توالت الاستقالات، الواحدة تلوى الأخرى في بيت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بدءا من المناجير العام ل''الخضر'' وليد صادي الذي كان أول من أشعر الرئيس محمد روراوة باستقالته، مباشرة بعد مواجهة الولاياتالمتحدةالأمريكية في المونديال، وتمثلت حجة المستقيل في ''محدودية الطاقم المساعد للناخب الوطني رابح سعدان الذي لا يزال يمارس حسبه سياسة ''السوسيال ''! وتواصل النزيف الجماعي، حيث استقال كل من المكلف بالتنظيم جهيد زفزاف، وكذا المستشار الرئيسي لروراوة عبد القادر برجة والمكلف بالإعلام السعيد سلحاني، في خطوة يبدو أن هدفها الأكثر الضغط على رئيس ''الفاف'' لإحداث تغييرات في الطاقم الفني خاصة بعد خروج ''الخضر'' من المونديال·الموسف للغاية- في ظل ما يحدث- أن بيتالمنتخب أصبح مفتوحا لكل من هب ودب، ولو كان هذا الذي ''هب ودب'' هو صادي، الذي أعطاه روراروة منصبا أكبر منه، عندما عينه مناجيرا عاما للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم، وهو المنصب الذي يحتاج إلى خبرة وعلاقات عامة من أعلى مستوى، ويكفي فقط هنا أن تورد نموذجا واحدا وهو أن زين الدين زيدان يشغل منصب ''مناجير'' نادي ريال مدريد، فكيف الحال بمنتخب مقبل على منافسة بحجم كأس العالم، ومناجيره العام، شاب صغير يفتقر الخبرة المطلوبة في هكذا منصب! نعم، الوضع في المنتخب بُني على ''غلط'' و''فوضى'' منذ البداية، وشخصية روراوة غطت على عيوب وأخطاء الآخرين، الذين تولوا مناصب أكبر منهم بكثير··حيث كان هدف عدد كبير من أعضاء الاتحادية أخذ ''الصور'' إلى جوار الشيخ رابح سعدان في مختلف المباريات، حيث كثيرا ما شوهد مناجير ''الخضر'' وأعضاء من المكتب الفيدرالي يجلسون على دكة البدلاء، فهل شوهد زيدان (وماأدراك ما زيدان) يجلس يوما إلى جوار ''بلّيغريني''، رغم أن زيدان أكبر من ''بلّيغريني'' نفسه؟!مكان صادي وغيره ليس في جوار الشيخ رابح سعدان، كما ليس من صلاحيات صادي أو غيره تقييم الناخب الوطني أو باقي أعضاء الطاقم الفني، لكن ''تساهل'' سعدان و''طيبته'' هي التي أغرت الآخرين بالتطاول على شخصه، على أمل أن يكون ''الشيخ'' قد استوعب الدرس جيدا وأدرك أن النجاح يتم حتما بالصرامة وفرض الانضباط··