الشروع في تسليم استمارات التصريح بالترشح لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة    دفاع… حصيلة العمليات الأسبوعية تؤكد الجاهزية واليقظة عبر كامل التراب الوطني    عطاف يترأس اجتماعا حول التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية    عرقاب يستقبل سفير سلطنة عمان وممثلا عن مجموعة "سهيل بهوان" القابضة    رسالة من الرئيس تبون: وزير الاتصال يلتقي رئيس ناميبيا لتعزيز التعاون    سوناطراك: تنظيم الأيام العلمية والتقنية من 23 إلى 25 يونيو بوهران    بللو: نحو تعاون أوسع في مجال الفنون بين الجزائر وإيطاليا    كرة القدم المدرسية : إطلاق قريبا أول كأس للجزائر بين الثانويات والإكماليات والابتدائيات    غزة: استشهاد 27 ألف طالب خلال العدوان الصهيوني على القطاع    غزة: انتشال جثامين 153 شهيدا من تحت أنقاض المنازل بالقطاع    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, سايحي يستقبل بموروني من قبل رئيس اتحاد جزر القمر    وهران : ترحيل 27 عائلة إلى سكنات جديدة ببئر الجير    إعتقال مؤثر جزائري في فرنسا: النيابة العامة بباريس تصوب وزير الداخلية برونو روتايو    خنشلة : الأمن الحضري السابع توقيف شخص بحوزته مؤثرات عقلية وأسلحة    اللحوم الحمراء الطازجة في رمضان ستبلغ أقصى مبلغ 1900 دج    العنصرية الفرنسية الرسمية..!؟    خصص الهلال الأحمر الجزائري 300 طن من المساعدات الإغاثية    عرقاب يشرف على مراسم التوقيع على اتفاقية إنجاز الدراسة والإمكانيات    إيتوزا تستعين ب30 حافلة محليّة    الكوكي مدرباً للوفاق    الصحافة الفرنسية تسج قصة جديدة ضمن سلسة تحاملها ضد الجزائر    ريادة الجزائر في المنطقة تستفيد منها كل الدول    الجزائر لا تتلقى دروسا في الحقوق والحريات من أحد    طاقة ومناجم: السيد عرقاب يستقبل وفدا برلمانيا سلوفينيا    الجزائر تسلّم الرعية الإسباني المحرر إلى سلطات بلاده    متابعة أشغال مشروع قصر المعارض الجديد    الثورة الجزائرية الوحيدة التي نقلت المعركة إلى عقر دار العدو    ديون الجزائر لدى المستشفيات الفرنسية.. حملة اعلامية جديدة تسوق البهتان    العاب القوى/ البطولة الافريقية 2025 لأقل من 18 و20 سنة : لجنة الكونفدرالية الإفريقية "مرتاحة جدا" لتقدم التحضيرات    المدير العام للحماية المدنية يقوم بزيارة عمل وتفقد إلى ولاية المغير    كرة القدم: الجزائريون يهيمنون على التشكيلة المثالية لدور المجموعات    التلفزيون الجزائري يكشف عن شبكته البرامجية لرمضان 2025    انطلاق الطبعة 20 للمسابقة الدولية لجائزة الجزائر لحفظ القرآن وتجويده    المشاركون في جلسات السينما يطالبون بإنشاء نظام تمويل مستدام    تحرير الرعية الاسباني المختطف: رئيس الجمهورية يقدم تشكراته للمصالح الأمنية وإطارات وزارة الدفاع الوطني    "فتح 476 منصب توظيف في قطاع البريد ودعم التحول الرقمي عبر مراكز المهارات"    61 ألفا ما بين شهيد ومفقود خلال 470 يوم    تطبيقة إلكترونية للتبليغ عن مواقع انتشار النفايات    استفزازات متبادلة وفينيسيوس يدخل على الخط    حاج موسى: أحلم باللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز    لباح أو بصول لخلافة بن سنوسي    هذا موعد قرعة كأس إفريقيا    القلوب تشتاق إلى مكة.. فكيف يكون الوصول إليها؟    وزيرة الدولة الفلسطينية تشكر الجزائر نظير جهودها من أجل نصرة القضية    915 فضاء للبيع من المنتج للمستهلك في رمضان    تحويل ريش الدجاج إلى أسمدة عضوية    "كاماتشو".. ضعيف البنية كبير الهامة    حدائق عمومية "ممنوع" عن العائلة دخولُها    "زيغومار".. "فوسطا".."كلاكو" حلويات من الزمن الجميل    تاريخ العلوم مسارٌ من التفكير وطرح الأسئلة    السينما الجزائرية على أعتاب مرحلة جديدة    وفد برلماني يتفقد معالم ثقافية وسياحية بتيميمون    الجوية الجزائرية: على المسافرين نحو السعودية تقديم شهادة تلقي لقاح الحمى الشوكية رباعي التكافؤ بدءا من ال10 فيفري    الجوية الجزائرية: المسافرون نحو السعودية ملزمون بتقديم شهادة تلقي لقاح الحمى الشوكية رباعي التكافؤ بداية من 10 فبراير    وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ    كيف تستعد لرمضان من رجب؟    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخبر الرياضي في ضيافة مجيد بوڤرة بالدوحة : “والداي اشتغلا في تطهير العمارات وأنا عملت في تنظيف الميترو”
نشر في الخبر الرياضي يوم 25 - 02 - 2012

نزلت نهاية هذا الأسبوع الخبر الرياضي ضيفة عند مدافع نادي لخويا والمنتخب الوطني الماجيك بوڤرة العائد من البقاع المقدسة أين أدى هذا الأخير مناسك العمرة مستغلا فترة الراحة لدوري نجوم قطر، مجيد فتح لنا قلبه و بصراحته المعهودة كشف لنا عن عدة أمور متعلقة بحياته الشخصية منذ طفولته الصعبة رفقة عائلته المغتربة مرورا بمحطات مختلفة غيرت مساره و جعلت من ابن الثلاثين ربيعا نجما في أكبر الملاعب الأوروبية و معشوق الجماهير الجزائرية و كذا أحد أعمدة وركائز منتخب محاربي الصحراء
قبل أن نبدأ حديثنا، دعنا نبارك لك العمرة ونتمناها لك مقبولة بحول الله
بارك الله فيك، لقد استفدت في الثلاثة أيام راحة التي تحصنا عليها و كذا قرب المسافة من هنا لآداء عمرتي الثانية بعد التي أديتها شهر جوان الفارط مباشرة بعد خسارتنا أمام المغرب .
لنستهل حوارنا بالحديث عن طفولتك وسط عائلتك المغتربة و بدايتك مع الكرة
ولدت بمدينة ديجون في حي شعبي وسط عائلة محافظة متكونة من سبعة أفراد، الوالدان، بنتان و ثلاثة أولاد ولو أن أخواي الأكبران سافرا باكرا للعمل في مدينة أخرى إلا أن أبي كان دوما حريصا على دراستي و مشجعا دائما على ممارسة الرياضة رغم الظروف المعيشية الصعبة و المحدودة التي كنا نعيشها في تلك الفترة، فبعد تعرض والدي لمشاكل صحية قلبية نتيجة عمله في الطلاء تحول للعمل رفقة أمي في تنظيف العمارات رغما عنهما لكسب قوت عيش عائلتنا و الحمد لله فبرغم إمكانياتنا المحدودة و الأوضاع الصعبة إلا أنهما استطاعا تربيتنا أحسن تربية ممكنة .
هل كنت تعمل لتساعد على المصاريف أم كنت مركّزا على الدراسة ؟
موازاة مع الدراسة كنت قبل بداية كل عطلة أحاول أن أجد شغلا و لو بسيطا لمساعدة العائلة على مصاريف البيت التي كانت محدودة حيث عملت في البناء ثم بعدها تنظيف الميترو وعدة أعمال أخرى تعلمت منها الصبر والمسؤولية، معطيات أفادتني كثيرا مع مرور الوقت و الحمد لله أن الأمور تغيرت كثيرا اليوم كوني في نعيم مثلي مثل كل عائلتي في ديجون .
لنتكلم الآن عن مسارك ومشوارك الرياضي
بدأت لعب الكرة صغيرا جدا مثل كل الأطفال و تدرجت على كل الأصناف في فريق متواضع من القسم الجهوي إلى غاية سن التاسعة عشر أين انتقلت إلى فريق (قونيون) مع مواصلة دراستي هناك و صراحة لم أكن أفكر تماما أن أصبح لاعبا محترفا وقتها خاصة وأني كنت مقبلا على اجتياز امتحان بكالوريا مهني في إعلاميات التصرف و البرمجة لكن المكتوب أراد غير ذلك حيث عرضني مناجير من القسم الثاني على بعض الفرق شهرا قبل الامتحانات فقدت على إثره تركيزي و ذهبت إلى الامتحانات ورأسي بعيد عن الدراسة فلم أنجح، حينها علمت أن حياتي في كرة القدم فأمضيت في نادي (كو ألكسندرا) في إنجلترا و بقيت فيه ثلاثة أشهر قبل أن أنتقل مرة أخرى إلى نادي (شيفيلد وانزداي) إلى غاية نهاية ذلك الموسم، مع بداية الموسم الموالي استقدمني نادي (تشارلتون) لمدة موسم ونصف قبل أن أحط الرحال كما هو معلوم في نادي ڤلاسڤو الذي عشت معه أعز وأهم لحظات مشواري الكروي خلال الثلاثة مواسم التي أمضيتها هناك .
ألم تجد صعوبات في التأقلم خاصة و أنك تقول إنك لم تحتكّ مع الاحتراف سوى بعد سن العشرين ؟
صحيح لقد عانيت كثيرا و كانت بدايتي مع الاحتراف صعبة للغاية كوني آت من الأقسام السفلى، وانتقلت من مرحلة أذهب فيها إلى المدرسة بشكل عادي و أتدرب فيها بقوة من الجانب البدني مرتين أسبوعيا فقط إضافة إلى أني كنت آكل تقريبا ما أشاء بغير انتظام إلى مرحلة جديدة في حياتي بعيدا عن العائلة أتدرب خلالها مرتين يوميا و بنسق عال جدا عن الذي تعودت عليه، جسدي لم يكن جاهزا لذلك، وصل بي التفكير في مرحلة معا إلى التراجع لكن الحمد لله بالإرادة و الصبر توصلت إلى التأقلم و فرض نفسي تدريجيا رفقة البقية .
لو لم تكن لاعب كرة القدم، ماذا كنت ستفعل في حياتك ؟
مبرمجا في الإعلام الآلي فهو ميدان يستهويني و فيه دوما الجديد رغم أني كنت أميل كثيرا لكرة القدم و خاصة أخبار المنتخب الوطني الذي كان دوما أمرا مميزا بالنسبة لي و كنت أعشق الثنائي صايفي و دزيري و كانا بمثابة مثال لي متمنيا دوما الوصول يوما لحمل الألوان الوطنية مثلهما .
هل من قصة غريبة أو ذكرى خاصة وقعت لك و أنت صغير كمناصر للمنتخب ؟
كما قلت لك كنت أتابع دوما باهتمام أخبار و نتائج المنتخب الوطني الذي لم يكن في أحسن أحواله و كذا أخبار محترفينا و لعل الذكرى الأبرز تلك التي عشتها كانت بملعب (سان دوني) إثر اللقاء الودي بين فرنسا و الجزائر، تنقلنا رفقة جمعية الحي لمناصرة الخضر يومها وبعد اجتياح الأنصار أرضية الميدان كنت أتأهب للدخول كذلك رفقة بقية أصدقائي و كان هدفي سوى الجري بالعلم الوطني داخل الملعب و التعبير عن وطنيتي أمام الجميع إلا أن أحد مسؤولي الجمعية أوقفني في آخر لحظة لحسن الحظ لأني لو قمت بذلك لعرّضت نفسي إلى عقوبات و عائلتي إلى غرامات و لما سمح لي بعدها الإمضاء كلاعب محترف الموسم الموالي، لكن تلك المباراة ستبقى ذكرى خاصة لي كمناصر للمنتخب الوطني الجزائري .
كنت مجرّد مناصر لمسجل الهدف الجزائري بلماضي يومها و اليوم أصبحت أحد ركائز فريقه ؟
صحيح، في تلك الفترة اللاعبون المحترفون للخضر كانوا يمثلون لي الشيء الكثير و بلماضي أحد هذه الأسماء التي لم أكن أشاهدها سوى في التلفزة و اليوم بعد عشر سنوات أصبحت لاعبا في فريقه و هو ما يسمى بمكاتيب الحياة .
و أخيرا حققت حلمك، حدّثنا عن أول دعوة تلقيتها للالتحاق بالمنتخب
وقتها كان بوتابوت لاعبا في منتخب الآمال وقبل تنقله لأحد المعسكرات التحضيرية ترجيته بالحديث عني مع المدرب( باولز) وقتها وفي التربص الموالي تم استدعائي ودخلت مباشرة أساسيا ضد غانا بملعب تشاكر ومررت يومها كرة هدف الفوز لعنتر يحيى، اللعب للآمال كانت أمرا مهما جدا و كافيا بالنسبة لي، عنتر رقي إلى الفريق (أ) و بقينا أنا وبوزيد نشكل محور دفاع الآمال وقبل إحدى المباريات التصفوية المؤهلة إلى المونديال أصيب عريبي فتم الاستنجاد بي و كانت من هناك بدايتي الدولية أساسيا أمام زيمبابوي في لقاء انتهى بالتعادل بعدما تلقينا هدفا تافها، كان الضغط كبيرا علي خاصة و أن سني لم يتعد اثنان و عشرون سنة، بعدها واجهنا نيجيريا بنجومها و توليت مراقبة المهاجم مارتينز و كان بذلك بمثابة الديكليك الذي كنت بحاجة إليه خاصة و أن واسيج مدرب ساعدني كثيرا و كان دوما قريبا من اللاعبين غير أنه كانت تنقصه الخبرة اللازمة للكرة الإفريقية و مفاجآتها العديدة .
بالحديث عن المدرب واسيج، هو من أحسن المدربين الذين أشرفوا عليك في الخضر ؟
لقد سبق لي العمل مع ستة أو سبعة مدربين في صفوف المنتخب مرورا بفرقاني، إيغيل، كافالي، سعدان، بن شيخة و حاليلوزيتش الآن و لكل منهم تفكيره و طريقة عمله و لعل أفضلهم من حيث النتائج و طول المدة رابح سعدان صاحب التجربة الكبيرة جدا إضافة إلى أنه يعرف طريقة تفكير اللاعب الجزائري جيدا و لو أن النتائج كانت تستحق أن تكون أفضل من التي حققناها في فترته .
كونك من أقدم العناصر في المنتخب، كيف تفسّر تراجع النتائج بعد المونديال ؟
أعتقد أن فترة الفراغ التي مررنا بها مفهومة نتيجة للتذبذب الذي حصل بعد استقالة الطاقم الفني وهي أمور تحصل في مختلف منتخبات العالم، إضافة إلى تضييعنا للثقة في النفس في مرحلة ما خاصة قبل مواجهة المغرب التي كنا فيها خارج الإطار تماما، سنحاول إعادة البناء و ترتيب البيت من جديد وفتح صفحة جديدة لما هو قادم .
ألا تعتقد أن إعادة البناء و خلق الانسجام سيكون صعبا خاصة بقدوم عناصر جديدة تفتقد للخبرة ؟
طبعا الأمر لن يكون سهلا كما قلت لكن سنحاول التوفيق بين عاملي الإرادة والخبرة لخلق التوازن والسعي نحو الأمام، الجميل في المجموعة الحالية هي الصرامة في العمل رفقة المدرب الجديد حاليلوزيتش الذي يتابع اللاعبين في كل كبيرة وصغيرة، أعتقد أننا سنعود تدريجيا إلى مستوانا السابق خاصة وأننا كما قلت لك طوينا الصفحة مع حاليلوزيتش الذي ستظهر لمسته مع مرور الوقت.
بما أنك تتكلم عن الصرامة مع حاليلوزيتش، هل تريد القول إن هذا ما كان ينقص الخضر مع سعدان ؟
لا ليس بهذا المفهوم لكن سعدان كان يعتمد أكثر على الخبرة الميدانية و قد أعطت هذه ثمارها و لا يمكن لأحد نكران ذلك غير أن حاليلوزيتش يعتبر أكثر صرامة على طريقة مدارس أوربا الشرقية والاختلاف مفهوم نظرا لاختلاف مفهوم وطريقة عمل المدرستين ويبقى الرجلان من خيرة المدربين الذين عملت معهم وتعلمت منهما الكثير في مجال الكرة وحتى خارجها.
لنعد قليلا إلى بعض المشاكل الداخلية و العقبات التي واجهت المنتخب خلال الفترة السابقة، ما تعليقك على قضية القائد منصوري ؟
يزيد رجل و لاعب أعطى الكثير للمنتخب طيلة عشرية كاملة من الزمن و كان دوما حاضرا في الأوقات الصعبة و لعل خروجه بتلك الطريقة أمر حز كثيرا في نفسي، أي لاعب في مكانه كان سيفكر بنفس الطريقة و هي محاولة لعب المونديال بعد سنوات عدة من العطاء و مباشرة قبل الاعتزال و أعتقد أن مستواه كان يسمح له بالتواجد في القائمة الأساسية رغم المنافسة الكبيرة من لموشية، يبدة و لحسن لكن في الأخير هي خيارات مدرب و يجب احترامها مهما كان، في مكانه كنت سأصبر و أحاول على الأقل لعب شوط من اللقاء الأخير و توديع المنتخب و الخروج من الباب الواسع، ومن جهة أخرى كان على المسؤولين برمجة لقاء اعتزالي له و لو أني لا أعلم إن هم يحضرون له ذلك و سيعتبر ذلك أمرا أسهل كونه أمضى في قسنطينة.
كيف تفسّر عدم الثقة في اللاعب المحليّ ووضعه دوما في الصف الثاني في المنتخب؟
هناك من اعتبر هذا الموضوع قضية لكن لا أعتقد أن يتعدى الموضوع أكثر من مجرد خيارات المدرب لا أكثر و لا أقل، من الخطأ و العيب أن نقول إن هناك تفرقة أو تكتلات بين المحليين و المحترفين أو المغتربين، كلنا ندافع عن ألوان علم واحد و نصبوا لهدف واحد كذلك و خير دليل وجود أسماء عدة لاعبين محليين في القائمة الأخيرة و الشاب بوشوك خير مثال عن اللاعب المحلي الذي أعطيت له فرصة ذهبية .
كيف ترى المواجهة المقبلة في بانجول خاصة وأنك لعبت هناك من قبل، وما تعليقك عن قائمة الناخب الوطني ؟
من دون شك مواجهة صعبة كونها الانطلاقة في التصفيات التي ينبغي علينا دخولها بنتيجة إيجابية على الأقل التعادل لرفع المعنويات وكسب الثقة في النفس و إعادة اللحمة مع أنصارنا المتعطشين للانتصارات، سبق لي اللعب مرتين هناك تحت درجة حرارة قاسية و إحدى المواجهتين انتهت بعركة جماعية ، من ناحيتنا نحن اللاعبين سنتنقل إلى غامبيا بدون ضغط أو بالأحرى بضغط إيجابي خاصة وأن الجميع لم يعد يعول علينا لتحقيق نتائج إيجابية خارج الديار، كما قلت لك سنقلب الصفحة ونبدأ من جديد خاصة وأن لدينا أفضلية الاستقبال في لقاء العودة على أرضنا و أمام جمهورنا، وفيما يتعلق بالقائمة المستدعاة من طرف الناخب الوطني فأعتقد أنه الأدرى أكثر من أي طرف ما بالخيارات التي اعتمد عليها و نهج اللعب الذي سيعتمد عليه هناك .
التشكيلة الوطنية ستعرف أربعة غيابات أساسية و ثمانية عناصر فقط فاقت العشر مشاركات دولية، ألا يخيفك هذا ؟
صحيح أن غياب كلا من بلحاج، يبدة، زياني أمر مؤثر على الفريق لكن إرادة العناصر الشابة الجديدة لفرض نفسها في المنتخب قد تغطي هذا العجز ولعل المشكل الوحيد هو نقص الخبرة الذي يعتبر أمرا هاما في مثل هذه المواعيد ولو أن لاعبا مثل جابو بإمكانه صنع الفارق في أي لحظة كونه متعود على الأجواء الإفريقية رفقة فريقه، أتمنى أن تمر كل الأمور بسلام وأن نوفق كما قلت من تحقيق التوازن بين عاملي الخبرة و الإرادة.
كيف تفسّر عدم توجيه الدعوة لزياني رغم أنه في أحسن أحواله مع فريقه في الدوري القطري ؟
صحيح أن كريم في تحسن تصاعدي و في عودة قوية لمستواه الذي عرفناه به من قبل و باستطاعته تقديم الكثير للمنتخب خلال مواجهة الأسبوع المقبل لكن القرار بيد المدرب و عليكم توجيه السؤال له أو للاعب نفسه.
لنعد للحديث عنك في فريقك الجديد لخويا ؟
رغم أني وجدت صعوبة في مغادرة فريق ڤلاسڤو إلا أن هناك خيارات في الحياة، فريق لخويا يملك مجموعة قوية متكونة أغلبها من أجانب بمدرب جزائري من طينة الكبار جمال بلماضي الذي لا تفوته كبيرة ولا صغيرة متعلقة بأي لاعب في الفريق، طريقة لعبنا أوروبية بالاعتماد غالبا على اللعب العالي، الضغط كبير لأنه علي أن أكون المثل و القدوة كوني أتيت من فريق كبير في أوروبا إضافة إلى ضغط المسيرين الذين يعولون على الاحتفاظ باللقب المحلي و الدخول بقوة رابطة الأبطال الآسياوية.
هل تفتقد أوروبا و لماذا ؟
نعم أفتقد أوربا و لبلدي الثاني و هو إنجلترا، أفتقد جمهور ڤلاسڤو الرائع و أناسا هذه المدينة الجميلة الساحرة و لعل أهم شيء أفتقد إليه في ميدان الكرة هو الجمهور حيث وجدت صعوبة كبيرة للتأقلم مع المدرجات شبه الفارغة في حين تعودت من قبل على اللعب أمام آلاف المتفرجين من حولي، لكن كما قلت في الحياة هناك خيارات خاصة و أن فريقي السابق يعاني هذا الموسم، عموما وجدت راحتي في قطر وعائلتي كذلك من عدة جوانب أهمها أننا قريبون أكثر من الدين مقارنة بأوروبا التي تجد نفسك فيها أحيانا تبتعد نوعا ما عنه، ابنتاي اللتان تبلغان أربع و خمس سنوات تدرسان في مدرسة فرنسية و في الأمسية دروسا في الإنجليزية ومرتان أسبوعيا دروسا لحفظ القرآن و تعلم الشريعة الإسلامية.
هل تفكّر من الآن في العودة للعب في أوروبا ؟
صراحة كل تركيزي منصب على أهداف فريقي الحالي للظفر بألقاب جماعية جديدة بعد تلك التي تحصلت عليها رفقة فريقي السابق لكن الباب يبقى دوما مفتوحا وإن عدت لأوروبا فإن ذلك سيكون بدون شك للعب في الدوري الإنجليزي الذي أتابعه باهتمام وأعتبره الأحسن في العالم بدون أي منافس من كل الجوانب و خاصة الفرجة فأنا مناصر وفيّ لمانشستر يونايتد .
لو خيّرناك بين البارصا و الريال، من تختار ؟
الريال لأن فيها لاعبا من أصول جزائرية بن زيمة و عدة لاعبين مسلمين أمثال أوزيل، ديارا، خضيرة، إضافة إلى بن زيمة طبعا الذي يفتخر دوما بأصوله الجزائرية و هذا شرف لنا.
هل تعارفتما أنت و بن زيمة ؟
لا، لكن نذير بلحاج كلمني كثيرا عن هذا اللاعب الذي يعلم جيدا بأن الآلاف و ربما الملايين من الجزائريين يحبون ريال مدريد من أجل و قبله زيدان الذي يبقى مثلا فوق الجميع و سعيد أنهما يمثلان بلدي .
ما رأيك في مشوار جمال مصباح ووصوله إلى ميلان ؟
لا يمكن التعبير عن سعادتي في الموضوع، جمال صديق قديم لي ولاعب مثابر، فرحت له كثيرا لأنه عمل في صمت ولم يتكلم كثيرا مثل البعض، إمضاؤه في ميلان يعتبر مفخرة للجزائر و للكرة الجزائرية التي ستعود هيبتها من جديد ولقد نصحته مؤخرا بوضع الأرجل على الأرض و تفادي الضغط واللعب ببساطته المعهودة ومتأكد أنه سينجح و أن ما هذه سوى البداية .
ماذا تفعل خارج أوقات العمل ؟
أبقى أكبر وقت ممكن في البيت، حتى لما كنت أعزب وطالبا في ڤونيون لم أكن من النوع كثير الدوران مثلا و السهرات و نهاية الأسبوع أسخرها دوما للخروج في نزهة مع كل العائلة أما باقي الأيام فأستسلم للنوم مع أني كثير الاستعمال للإنترنت عكس التلفزة.
هل فكّرت يوما في إنهاء مشوارك بالجزائر مثل منصوري ؟
لا يجب أن تقول في الحياة هناك أمر مستحيل لكن لم أفكر يوما في ذلك.
ما الذي يجب القيام به من طرف مسؤولينا لجلب المحترفين للبطولة الجزائرية، وهل هي مشكلة أموال ؟
لا الأمر لا علاقة له بالمال و إنما بالإمكانيات الموفرة للعب كرة القدم فأمر جد مؤسف أن تجد بطولة مازالت تلعب على عشب اصطناعي، أعتقد أن مفهوم الاحتراف بدأ يطبق في الجزائر من بعض الأندية لكن يجب الصبر لأن هذا ينتظره وقت طويل مع أن الجمهور الجزائري أعتبره الأحسن على الإطلاق في العالم.
هل أنت من متتبّعي السياسة ؟
نعم أحيانا لمعرفة كيفية تعامل الشعوب مع الأزمات لكن أن أنشط فيها أمر بعيد تماما عن مخيلتي .
ما تعليقك عن الذي جرى في الدول العربية مؤخرا ؟
مؤسف جدا و أمر لا يشرف الإسلام تماما و لا أحد يعلم غير الله ما وراء كل هذا وإذا أردنا حقا أي شيء أو أي تغيير في الحياة فما علينا سوى العودة إلى القرآن و ديننا الإسلامي .
ألم تفكّر في شيء و أنت تشاهد أحداث ملعب بورسعيد ؟
صراحة صدمت كثيرا و أنا أشاهد تلك الصور البربرية، صراحة أمر لا علاقة له بأناس مسلمين، صراحة فكرت مباشرة في لقائنا في مصر في 2009 وماذا كان سيحصل لنا لو تأهلنا بملعب القاهرة و لو أني متأكد أن الأمور لم تكن ستصل إلى ذلك الحد، خسارة كبيرة لمصر ولإفريقيا كون بطولتها من أقوى البطولات عربيا، أتمنى أن يعم السلام كل بلاد المسلمين وأن تعود المياه إلى مجاريها قريبا بحول الله .
هل سبق لك الانتخاب ؟
نعم مرة واحدة كانت على بوتفليقة .
و هل ستنتخب مجدّدا ؟
لا أعلم و أريد الاحتفاظ بهذه الإجابة لنفسي مع أني أعشق بلدي و أهتم بأخباره دوما.
هل تعيش مع زوجتك و بناتك على الطريقة الجزائرية أم الإنجليزية ؟
(يبتسم) طبعا فأنا أتبع والداي اللذان ربّياني على الطريقة الجزائرية والعقلية الجزائرية سواء في الطعام و غيره، أمي من حجوط وأبي من عنابة، تعودت قضاء عطلي الصيفية في الجزائر منذ نعومة أظافري وتعلمت اللعب هناك بالكرة المصنوعة من كيس الحليب و كلما كنت أعود إلى فرنسا إلا وتعلمت تقنيات و فنيات جديدة في الكرة وحتى غيرها، لم أكن أبقى في البيت فكنت طيلة النهار رفقة أبناء أعمامي على شاطئ البحر في ماتاريس و البلج و غيرها، ذكريات جميلة جدا لا يمكن نسيانها رغم أني أفتقد كثيرا للأطباق التقليدية التي هي ممنوعة علي إلى غاية نهاية الموسم الكروي.
لو رزقت بولد فهل ستختار له ميدان الكرة أم الدراسة ؟
الاثنان معا ولو أن عالم الكرة صعب لكن فيه أفضلية كبيرة جدا .
هل من عمل قمت به و ندمت عليه ؟
يفكر قليلا، لا أرى أني قمت بشيء يستحق ندمي عليه رغم أني أتحسر كثيرا على مواجهتنا الأولى ضد سلوفينيا في المونديال.
و أهم شيء قمت به في حياتك ؟
العمرتان خاصة و أنا أدخل البقاع المقدسة، تحس أن هذه الدنيا ما هي إلا مرحلة قصيرة عابرة، تغيرت حياتي كثيرا بعد أداء العمرة و لم تعد تهمني الأمور المادية مثلما كنت من قبل، أرجو من الله أن يرحمنا برحمته.
ماهو هدفك القادم في الحياة؟
هناك هدفان، الأول هو تأسيس أكاديمية كبيرة لكرة القدم بالجزائر رغم أني لم أقرر بعد مكانها بالضبط بعد انقطاع الحبل بيني و بين شركة نايك الجزائر والهدف الأول منها هو إنقاذ بعض الشباب أبناء بلدي من الآفات الاجتماعية وتعليمهم كرة القدم التي سيعيشون منها مستقبلا و عائلاتهم، أما هدفي الثاني فهو الانتقال إلى عالم التدريب و سأقوم بتربصاتي التكوينية في الجزائر.
أجمل مكان زرته ؟
المالديف بدون أدنى شك.
أين تفكر أن تستقر بعد اعتزالك اللعب ؟
قررت الاستقرار في قطر مع أني اشتريت عقارات في الجزائر و لأن قطر بلد مسلم وفيه إمكانيات كبيرة لي ولعائلي على أن تكون سفرياتي بين الجزائر و الدوحة دائمة.
كلمة أخيرة في النهاية ؟
أشكركم على هذا الحوار و سلامي لكل قراء الخبر الرياضي و لكل الشعب الجزائري متنيا من كل قلبي إدخال البهجة و السعادة لقلوبهم خلال المقابلة الأولى من التصفيات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.