآلام إزاء محاولة خطف هويتهم الكاتلونية، كان نادي ريال مدريد يعيش أجواء لا مثيل لها، حيث قام الملك ألفونسو الثالث عشر بمنحهم شعار الملكية عام 1929. وعندما تولى فرانكو الحكم قام بمعاملة هذا النادي بأرقى الأساليب، وأعطاهم كل ما يرغبون بصفتهم النادي الملكي، وبذلك كان انتصار الفريق الكاتلوني على نادي ريال مدريد بمثابة ليلة لا تُنسى يذكرها جميع عشاق هذا النادي، يذكرون ذلك اليوم يوم هزيمة فريق فرانكو. ولأن خسارة هذا النادي تسبب الحزن للديكتاتور فرانكو، مما يملأ الفرح في قلوب الكاتلونيين الذين أرادوا أن يشعر فرانكو بجزء قليل من الحزن الذي عاشوه جراء حكمه المستبد. ورغم مرور السنين الا أن النادي الكاتلوني لم ينس ما حدث، وأصبح فريق فرانكو عدوهم اللدود دائما وأبدا، النادي الذي لعب دوري أبطال أوروبا مرات عديدة على حساب نادي برشلونة أو نادي أتليتك بلباو، حيث أن الجروح التي سببها نظام الديكتاتور فرانكو لم تلتئم بعد، ولايزال إقليم كاتالونية إقليما مستقلا ومحتفظا بهويته، وهذا هو سبب الصراع الكاتلوني المدريدي.