تتداول الصحف الألمانية والإسبانية مؤخراً عن رغبة نادي برشلونة في التعاقد مع المهاجم الألماني توماس مولر نجم فريق بايرن ميونيخ في ميركاتو الصيف الماضي. وإذا تمت هذه الصفقة سيكون مولر هو أول مهاجم ألماني يلعب في صفوف النادي الكتالوني في تاريخه. من الصعب حتى على عشاق البلوغرانا تذكر آخر لاعب ألماني ارتدى قميص النادي الكتالوني، وهو بيرنارد شوستر لاعب الوسط الذي لعب في قلعة كامب نو في الفترة ما بين 1980 حتى 1988. طوال سنوات تاريخ النادي الكتالوني 114 عاماً لم يلعب أي لاعب ألماني بقميص النادي باستثناء شوستر والحارس روبيرت إنكة الذي لعب مع الفريق مباراة واحدة بالليغا في مطلع الألفية الجديدة. لذلك لو نجح برشلونة في ضم مولر والحارس بيير تيرتشيغين الذي ارتبط اسمه بالانتقال من فريق بوروسيا مونشنغلادباخ لبرشلونة ستكون هذه هي المرة الأولى التي يضم فيها البلوغرانا لاعبين في وقت واحد من ألمانيا، وسيكون عدد اللاعبين الألمان في تاريخ برشلونة 4 فقط في 114 عام. ولكن لماذا لا يضم برشلونة نجوم ألمان طوال تاريخه، هل لم يجد لاعب كفؤ يستحق ارتداء قميص النادي الكتالوني، ولماذا يضم غريمه ريال مدريد العديد من النجوم الألمان في تاريخه. من المعروف أن نادي برشلونة ينتمي لإقليم كاتالونيا ذي النزعة الانفصالية عن إسبانيا، وكانت إسبانيا على وشك أن تتعرض للانقسام بالفعل عندما نشبت الحرب الأهلية في الفترة ما بين 1936 – 1939 وكاد حلم كاتالونيا في الانفصال عن إسبانيا يرى النور لولا قبضة الجنرال فرانسيسكو فرانكو الذي قضى على هذا الحلم. انتصر فرانكو على الحرب الأهلية التي استمرت 3 أعوام بعد أن تلقى دعم كبير من قبل ألمانيا النازية وقتها، التي ساعدت فرانكو في إحباط حلم الكتالان. فرانكو أيضاً أشتهر بعشقه لنادي ريال مدريد، وتلقى اتهامات عديدة بمساعدة النادي الملكي بطرق غير مشروعة. فهل ما فعله برشلونة وتحريمه على نجوم ألمانيا ارتداء قميص برشلونة طوال الأعوام الماضية انتقاماً لفرانكو، أم هل يصالح برشلونة ألمانيا بتوقيعه على عقود مع توماس مولر وتيرشتيغين، عقود لن تكون مجرد عقود احتراف، بل هي بمثابة معاهدة صلح ما بين إقليم كتالونيا وألمانيا.