عادت تشكيلة شبيبة الساورة تجر أذيال الهزيمة من المباراة التي جمعتها عشية أول أمس بفريق شبيبة القبائل بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، وذلك لحساب الجولة ال 29 وما قبل الأخيرة من منافسة بطولة الرابطة المحترفة الأولى، في مباراة لم ترق لمستوى تطلعات الجمهور الذي كان حاضرا فوق مدرجات الملعب أو ذلك الذي تابعها خلف شاشة التلفزيون، خاصة خلال الشوط الثاني الذي ظهرت فيه تشكيلتا الفريقين بعيدين كل البعد عن مستواهم الحقيقي وذلك بعدما تمكن الفريق المحلي من حسم الأمور خلال المرحلة الأولى التي نجح فيها في توقيع هدفين عن طريق هداف البطولة الوطنية إيبوسي في الدقيقة الخامسة والدقيقة ال 30 عن طريق ضربة جزاء. رغبة الساورية اصطدمت بحرارة «الكناري» ورغم المعنويات العالية والرغبة الكبيرة التي كانت تحذو أشبال المدرب ألان ميشال في تحقيق نتيجة إيجابية لمواصلة المشوار بثبات والتقدم أكثر في جدول ترتيب البطولة، إلا أن حقيقة الميدان كان لها رأي آخر بعدما اصطدم رفقاء القائد بلجيلالي بفريق أكثر حرارة ورغبة في تحقيق الفوز، وتمكن من الوصول مبكرا لشباك الحارس بوصوف خير الدين قبل أن يتمكن من توقيع هدف الأمان والاطمئنان عن طريقة ضربة جزاء أعلن عنها الحكم نسيب قبل نهاية الشوط الأول بربع ساعة، وهو الهدف الذي قضى على أحلام الساورية في العودة بالهدف المنشود والمتمثل في تفادي الهزيمة أمام شبيبة القبائل. «الصفراء» اكتفت بالاحتفاظ بالكرة دون أي خطورة المتتبع للقاء الشبيبتين القبائلية والساورية تأكد بأن تشكيلة المدرب ألان ميشال والتي دخلت المواجهة بكيفية جيدة قبل أن تتلقى هدف السبق من كرة شبه ميتة، قد نجت من هزيمة ثقيلة بالنظر إلى الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها دفاع شبيبة الساورة وخاصة على مستوى محور الدفاع، الذي ظهر فيه غياب المدافع «باكايوكو» جد مؤثر وهو ما استغله الهداف إيبوسي الذي شكل خطرا محدقا على مرمى الحارس بوصوف، وذلك في الوقت الذي اكتفت فيه عناصر الشبيبة بالاحتفاظ بالكرة لكن دون تسجيل أي خطورة على مرمى الحارس مازاري. «جياسكا» لم تكن أقوى لكنها حققت الأهم كما لا يختلف اثنان في أن المستوى الذي ظهرت به شبيبة القبائل لم يكن لتهزم به التشكيلة الساورية بثنائية كاملة، لأن المحليين لم يكونوا أقوى لكنهم عرفوا كيف يستثمرون في الأخطاء الجسمية المرتكبة على مستوى دفاع «الصفراء»، ليحققوا بذلك الأهم أمام تشكيلة ظهر عليها ارتباك كبير رغم سيطرتها المطلقة على مجريات اللعب وخاصة في الشوط الأول، في حين ظهر الفريق تائها فوق الميدان خلال المرحلة الثانية التي لم نسجل فيها أي فرصة تستحق الذكر من قبل أشبال ألان ميشال الذين بدوا وكأنهم استسلموا للأمر الواقع في استدراك فارق الهدفين اللذين انتهى عليهما الشوط الأول. توقيت الهدفين أثر كثيرا على مردود الفريق رغم البداية القوية لشبيبة الساورة التي حاولت تهديد مرمى المحليين بغية افتتاح باب التسجيل من خلال تضييع فرصة ثمينة في الدقيقة الأولى عن طريق مباركي سيدي محمد، إلا أن أصحاب الأرض عرفوا كيف يعودون من خلال توقيعهم لهدف السبق من أول فرصة لهم أمام الحارس بوصوف، بعدما استغل هجوم «جياسكا» الخروج السيئ لحارس الشبيبة وغياب الرقابة اللصيقة على مستوى محور الدفاع، ليصنعوا الفارق في توقيت جد حساس وهو ما أثر كثيرا على مردود العناصر الساورية التي راحت تبحث عن تعديل الكفة قبل أن تستقبل شباكها هدفا ثانيا أخرج اللاعبين و بشكل كلي من صلب الموضوع. الحكم نسيب كان له ضلع كبير في الهزيمة وكان للحكم نسيب دور كبير في قتل عزيمة العناصر الساورية في العودة بنتيجة إيجابية من تيزي وزو، من خلال قراراته الارتجالية والتي كانت أبرزها في الدقيقة ال 30 عندما أعلن عن ضربة جزاء قاسية جدا لمصلحة المحليين، في وقت أثبت فيه اللقطات المعادة عن عدم وجود أي خطأ داخل منطقة العمليات، في وقت تفنن فيه بتوزيع البطاقات الصفراء على لاعبي شبيبة الساورة حارما إياهم من حقهم المشروع في العديد من المرات فوق المستطيل الأخضر.