لم تكن الليلة التي سبقت مواجهة الخضر لأسود الأطلس عادية لأنصار المنتخبين الجزائري وكذا المغربي، حيث تحولت مدينة مراكش إلى ساحة كبرى امتزجت فيها الألوان الحمراء، الخضراء والبيضاء لتصنع لوحة فنية رائعة بما أن مناصري المنتخبين الذين قدموا من كل حدب وصوب تفننوا في خلق صور أثارت انتباه سياح المدينة الذين بقوا مندهشين لما رأوه خاصة بعدما علموا أن المباراة لا تعدو أن تكون مواجهة في إطار تصفيات كأس إفريقيا وفقط. أنصار الخضر والأسود جنبا إلى جنب وصنعوا الفرجة ليلة المقابلة لعل النقطة الإيجابية التي وقفنا عليها ساعات فقط قبل بداية المواجهة التي تعتبر مصيرية للمنتخبين وجد هامة أن جماهير أسود الأطلس كانت في الموعد واستقبلت جحافل الجزائريين الذين غزوا المدينة بكثرة، حيث وجدنا العشرات من الجزائريين ومعهم المغاربة يحتفلون جنبا إلى جنب في مشاهد قلما نراها في لقاءات الداربي وهو ما يؤكد أواصر المحبة والأخوة التي تجمع شعبي البلدين الشقيقين. شعار «موحد وخاوة خاوة بلاشي عداوة» ردد مئات الأنصار الذين تجمعوا بشارع الأمراء وسط المدينة وكذا بساحة «جامع الفنا» العديد من الشعارات التي تؤكد صدق العلاقة المتينة التي تجمع شعبي البلدين ولعل أهمها كانت «خاوة خاوة بلاشي عداوة»، حيث قام أحد المناصرين الذي قدم من مدينة الأربعاء بإخراج هذه اللافتة التي تفاعل معها الجمهور الحاضر بالمنطقة والذي سار في أجواء احتفالية لمسافة طويلة. أنصار الأسود جابوا شوارع المدينة في مواكب للسيارات بعد أن اكتفوا في الأيام القليلة الفارطة بالتجول في شكل مجموعات صغيرة، اتحدت جماهير الأسود التي وصلت من مختلف مدن المملكة المغربية في صف واحد وجابت شوارع المدينة في مواكب كبيرة للسيارات وخرج الآلاف حاملين الرايات والأعلام الوطنية وتسببوا في ازدحام كبير في الطرقات الرئيسية للمدينة عجزت شرطة المرور عن تنظيمها. الاحتفالات تواصلت إلى ساعات مبكرة من الصباح تواصلت احتفالات المناصرين الجزائريين ومعهم المغاربة إلى ساعات مبكرة من صبيحة أمس، حيث شاهدنا العشرات منهم يجلسون وسط المدينة في حدود الساعة الثانية صباحا، حيث قرروا قضاء ليلة بيضاء قبل التنقل إلى الملعب سيما لأولئك الذين لم يتحصلوا على تذاكر المباراة وبقوا يعيشون وسط السوسبانس بما أنهم تخوفوا من عدم حضورهم اللقاء بعدما نفدت جميع التذاكر التي طبعتها الجامعة المغربية. مبعوثونا إلى مراكش: رفيق - عصام – أمين - طارق