صرح لاعب السد القطري ، نذير بلحاج، ليومية «الخبر» أمس بأنه «خجول» وهو يعلن عن رغبته في العودة إلى أحضان المنتخب الوطني قبل مباراة واحدة تفصله عن تحقيق التأهل إلى المونديال البرازيلي، وهو الذي سبق وأن علق حذاءه الدولي في ظروف غامضة ولأسباب لا تزال مبهمة خلال سنة 2011 . و بلحاج ليس استثناء في هذا المجال حيث أعلن الكثير من صانعي ملحمة أم درمان عن رغبتهم في اللحاق بقاطرة الخضر المتهجة بحول الله نحو البرازيل، ومنهم مطمور وعنتر يحيى، في الوقت الذي ظل مدلل الخضر في عهد الشيخ رابح سعدان، ونعني به كريم زياني، ينتظر إشارة من البوسني حاليلوزيتش على مدار عدة شهور لكن دون جدوى. بلا شك وحيد حاليلوزيتش ضحك مطولا من بيته في مدينة ليل الفرنسية، وهو يسمع بموضوع رغبة بعض محاربي الصحراء خلال «موقعة» الفراعنة والفيلة، في العودة إلى المنتخب وهو الذي قاد الخضر على مدار ثلاث سنوات بتشكيلة غيرت بنسبة تفوق الستين بالمائة ، ونجح في وضع أسس جديد لمنتخب مستقبلي، برغم فشله في التألق ضمن منافسة كأس إفريقيا الأخيرة. ضحك «الكوتش وحيد» لأنه يعلم يقينا بأنه ليس في حاجة لهؤلاء الآن، كونه بنى المنتخب بنظرته المغايرة لسابقيه، ولم يعد أمامه سوى لقاء واحد لتحديد مصيره ومستقبل الخضر في تصفيات المونديال، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يلغي حاليلو سياسته التي اتبعها منذ ثلاث سنوات كي يفسح المجال «للمتقاعدين» بالعودة ولسنا ندري الغرض من هذه العودة في الظرف الراهن. صحيح أن بلحاج لاعب ممتاز، وكان بإمكانه تقديم الكثير للمنتخب الحالي، شأنه في ذلك شأن زياني ومطمور، لكن الحديث عن عودة صانعي ملحمة أم درمان يشبه كثيرا قصة الروائي الطاهر وطار التي حملت عنوان الشهداء يعودون هذا الأسبوع، فلا الموتى يمكنهم أن يعودوا ولا الشهداء ، الذين انتظرتهم أمهاتهم وزوجاتهم بعد الاستقلال سيطرقون أبواب بيوتهم من جديد ، فقاطرة الخضر تسير في سكة جديدة ولم يعد يفصلنا عن محطة مونديال البرازيل سوى مباراة واحدة بوقتها الإضافي، و لن يقبل حاليلوزيتش الطعن في خيارته وسياسته التي انتهجها طوال شهور وهو على مرمى حجر من تذكرة كأس العالم، ولو يكسب التأشيرة فلن يزاحمه فيها أحد، في حين لو نخسر ورقة المونديال فسيحزم أمتعته ويعود إلى بيته ليترك المجال لمدرب جديد قد تكون له نظرة مختلفة، ويستعين بلاعبي الخبرة من أمثال بلحاج وزياني في كأس أمم إفريقيا القادمة بالمغرب.