تواصل يومية «الخبر الرياضي» في نشر ركن «فنك في المونديال»، تقوم فيه بسرد السيرة الذاتية لأشبال حاليلوزيتش المرشحين للعب نهائيات كأس العالم بالبرازيل، وبعدما بدأنا بالوافدين الجدد على النخبة الوطنية، وبعض النجوم، يأتي الدور الآن على لاعب يمتلك خبرة كبيرة مع المنتخب الوطني. ألا وهو "حسان يبدة" وسط ميدان الدفاعي لنادي "أودينيزي" الإيطالي الذي يعتبر مايسترو خط الوسط، حيث سبق له أن فاز بالمونديال مع أشبال فرنسا سنة 2001، قبل أن يختار بعد ذلك حمل قميص الجزائر، وتمثيل بلد أجداده في كأس أمم إفريقيا وكأس العالم عام 2010. يبدة من مواليد 14 ماي 1984 بسان موريس «باريس» ووالداه جزائريان ولد الدولي الجزائري «حسان يبدة» يوم 14 ماي 1984 ب «سان موريس» بضواحي العاصمة الفرنسية باريس، أبواه جزائريان ينحدران بالضبط من قريتي ثاوريرث عادن وآيت عيش القريبتين من منطقة تيزي وزو، يعتبر لاعب «الخضر» الأصغر في عائلته المكونة من سبعة أفراد، حيث نشأ وترعرع بحي شعبي اسمه ألفور فيل (فال دو مارن(. بدأ في «ألفور فيل» ثم تحوّل إلى أوكسير أحد أعرق مراكز التكوين الفرنسية عند بلوغ «يبدة» السنة السابعة من عمره، سجلته والدته في ناد لكرة القدم اسمه «الاتحاد الرياضي لألفور فيل» المشهور ب «أسود ألفور فيل»، بعد ذلك تم اختياره لولوج مركز تكوين نادي أوكسير أحد أحسن وأعرق مراكز التكوين بفرنسا وسنه لا يتجاوز 14 عاما، حيث أشرف على تكوينه المدير التقني المشهور والمشهود له بالكفاءة «غي رو". تألق بشكل كبير، استدعي لتمثيل فرنسا وفاز بمونديال الأشبال عام 2001 بدأ حسان في تطوير قدراته وتنمية كفاءاته وتأكيد مهاراته التقنية والجسدية في مركز تكوين أوكسير، أين رافقه خلال تلك الفترة التكوينية كل من الجزائري «رفيق جبور» الذي كان يعتبر نده، فضلاً عن لاعبين معروفين على غرار كل من جبريل سيسي، بومسونغ، ميكسيس ثم تمت ترقيته للفريق الرديف في سن 15 وتم اختياره مع منتخب أشبال فرنسا الذي أحرز معه كأس العالم لأقل من 17 عاماً في «ترينيداد توباغو» سنة 2001. أمضى أول عقد احترافي في سن 17 عاماً ولعب أول لقاء رسمي ضد موناكو بتاريخ 06 جويلية عام 2001 وقع وسط الميدان الموهوب «حسان يبدة» أول عقد احترافي له مع نادي أوكسير، وذلك بعدما تألق بشكل ملفت للانتباه مع الفريق الرديف ومنتخب «الديكة» لأقل من 17 عاماً في «ترينيداد توباغو»، ثم لعب بعدها أول لقاء رسمي له مع هذا الفريق ضد موناكو يوم 08 أوت 2002 في إطار كأس الرابطة الفرنسية لكرة القدم. تعرض لإصابة خطيرة أبعدته عن الملاعب لعدة أشهر ثم أعير إلى نادي «لافال" بعد هذا الظهور الأول ضد موناكو، عاكس الحظ اللاعب الجزائري الواعد ولم يحالفه، بحيث أصيب بجرح عميق في ركبته اليسرى، الشيء الذي أبعده لعدة شهور عن الملاعب، وبعد شفائه من الإصابة عقب فترة النقاهة والعلاج المكثف الذي خضع له، التحق «حسان يبدة» بفريق «لافال» من الدرجة الثانية على شكل إعارة لمدة 6 أشهر من أجل استعادة لياقته وإمكانياته. انتقل إلى «لومان»، قدم موسمين رائعين جعلاه محط أطماع عديد الفرق الأوروبية لعب وسط ميدان الخضر الدفاعي ما بين عامي 2006 و2008، مع نادي «لومان» في الدوري الفرنسي «الليغ1» الذي انتقل له بعقد مدته عام ونصف، حيث فرض مكانته الأساسية في الفريق، وقدم مستوى رائعا جعله محط أنظار العديد من النوادي الأوروبية التي تقربت من وكيل أعماله من أجل ضمه، إذ أراد رئيس فريق «لومان» في نهاية الموسم أن يحتفظ باللاعب لكن… انضم صيف 2008 إلى بنفيكا، لعب مع عديد النجوم وأحرز لقب كأس البرتغال رغبة رئيس «لومان» الفرنسي في تجديد عقد «يبدة»، اصطدمت برفض هذا الأخير الذي فضّل تغيير الأجواء، وأمضى في ماي 2008 مع نادي بنفيكا البرتغالي لمدة 4 مواسم، حيث قدم الجزائري مستوى رائعا جدا وفرض مكانته الأساسية مع الفريق الذي يضم خيرة اللاعبين على مستوى خط الوسط في مقدمتهم الإسباني «رييس» والأرجنتيني «آيمار»، ولعب في أول موسم له مع «النسور» 25 مباراة، سجل خلالها هدفا وحيدا وتمكن معهم من الفوز بكأس البرتغال. أعير ل «بورتسمورث» الإنجليزي، سقط معه للقسم الأول وخسر نهائي كأس إنجلترا رغبة منه في التحدي وإبراز مؤهلاته وإظهار قدراته العالية، انتقل «حسن يبدة» سنة 2009 على سبيل الإعارة إلى نادي بورستمورث الإنجليزي الناشط في الدوري الممتاز أين كان إلى جانبه ابن بلده نذير بلحاج، ورغم هبوطه إلى الدرجة الأولى «الشامبيون شيب»، إلا أن الجزائري تألق بشكل كبير، وتأهل لنهائي كأس إنجلترا وواجهوا «تشيلسي» وخسروا بهدف لصفر، هذا اللقاء شهد غيابه رفقة «نذير» بداعي الإصابة. اختار اللعب للمنتخب الجزائري في أوت 2009 مستفيداً من قانون «الباهاماس" في شهر أوت من عام 2009 سجل «يبدة» التحاقه بصفوف المنتخب الوطني، بعدما أهله «محمد روراوة» على مستوى «الفيفا»، مستفيداً من قانون «الباهاماس» والذي ينص على إمكانية أي لاعب شارك في صفوف المنتخبات الوطنية الشبانية للبلد الذي يقيم فيه، الانضمام إلى منتخب بلده الأصلي، حيث استدعي من طرف الناخب الوطني السابق «رابح سعدان»، وشارك معه ضد رواندا ضمن التصفيات المزدوجة لنهائيات كأس أمم إفريقيا ومونديال عام 2010. من أبرز الركائز، شارك مع الخضر في «كان» 2010 ووصل للدور قبل النهائي شارك اللاعب المميز مع المنتخب الوطني في كأس الأمم الإفريقية في «أنغولا» عام 2010، وقدم أداء كبيرا رفقة «محاربي الصحراء»، حيث وبعد خسارة ضد مالاوي ب (3-0)، عاد الخضر وتألقوا في لقاءي ماليوأنغولا ليحصدوا 4 نقاط جعلتهم في الدور ربع النهائي، أين واجهوا «الفيلة الإفوارية» في لقاء كان يبدة فيه رجل اللقاء وسيد وسط الميدان، حيث أبدع وفازت الجزائر ب (3-2)، قبل أن ينهزموا في نصف النهائي ضد المنتخب المصري برباعية نظيفة. تعرض لإصابة كادت تحرمه من مونديال «جنوب إفريقيا» وأبان عن أداء طيب بعد لقاء أم «درمان» التاريخي، بدأت استعدادات «الخضر» لمونديال جنوب إفريقيا 2010، وتعرض حسان يبدة لإصابة كادت أن تحرمه من المشاركة في العرس العالمي، في اللقاء الأول للجزائر أمام المنتخب السلوفيني وأبلى اللاعب البلاء الحسن وكان مايسترو في وسط الميدان رفقة زميله مهدي لحسن رغم الخسارة، قبل أن يبدع مرة أخرى مع باقي العناصر الوطنية ويفرض تعادلاً سلبياً على إنجلترا، ثم أبدع مرة أخرى ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية لكن الحظ عاند «الخضر» وخسروا في آخر الدقائق بهدف نظيف. تهميشه في بنفيكا جعله ينتقل إلى نابولي الإيطالي كإعارة مع خيار شراء العقد بعد تجربة ناجحة مع بورتسمورث عاد «يبدة» إلى بنفيكا ولكنه أراد الرحيل عنه بسبب تهمشيه فانتقل إلى نادي نابولي لموسم واحد في شكل إعارة مع خيار شراء العقد، إذا ما استغل فرصته، حيث أبان اللاعب عن قدراته في المباريات، مما جعله قطعة من التشكيلة الأساسية لنادي جنوبإيطاليا. وقد سجل لاعب «الخضر» أول أهدافه في مباراة الكأس أمام نادي بولونيا برأسية محكمة، وسجل ثاني أهدافه ضد العملاق الإنتر عن طريق ضربة جزاء على طريقة الكبار. «الأتزوري» رفض شراء عقده، انتقل إلى غرناطة والإصابة كادت أن تنهي مشواره بعدما قررت إدارة نادي نابولي رسميا عدم شراء عقد الجزائري «حسان يبدة» الذي رفض بالمقابل العودة من جديد إلى بنفيكا البرتغالي، تمكن غرناطة الإسباني من ضم اللاعب في أوت عام 2011 بعقد مدته 3 سنوات، ورغم بدايته المميزة مع الفريق «الأندلسي»، إلا أن خريج مركز تكوين أوكسير الفرنسي تعرض لإصابة خطيرة على مستوى ركبته اليمنى شهر فيفري عام 2012، كادت تنهي مسيرته الكروية، بعدما أبعدته لمدة طويلة عن الميادين، قبل أن يشفى منها ويعود من جديد لمداعبة الساحرة المستديرة. فضّل الانضمام إلى «أودينيزي» للمشاركة بانتظام وتفادي تضييع مونديال البرازيل بعد التهميش الذي لقيه من قبل مدربه في غرناطة الإسباني، فضل الدولي الجزائري تغيير الأجواء نحو فريق يمنحه فرصة اللعب بانتظام، من أجل تفادي الخروج من حسابات حاليلوزيتش وتضييع المشاركة في مونديال بلاد «السامبا»، حيث انتقل إلى أودينيزي الإيطالي الذي تملكه عائلة «بوزو» الإيطالية على شكل إعارة لمدة 6 أشهر، وهو نفس مالك فريق غرناطة، كما أن اللاعب الفرنسي في صفوف نادي أودينيزي «توماس هورتو» قد ساعده في الاندماج مع المجموعة، وهذا راجع لإتقان الثنائي نفس اللغة وهي الفرنسية. «حاليلوزيتش» يعول عليه كثيراً لقيادة الجزائر نحو الدور الثاني وتحقيق المفاجأة رغم القلق الواضح الذي كان عليه الناخب الوطني «وحيد حاليلوزيتش» في الآونة الأخيرة من نقص جاهزية وحجم المنافسة الذي يعاني منه «حسان يبدة»، إلا أن لاعب أودينيزي الإيطالي يبقى يحظى بثقة التقني البوسني الذي يرى فيه أحد العناصر الأساسية في التشكيلة الوطنية، فهو معجب كثيراً به منذ «كان» 2010 أنغولا، أين واجهه مع «الخضر» لما كان على رأس العارضة الفنية لمنتخب كوت ديفوار، إذ يعول عليه كثيراً من أجل قيادة الجزائر لتحقيق المفاجأة في العرس العالمي وتخطي عقبة الدور الأول رغم صعوبة المأمورية.