حقق وفاق سطيف فوزا رائعا من تونس الشقيقة وذلك في المباراة التي لعبها أول أمس بملعب رادس الدولي، حينما حل ضيفا على فريق الترجي التونسي صاحب الأرض والجمهور، أين عاد زملاء المتألق لقرع بالزاد كاملا في مباراة مجنونة كانت أشبه بالمعركة لأشبال المدرب خير الدين مضوي. "الكحلة" تتألّق في رادس وتخطف ثلاث نقاط ثمينة خطف أبناء عين الفوارة الأضواء سهرة السبت حينما قهروا الترجي التونسي على أرضية ميدانه وخطفوا من أشبال المدرب رود كرول ثلاث نقاط ثمينة، في أول اختبار لهم خارج الديار في أكبر حدث كروي إفريقي بالنسبة للأندية، حيث حقق الوفاق انطلاقة جيدة تسمح له بالمواصلة بمعنويات في السحاب. فوز رائع يردّ بقوّة على كل المشكّكين لم يكن أشد المتفائلين في سطيف ينتظر فوزا من رفقاء بلعميري، حيث كان أشبال المدرب خير الدين مضوي نجوم السهرة، حينما أبدعوا وأمتعوا كل من شاهد اللقاء وأبانوا عن مستوى هائل أكدوا به على علو كعبهم وردوا به على كل من شكك في مقدرة النسر السطايفي على خوض رابطة أبطال إفريقيا نظرا لمستواها العالي. فعل ما عجزت عنه أرمادة النجوم قبل أعوام الأكيد أن فوز أول أمس السبت أعاد إلى الأذهان المقولة الشهيرة التي أطلقها بعض الأشخاص المحسوبين على الوفاق والذين يدّعون حبه حينما قالوا بأنه فريق "خردة" ولا يمكنه مجابهة الفرق الكبيرة في رابطة الأبطال، لكن ردّ هذا فريق كان فوق الميدان موجّهين صفعة قوية لهؤلاء لترك الفريق يعمل لأن ما فعلته العناصر السطايفية في رادس عجزت عنه التشكيلة الثرية من النجوم التي يتغنّى بها هؤلاء ويبكي على أطلالها سنة 2010، حيث عجزت عن الفوز أمام الترجي حتى في سطيف فما بالك برادس. سطيف تجدّد العهد مع المجد لأن الوفاق دائم التألق ورفع راية الجزائر عاليا فإن فوز أول أمس جعل الكثيرين يتنبؤون بعهد جديد ملؤه التألق والنجاح كون طموحات الفريق اتضحت وعادت معها من أجل التاج الغالي ولم لا، لأن الوفاق إذا استهدف شيئا لا يهدأ له بال حتى يصل إليه وهو ما يأمل فيه الجميع. الوفاق صنع ما عجزت عنه الأندية الجزائريّة لكي لا نقلل من الأندية الجزائرية فإن وفاق سطيف للموسم الحالي فعل ما عجزت عنه الأندية الجزائرية التي دائما ما تخفق في هذه المنافسة ومن بينها الوفاق لكن هذا الموسم الفريق استطاع تحقيق الفوز على الترجي في عقر دياره وإحراجه وهو الذي شكّل رعبا لكل الفرق التي واجهته. الفريق كان أفضل من الترجي بالنتيجة والأداء بالعودة إلى أطوار اللقاء وظروفه فإن الوفاق كان أفضل بكثير من الترجي وفاز عليه بالنتيجة والأداء، حيث استطاع رفقاء المتألق ناجي تضييق الخناق عن أصحاب الأرض وسيطروا على مجريات اللقاء بالطول والعرض وكانوا أكثر حضورة منهم فوق أرضية الميدان. تكتيك عال وذكيّ من مضوي تميز اللقاء بعروض فنية جميلة من الجانبين خاصة من طرف الوفاق الذي لعب بخطة ذكية واستطاع تسيير اللقاء بتكتيك عال سمح له بالسيطرة الكلية على المنافس وتضييق الخناق عنه بواسطة الكرات العكسية الهجومية السريعة والانتقال الدفاعي إلى الهجومي بواسطة لاعبي الوسط الذين شكلوا ضغطا متقدما على دفاع الفريق المضيف الهش. رود كرول "ما فهم والو" وفريقه في خبر كان أمام الخطة التكتيكية التي دخل بها مضوي وأشباله اللقاء، فإن المدرب الهولندي للترجي رود كرول لم يفهم شيئا وبقي محتارا طيلة اللقاء بسبب النهج الذي لعبه الوفاق ونظام اللعب الذي طبقه، يذكر أن مدرب الترجي قد أبدى تخوفا كبيرا من الوفاق في ندوة صحفية عقدها يوم الجمعة الماضي أكد فيها بأن سطيف كتاب مفتوح لأنه يفتح اللعب كما أكّد بأنه أكثر تنافسا من فريقه. الفعاليّة الهجومية حاضرة وهكذا تلعب رابطة الأبطال كما أن الشيء الإيجابي والرائع في أداء الوفاق، هو الفعالية الهجومية التي لفتت الانتباه كثيرا خلال اللقاء وأكدت على مستواها الثابت خلال المباريات الأخيرة بأنّها قوّة الوفاق الضاربة، حيث كانت في الموعد وسجلت هدفين وكانت قريبة من تسجيل ثلاثة أهداف أو أكثر لولا التسرع في بعض الأحيان، ما يدل على أن هجوم الوفاق بخير على أمل أن يواصل على نفس النسق لأن الأمر يتعلق برابطة الأبطال. الدّفاع بثبات وصمد طيلة اللقاء
لا يجب أن نغفل الدّور الدفاعي الكبير الذي قام به الفريق خلال مباراة أول أمس، حيث لمسنا من الخط الخلفي استماتة كبيرة وهم الذين وقفوا ضد كل الكرات التي صنعها هجوم الترجي وكانوا سدا منيعا لها صامدين طيلة اللقاء رغم تلقيهم هدفا بسبب ضعف المراقبة لكنهم كانوا في الموعد أيضا. خط الوسط كسب المعركة وفاز بجلّ الكرات مارس خط وسط الفريق ضغطا متقدما على لاعبي المنافس، حيث أثبتوا حضورهم أكثر من رفقاء الدراجي وكسبوا معركة هذا الخط وفازوا بأغلب الكرات واسترجعوها وساهموا كثيرا في تكسير لعب المنافس وتحويله إلى هجمات عكسية سريعة على الأجنحة أو في وسط الميدان والتي شكلت تهديدا على مرمى بن شريفية. بعض اللاعبين أثبتوا علوّ كعبهم بيّن لقاء الترجي الذي فاز به الوفاق علوّ كعب الكثير من اللاعبين الذين أكدوا بأنهم من طينة الكبار وكأنّهم قالوا بأننا حاضرون خلال المواعيد الكبيرة والوفاق يمكنه الاعتماد علينا كثيرا، حيث شاهدنا أداء راقيا من البعض الذين كانوا محل سخط كبير من الجميع بأنهم ليسوا في مستوى الوفاق. من فعلها في "قاروا" لا يهاب رادس ولا غيره رغم أن الوفاق فاز أمام أكبر الأندية الإفريقية خلال المواسم الأخيرة، فإن ذلك لا يمنع من التذكير بأن الفريق الذي عاد بتأهل من قاروا الكاميرونية وأمام فريق كبير مثل كوتون سبور وفي ملعبه الأشبه بالفرن حينما فاز الوفاق عليه ذهابا وإيابا فإنه لا يهاب ملعب رادس أو غيره من الملاعب الأخرى. أنصار الوفاق شكّلوا سندا قويّا وأدهشوا التوانسة لا يجب إغفال عنصر مهم في معادلة الوفاق وهو الجيش الأسود الذي تنقل إلى جانب الوفاق وشكل سندا قويا لرفقاء المتألق محمد لقرع، وأسمعوا صوتهم طيلة مجريات اللقاء وأدهشوا التوانسة بأن للوفاق اثني عشر لاعبا ما دام أنصاره إلى جانبه في كل الأوقات أينما حل وارتحل. الآن يجب وضع الأرجل على الأرض والتّركيز على الحراش بالإضافة إلى ذلك فإنه على الجميع الآن طي صفحة الترجي والتفرغ للقاء الجولة 29 المتأخّر يوم غد الثلاثاء أمام اتحاد الحراش من أجل تحصيل المرتبة الثانية لأن الوفاق صار مهدّدا بعدما فازت شبيبة القبائل أمام الساورة لحساب نفس الجولة وبالتالي يجب وضع الأرجل على الأرض والتركيز على اللقاء الهام. المرتبة الثانية أولويّة لاكتمال الفرحة تعد المرتبة الثانية الآن أولوية لاكتمال فرحة السطايفية خلال هذه الأيام الزاهية لأنها ستسمح بالتواجد لموسم إضافي في ذات المنافسة التي يلعبها الوفاق حاليا، كما أن مجهودات الفريق هذا الموسم يجب أن لا تضيع سدى لأن الوفاق هو الأجدر بها ويجب عدم التفريط فيها. مبعوثنا إلىتونس: إبراهيم. خ