أخيرا وبعد قطيعة دامت لسنوات بين الناخب الوطني الأسبق رابح سعدان ورئيس «الفاف» محمد روراوة، تصالح الرجلان ليلة أول أمس بأحد مطاعم العاصمة واضعين خلافا دام لأكثر من ثلاث سنوات جانبا، لأن ما حققه الرجلان سويا مع المنتخب أكبر من أن يفسده خلاف كان للنمامين ذرع كبير فيه، صلح جاء ليؤكد أن العلاقة التي تجمع الرجلين والتي امتدت إلى عائلتيهما أو كما يقال «الملح» الذي بينهما سهّلت من جلسة الصلح التي لم تستغرق أكثر من ساعة والتي انتهت بالأعناق. رئيس «الفاف» كان رفقة نائبه زفزاف والمكلّف بالمنتخبات وليد صادي عشية تنقل الرئيس إلى سويسرا جلسة الصلح التي كانت بين الرجلين في أحد مطاعم الجزائر العاصمة وحسب مصدرنا حضرها كل من الشيخ سعدان ورئيس «الفاف» روراوة وبحضور نائب رئيس الاتحادية جهيد زفزاف ومعه المكلف بالمنتخبات الوطنية وليد صادي عشية تنقل الوفد إلى سويسرا من أجل ضبط أمور إقامة الخضر هناك تحضيرا للقاءين الوديين أمام أرمينيا ورومانيا في جنيف، حضور الرجلين القويين في «الفاف» زفزاف وصادي في الجلسة يؤكد أنهما كانا وراء مخطط الصلح على اعتبار علاقتهما الأكثر من قوية بالرجلين، وكذلك خدمتهما للمنتخب خاصة إذا علمنا بأن صادي كان وراء تصالح روراوة مع حاليلوزيتش مؤخرا. الحاج طلب جلوس المدرّب معه في نفس الطاولة رغبة رئيس «الفاف» في المصالحة مع الشيخ سعدان كانت جد قوية خاصة أن سبب الخلاف لم يكن عميقا وإنما بسيطا حوّله بعض ممن يصطادون في المياه العكرة إلى عداوة، فالحاج طلب من مهندس ملحمة أم درمان الجلوس إلى جانبه في طاولة واحدة والحديث بكل شفافية وهو ما تم بالفعل بعد أن أخرج كل واحد منهما ما في جعبته من كلام وصله والسبب الذي جعله لا يكلم الآخر ويختلف معه طيلة هذه المدة، أين كانت الصراحة السمة الأولى في الحديث وتكلما بقلب مفتوح، في ظل وجود إصرار من الطرفين على الوصول إلى المصالحة التي طال تجسيدها كثيرا. الجلسة دامت أكثر من ساعة وانتهت بالمصالحة والعناق لم تكن جلسة أول أمس لتطول كثيرا بما أن الرئيس ومدربه السابق كانت لهما النية من قبل في الخروج من الخلاف الذي كاد أن يتحوّل إلى عداوة بينهما، وهو ما تم بالفعل في ظرف وجيز جدا لم يتجاوز الساعة من الزمن، والتي كانت كافية لوضع الماضي جانبا، وفتح صفحة جديدة انتهت بالمصالحة وبعناق كبيرا ذكّر الحاضرين بالدموع التي ذرفها الرجلان في مسيرتهما مع المنتخب الجزائري ومساهمتهما في إفراح الشعب الجزائري في وقت لم يكن فيه أحد يؤمن بالجيل الذي أهله الرجلان إلى ثالث مونديال، بالإضافة إلى الصلح الذي خلصت إليه جلسة أول أمس وقف الرجلان على حقيقة مرة بعد أن كشف الرجلان الأبواق التي كانت تنقل الأخبار من هنا وهناك والتي كان همها الوحيد خلق الفتنة بينهما لا غير وهو ما ندد به الرئيس والمدرب. الشيخ والحاج لم يلتقيا وجها لوجه منذ فيفري 2011 ما يجب الإشارة إليه هو أن رئيس «الفاف» والشيخ سعدان لم يلتقيا وجها لوجه لأكثر من ثلاث سنوات، فرغم أن الشيخ غادر المنتخب بعد تعثر تنزانيا في تصفيات «كان» غينيا الإستوائية والغابون، إلا أنه التقى روراوة في مبنى دالي إبراهيم لما تنقل لجلب بعض الأوراق الإدارية من أجل ملف التقاعد، أين اغتنم رئيس «الفاف» الفرصة ووجه له الدعوة لحضور لقاء المغرب بعنابة من أجل تكريمه رفقة مدربين سابقين للخضر، غير أن الشيخ وقتها لم يلب الدعوة لتكون تلك آخر مناسبة يلتقي فيها الرجلان وجها لوجه. رئيس «الفاف» طلب رسميا من سعدان العودة إلى العمل في الاتّحادية الوصول إلى الصلح وكشف أبواق الفتنة التي أجّجت نار الخلاف بينهما، لم يكونا فقط نتائج الجلسة بل أكد مصدرنا الذي أورد الخبر أن رئيس «الفاف» طلب من الشيخ رابح سعدان العودة من جديد للعمل في الاتحادية التي ستستفيد كثيرا من خبرته وما قدمه للكرة الجزائرية، عودة سعدان إلى الاتحادية ستكون من بوابة المديرية الفنية التي لا يزال منصب مديرها شاغرا وهي المهمة التي قد يقبل بها الشيخ، خاصة أنه دائما ما حبذ هذه المهمة التي يفضلها حتى مع الأندية. ملف حدوش طوي وروراوة قد يعيّن الشيخ مكانه في جوان تعيين الشيخ في منصب مدير فني على مستوى الاتحادية الوطنية لكرة القدم من المنتظر أن يكون شهر جوان القادم بما أن المنصب حاليا شاغر وملف المدير السابق حدوش طوي نهائيا رغم تصريحات هذا الأخير بأنه لا يزال في منصبه، غير أن طلب روراوة من سعدان تولّي المنصب دليل آخر على إبعاد حدوش، رؤية الشيخ من جديد في الاتحادية ستكون نتيجة الثقة الكبيرة التي يضعها الرجل الأول بمبنى دالي إبراهيم في مدربه الذي تأهل معه إلى المونديال الإفريقي سنة 2010.