مثلما انفردت بنشره الخبر الرياضي في عددها الصادر يوم الأحد الفارط، حيث كشفت الحلقة الأولى من المفاوضات بين رئيس الاتحاد الكروي محمد روراوة والمدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش، وأثمرت الجلستان الثانية والثالثة بين الرجلين، واحدة بمقر الفاف والأخيرة ببيت الرئيس، بموافقة هذا الأخير على بقاء التقني البوسني مع المنتخب الوطني إلى غاية نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة بالمغرب. ثلاث ساعات من المفاوضات ببيت الرئيس تنتهي بالاتفاق اتفق الحاج روراوة والمدرب وحيد حاليلوزيتش مساء أول أمس على تمديد عقده مع الخضر بعدما جلس الرجلان لأكثر من ثلاث ساعات ببيت الرئيس وتناولا وجبة العشاء سويا، حيث كان الحديث بين الطرفين بخصوص بنود العقد الجديد الذي سيمتد إلى غاية نهاية «الكان» ليس أكثر. وبرر الرئيس قراره بضرورة الاحتفاظ بعامل الاستقرار في المنتخب لا سيما أن التوقيت غير ملائم لتغيير المدرب . «الكوتش» وحيد ينفرد بالرئيس ويفرض منطقه عليه فضّل وحيد حاليلوزيتش بأن يجلس مع الرئيس روراوة لوحده دون حضور المكلف بالمنتخبات وليد صادي ولا أحد من رجالات الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بغرض التناقش مع روراوة دون تدخل عنصر ثالث في المفاوضات مما يوحي بأن البوسني، الذي أضحى يعرف جيدا مزاجية الرئيس نجح في إقناع روراوة بفكرة تمديد العقد وهو الذي كان يقسم ليل نهار بأن يقيله قبيل المونديال منذ «اشتعال الفتيل» بينهما على هامش قرعة مونديال البرازيل بشواطئ ساووبي. رفع الأجرة ب20 بالمائة وتحفيزات في المنح مقابل تمديد العقد مثلما انفردت بنشره الخبر الرياضي في عددها ليوم الأحد الفارط، فإن حاليلوزيتش، الذي أبان رغبته في البقاء مع المنتخب الوطني منذ عودته من جنازة والد زوجته بالبوسنة، وافق على رفع أجرته ولو بنسبة لا تتعدى ال20 بالمائة مصرّا على معاملته بنظام التعويض في المنح من خلال تحديد الأهداف الرياضية وتخصيص مبالغ تتماشى وهذه الأهداف من ذلك الحصول على علاوة في حال بلوغ الخضر للدور الثاني من المونديال القادم بنحو 100 أو 200 ألف أورو وتخصيص علاوة مماثلة أو أكثر في حال قيادة المنتخب الوطني إلى نهائي كأس أمم إفريقيا القادمة بالمغرب وهو ما جعل رئيس الفاف يوافق على الاحتفاظ بالمدرب البوسني إلى غاية جانفي المقبل من باب أن روراوة سيغادر الفاف بنسبة كبيرة لخلافة حياتو في الكاف ولا يريد المجازفة بتغيير المدرب وهو مقبل على الرحيل. حاليلوزيتش بعث بوسطاء إلى روراوة لتحضير الأرضية كان الرئيس روراوة قد تحدث مساء الخميس الفارط مع وسطاء جد مقربين من حاليلوزيتش قبيل بداية المفاوضات بين الرئيس والمدرب وقدّم هؤلاء الوسطاء صورة عن كيفية تلطيف الجو بين الحاج و»الكوتش وحيد» وحضّروا الأرضية كما ينبغي لتهدئة الأمور بين الرجلين من خلال الضغط على روراوة لتمديد عقد البوسني وهو ما حدث في ظرف ثلاث جلسات من المفاوضات الثنائية. «الحاج» أفرغ ما في جعبته ضد وحيد وعاتبه أشد العتاب حتى وإن كان رئيس الفاف، استغل الجلسات الثنائية مع حاليلوزيتش كي يعاتبه أشد العتاب على ما قام به البوسني من تصريحات تضر بسمعة ومصداقية الفاف ورئيسها إلا أن روراوة رضخ لضغط محيطه القديم الجديد وحاول تجاوز مراحل الغضب التي كانت تسوده منذ أكثر من شهرين بسبب الخرجات الإعلامية المثيرة تارة للبوسني وسلوكيات هذا الأخير مع الرئيس نفسه في عدة مناسبات وفي نهاية المطاف، تراجع روراوة عن فكرة تنحيته قبل المونديال ثم تقبل مبدأ تمديد عقده بعد العرس العالمي. البوسني وافق على اتباع سياسة روراوة لعل إستراتيجية البوسني في التصالح مع روراوة وتقبله لكل ما يقوله الرئيس وما يطلب الحاج سواء في الجانب الفني أو اللوجيستيكي، جعلت «الحاج» يقبل بمبدأ تمديد عقد المدرب السابق لدينامو زاغرب وكوت ديفوار، حيث وضع الرئيس النقاط على الحروف مع المدرب في مختلف الجوانب وقبلها المدرب بصدر رحب وهو الذي كان في كل مناسبة يرفض أن تملى عليه الخيارات بالهاتف.