تواصل يومية «الخبر الرياضي» نشر ركن «فنك في المونديال»، تقوم فيه بسرد السير الذاتية لأشبال «حاليلوزيتش» المرشحين للعب نهائيات كأس العالم بالبرازيل، حيث يأتي الدور على «إسلام سليماني» مهاجم نادي «سبورتينغ لشبونة» البرتغالي الذي يتواجد ضمن قائمة «الخضر» ويحظى بثقة الناخب الوطني بالنظر إلى تألقه كثيراً مع فريقه الجديد خلال الموسم المنقضي، الذي انضم إليه في الميركاتو الصيفي الماضي قادماً من نادي شباب بلوزداد، إذ أبان عن إمكانيات هجومية كبيرة وسط أرمادة من نجوم البطولة البرتغالية. من مواليد 18 جوان 1988 وهكذا كانت بدايته مع الكرة ولد الدولي الجزائري «إسلام سليماني» يوم 18 جوان عام 1988 بالحمامات ويقطن بعين البنيان بالجزائر العاصمة، بدايته مع عالم المستديرة كانت وعلى غرار كافة اللاعبين في الشارع، حيث وفي أحد المواسم ذهب كغيره من أبناء حيه لتجريب حظه رفقة فريق عين البنيان خلال فترة انتقاء اللاعبين وكان هو حينها في صنف البراعم، مدربه جربه للعب كمدافع محوري فلم يلعب جيدا وهو ما كلّفه عدم اختياره. غياب الجناح الأيمن منحه الفرصة للتألّق وإقناع المدرب بعد الانتقاء طلب المدرب من اللاعبين الذين تم اختيارهم المجيء في اليوم الموالي للمشاركة في دورة كروية بالشراقة للتأكد من إمكانياتهم أكثر، ورغم أن سليماني لم يتم انتقاؤه إلا أنه ذهب رفقة أصدقائه لمشاهدة الدورة التي عرفت غياب الجناح الأيمن لفريق عين البنيان، فما كان من المدرب إلا الاستنجاد بإسلام للعب كجناح أيمن حتى لا يلعب الفريق منقوصا عدديا، فكانت بمثابة الفرصة الثانية له والتي استغلها أحسن استغلال وأدى مباراة في القمة أقنع خلالها مدربه الذي احتفظ به في التعداد. اكتشفه «مجيد سلطانة»، و «زميتي» بمثابة الوالد بالنّسبة له بعد قيام المدرب المسؤول عن الانتقاء بمهامه انصرف وترك المهام ل»مجيد سلطانة» حتى يشرف على براعم عين البنيان، فإذا به يكتشف لاعبا موهوبا يختلف عن زملائه ويفوقهم في القدرات، وهو ما جعله يولّيه عناية خاصة، ويصرح لمقربيه بأن سليماني مهاجم من طراز عال، رغم أنه كان في صنف البراعم فقط، كما هناك أيضا مدربه في جمعية الشراقة «زميتي» الذي يعتبره إسلام بمثابة الوالد، خاصة أنه هو من منحه فرصة التألق مع الأكابر رغم أنه كان ينتمي حينها إلى صنف الأواسط. هداف دورة ليون الدوليّة بمشاركة أعرق الأندية الأوروبيّة فريق عين البنيان كان دائم المشاركة في دورة ليون الدولية التي تنظم دائما للأصناف الصغرى، حيث أنه في كل سنة يتلقى دعوة من منظمي الدورة للمشاركة فيها وهو ما جعل «سليماني» يستغل الفرصة ويبرز على الصعيد الدولي، إذ أنه شارك في الدورة وهو في صنف الأصاغر السنة الثانية، ومكّن فريقه عين البنيان من الوصول إلى النهائي متخطيا عدة فرق أوروبية عريقة، وذلك بفضل 13 هدفا التي أمضاها «إسلام» في 6 لقاءات، والتي توّجته هدافا للدورة وهو ما يدلّ على أنه قنّاص للأهداف بالفطرة. انتقاله إلى جمعية الشرا†ة منعرج حاسم في مشواره الكروي عند بلوغه صنف الأواسط تلقى «سليماني» عرضا من فريق جمعية الشراقة الذي كان ينتمي إلى القسم الأول في الأصناف الصغرى، ويواجه أعرق الأندية الوطنية كاتحاد الجزائر، شبيبة القبائل ومولودية العاصمة وغيرها، وهو ما حمّسه على قبول العرض فانتقل إلى الجمعية قادما من فريق عين البنيان، أول موسم له مع أواسط الشراقة كان استثنائيا وتمكن خلاله من التألق بالرغم من قلة خبرته وتجربته في الوطني إلا أنه تمكن من تسجيل 18 هدفا في موسم واحد توّجته كهداف للفريق والبطولة ككل. ترقيته إلى الأكابر ومباراة سور الغزلان غيّرت حياته أداؤه الأكثر من رائع جعل المدرب «زميتي» يقوم بترقيته إلى صنف الأكابر، وهو ما يزال في السنة الثانية أواسط، وبالرغم من ذلك إلا أنه استطاع التألق كعادته حين جاءته الفرصة، وكان ذلك في منافسة كأس الجمهورية ضد فريق سور الغزلان بملعب «1 نوفمبر» بتيزي وزو، حين أدى مباراة في القمة وسجّل هدف فريقه الوحيد ومنذ ذلك الوقت وهو قطعة أساسية في تشكيلة مدربه، حيث أنهى الموسم كهداف لناديه ولبطولة قسم مابين الرابطات ب21هدفا مكنت فريقه من تحقيق الصّعود إلى القسم الثاني. أكبر الأندية تتنافس على خدماته و «إسلام» يفضّل شباب بلوزداد بعد الموسم الاستثنائي الذي قدمه مع جمعية الشراقة حين صعد مع الفريق إلى القسم الثاني بالإضافة إلى حصوله على لقب هداف بطولة ما بين الرابطات أصبحت أكبر الأندية الجزائرية تتهافت على خدمات ابن عين البنيان كاتحاد العاصمة، شبيبة القبائل، شباب بلوزداد، مولودية الجزائر وأهلي البرج وغيرها من الفرق، لكن بعد طول تفكير قرّر «سليماني» اختيار فريق شباب بلوزداد، بعد أن أقنعه الرئيس محفوظ قرباج بكلامه خاصة أن الشباب فريق يمنح الشبان مثله فرصة للتألّق وهي الأمور التي حفزته. كتب اسمه بأحرف من ذهب وتألّقه جعل عدة أندية أوروبية تريده انتقال ابن «عين البنيان» إلى شباب بلوزداد كان خياراً صائباً إلى أبعد الحدود، حيث تألّق بشكل واضح وكتب اسمه بأحرف من ذهب، خاصة أنّه تمكن من تسجيل 43 هدفا في 122 مباراة لعبها بألوان أبناء «العقيبة»، وهو ما جعل أسهمه ترتفع في بورصة اللاعبين بعد أن بات هدفا مميزا لعدد من الأندية الأوروبية والعربية المعروفة على غرار كل من سبورتينغ لشبونة البرتغالي، ماينز الألماني، نانت الفرنسي، الإفريقي التونسي، الأهلي المصري، والتي أبدت رغبتها في التعاقد معه . انضمّ إلى سبورتينغ لشبونة البرتغالي العريق بعقد مدّته 4 مواسم بعد تفكير طويل ودراسة جميع العروض التي وصلته، اختار «سليماني» في أوت 2013 الانضمام إلى نادي سبورتينغ لشبونة البرتغالي، وذلك رغم أنه كان قاب قوسين أو أدنى من توقيع عقد احترافي مع نانت الفرنسي، بعد أن انتقل إلى العاصمة الفرنسية باريس للتفاوض مع الرئيس «فلاديمير كيتا»، غير أن المقترح المالي لم يعجبه، ما جعله يحوّل الوجهة رفقة وكيل أعماله «شكري يوسفي» إلى البرتغال أين تفاوض مع رئيس سبورتينغ «برونو دي كارفهالو»، حيث أعجب بالعرض وقرّر إمضاء عقد يمتد إلى 4 سنوات. بصم على بداية سيّئة قبل أن يجد معالمه ويُنهي الموسم بعشرة أهداف وجد الجزائري العديد من الصعوبات في بدايته مع نادي سبورتينغ لشبونة، خاصة أنها كانت التجربة الاحترافية الأولى في مشواره الكروي، والأكثر من ذلك أنه وجد صعوبة في التواصل مع زملائه، وفهم النصائح التي يسديها له المدرب «ليوناردو جارديم»، كونه لا يجيد الحديث باللغة البرتغالية، قبل أن تتحسّن الأمور معه تدريجياً ويصبح أحد العناصر الأساسية في الفريق، مستغلاً مرور زميله الكولومبي فريدي مونتيرو بفترة فراغ، حيث أصبح لاعباً أساسياً، وأنهى الموسم برصيد 10 هداف سجلها في كل المسابقات. يعرف جيداً من أين جاء وأين يوّد الوصول ويريد النّجاح في كأس العالم يدرك «سليماني» الذي تكوّن في عين البنيان ولعب في جمعية الشراڤة أن المشوار أمامه ما زال طويلا، بعدما تمكن من فرض نفسه في البطولة الوطنية بألوان شباب بلوزداد، قبل أن يتطور ويصبح أفضل لاعب جزائري بفضل مشواره مع «الخضر» في تصفيات المونديال، وهو حاليا يرفع التحدي للذهاب بعيدا في محطته الاحترافية مع أحد أعرق الفرق البرتغالية، ولكن دون أن يصاب بالغرور أو يتجاهل من أين بدأ وصعوبة الطريق الذي قطعه، كما يأمل في قيادة الجزائر لتحقيق مشوار جيد في مونديال البرازيل. خسارة نهائي الكأس أمام الوفاق أسوأ ذكرى له والتأهّل إلى المونديال الأفضل يتميّز المشوار الكروي لأي لاعب بعدة محطات إيجابية منها وأخرى سيئة تبقى راسخة في ذاكرته، خاصة عندما يتعلق الأمر بتضييع الألقاب، حيث سبق أن كشف «إسلام» أن خسارته لنهائي كأس الجزائر أمام وفاق سطيف الأسوأ في مشواره الكروي، لكن ذاكرته كأيّ لاعب كرة قدم مليئة أيضا بالأفراح، ومن أهم ما يبقى يحتفظ سليماني به هو يوم تأهّل «الخضر» إلى مونديال البرازيل، إذ غمرته فرحة كبيرة بتحقيق حلم لم يكن يتصوره عندما بدأ يداعب الكرة، ليتشرف بتمثيل الجزائر في أكبر محفل كروي ببلاد «السامبا». لن ينسى فضل حاليلوزيتش عليه لأنّه بفضله أصبح من أبرز هدّافي الخضر كانت بداية سليماني مع «الخضر» في جوان عام 2012 عندما أشركه الناخب الوطني «وحيد حاليلوزيتش» بديلا أمام النيجر، ليسجل أول مشاركة له أمام رواندا بتسجيله أول أهدافه، قبل أن يكرّر ذلك في مباراة مالي، ويعيد الكرّة أمام البينين، ليصبح بعد ذلك من أبرز هدافي «الخضر» رغم تواجد منافسة شرسة آنذاك بينه وبين كل من عودية وجبور، لكن سليماني كان محلّ ثقة التقني البوسني، إذ يعترف اللاعب بفضل هذا المدرب عليه لأنّه هو من منحه الفرصة التي لم يحصل عليها مع أيّ مدرب وطنيّ آخر. توّج بالطبعة 13 للكرة الذهبيّة الجزائرية وتسلّمها من يدي «زانيتي» و»ريفالدو» كان مهاجم سبورتينغ لشبونة قد فاز الموسم المنقضي بالكرة الذهبية التي تمنحها سنويّا الزميلتان «الهداف» و»لوبيتور»، ففي الطبعة ال13 كان التنافس شديدا بين الأسماء المرشحة للتّتويج بالكرة الذهبية لكن التصويت كان في صالح المهاجم السابق لشباب بلوزداد «إسلام سليماني» الذي تفوق على زملائه في المنتخب الوطني، وقد أجمع الحاضرون على أن سليماني يستحق هذا التتويج، بالنظر إلى كل ما قدمه للخضر على وجه الخصوص، إذ استلم الجائزة من يدي النجم الأرجنتيني «خافيير زانيتي» وكذا النجم البرازيلي «ريفالدو». خيّب الآمال في مباراة أرمينيا الودية ويعوّل على التألق في مونديال البرازيل اعتمد المدرب الوطني «وحيد حاليلوزيتش» على اللاعب إسلام سليماني في المباراة الودية أمام أرمينيا منذ البداية في خط الهجوم، في قرار كان يريد البوسني من ورائه منح اللاعب فرصة الاحتكاك مع منتخبات على المستوى العالي، وربح ثقة أكبر قبل الدخول في غمار نهائيات كأس العالم والمقابلة الأولى أمام «الشياطين الحمر» ب «بيلو أوريزنتي»، إلا أن هداف شباب بلوزداد السابق خيب الجميع في هذا اللقاء الإعدادي، رغم الهدف الذي أمضاه، إذ من دون شك يأمل ابن عين البنيان في تدارك ما فات والتألق في مونديال البرازيل.