فتح إسلام سليماني قلبه لقناة "البلاد نيوز" في العاصمة البرتغالية سبورتينغ لشبونة، وكشف عن أمور لأول مرة تخض بدايته مع الساحرة المستديرة والمنتخب الوطني، والتحاقه بنادي سبورتينغ لشبونة، وسر العلاقة الوطيدة بينه وبين المدرب وحيد حاليوزيتش، كما عرّج على المشاركة المقبلة في المونديال وحظوظ "الخضر" في المجموعة الثامنة. هل لك أن تحدثنا عن بدايتك مع كرة القدم ؟ أحببت كرة القدم وأدمنت على الذهاب إلى الملاعب في سن مبكرّة، لذلك كنت أحلم أن أصبح لاعب كرة قدم في فريق المدينة التي أسكن بها، وفاق عين البنيان، وفعلا التحقت به لكن بعد أن خضت عملية انتقاء صعبة للغاية، حيث شاركت كمدافع محوري وهو المركز الذي لم أوفق فيه، لأعاود الكرة مرة أخرى في منصب مهاجم أيمن في مكان لاعب غاب عن المقابلة بعد نجاحه في المرة الأولى، وحينها قدمت مستوى كبير، وقبلني المدرب في فريقه. وبعدها واصلت مع الوفاق وتدرجت في أصنافه حتى فئة الأواسط إلى غاية التحاقي بنادي شبيبة الشراقة ولعبت هناك كمهاجم صريح. تألقت بشكل لافت للإنتباه مع الشراقة ما جعل العديد من الأندية تريد انتدابك، حدثنا عن تلك التجربة؟ فعلا، ففي البداية لعبت مع شبيبة الشراقة في فئة الأواسط وخلال موسمي الثاني وبالضبط في مرحلة العودة ، تم ترقيتي إلى الأكابر، وسجلت الكثير من الأهداف، إلى أن أكبر حصيلة كانت في الموسم الثالث لي مع الفريق حين حقق الصعود إلى القسم الثاني، حيث سجلت 21 هدفا في 16 مباراة. بعدها انتقلت إلى شباب بلوزداد، كيف كانت البداية وأنت تلعب في فريق عريق؟ أول مباراة مع شباب بلوزداد كانت أمام فريق مولودية وهران ولا تزال في ذاكرتي، وهذا ليس كوني تألقت فيها، لكني تلقيت ضربة قوية بالمرفق من طرف المدافع قادة كشاملي، أما أول هدفي لي بألوان "لعقيبة" كان في شباك فريق مولودية، لكنني لم أفرح كثيرا بالهدف لأننا انهزمنا وقتها بهدفين. بعدها سجلت الكثير من الأهداف، منها رباعية في شباك شبيبة القبائل سنة 2011، ألا زلت تتذكر تلك المواجهة؟ بطبيعة الحال، ففي تلك المواجهة احترمنا المنافس وكنا نريد تقديم كل ما يلزم من أجل تحقيق الإنتصار، وأتيحت لي بعض الفرص جسدتها إلى أهداف وفزنا في النهاية بسباعية، كان نصيبي منها أربعة أهداف. بلوزداد تعاني هذا الموسم في البطولة الوطنية، ما تعليقك ؟ صحيح أن الشباب يعاني هذا الموسم لكن الكبير دائما يمرض ولا يموت وهذا حال فريقي السابق، وأنا متأكد أنه سيكون أقوى الموسم المقبل، ويعود إلى الواجهة ليلعب المراتب الأولى كما كان في السابق. تلعب أول موسم لك في الاحتراف مع سبورتينغ لشبونة، هل لك أن تحدثنا عن الفرق بين ما تركته في الجزائر وما وجدته في البرتغال؟ الإختلاف كبير جدا بين الإمكانيات المتاحة أمام اللاعب والتي تساعد على الناجح في الأندية الجزائرية وهنا في البرتغال ولا مجال للمقارنة، ففي فريقي سبورتينغ إمكانيات كبيرة توضع تحت تصرفنا سواء في الملعب أو خارجه ما يجعلك تركز على مهمتك داخل المستطيل الأخضر وفقط. لكن يمكن القول أن ظروف العمل في الأندية الجزائرية بدأت تسير نحو الأفضل ومتأكد أن الغد سيكون مشرق في هذا الجانب. أكيد أن البداية كانت صعبة نوعا ما أليس كذلك ؟ قضيت ثلاثة أشهر بعد انتقالي إلى الفريق خلال الصائفة الماضية، لأتمكن من التأقلم، وحاليا أصبت أفهم اللغة البرتغالية وأتكلم بعضا منها، وفي الوقت الحالي أركز فقط على عملي، حيث أنهض صباحا وأتوجه للتدريبات وبعدها أعود للمنزل وآخذ قسطا من الراحلة وأخلد للنوم، وفي المساء أخرج لأتمشى قليلا، وبذلك يمكن القول أني أعيش وفق برنامج مضبوط. وأدين في ذلك إلى صديقي عمران المسلم ومناجيري . هل تجد بعض العوائق في جانب تطبيق شرائع الدين الإسلامي ؟ فعلا هناك صعوبات كبيرة فمثلا لا أجد اللحم الحلال بسهولة وصديقي عمران يساعدني على ذلك، لكني بالمقابل أؤدي فرائضي وأصلي بطريقة عادية، فمدينة لشبونة فيها عدد كبير من المساجد وحتى في فريقي كل لاعب يتمتع بحرية المعتقد ويتمكن من ممارسة شعائره الدينية. بعض زملائك في المنتخب الوطني يلعبون في أندية برتغالية، هل تحدثت معهم قبل اختيارك لسبورتينغ لشبونة؟ تحدث مع هلال سوداني الذي كان يلعب في فريق يتوريا غيماريش ونصحني باللعب في البطولة البرتغالية حيث أكد لي أنها تناسب قدراتي وتسمح لي بتطويرها والذهاب بعيدا في مسيرتي الكروية، ونصحني على وجه الخصوص بالإنضمام إلى سبورتينغ، كما أتحدث كثيرا مع مع زميلي رفيق حليش الذي يلعب مع نادي أكاديميكا، دون أن أنسى نبيل غيلاس مهاجم بورتو ، حيث استشرته هو الآخر قبل اتخذا القرار، وجميعهم وافقوني على اختيار نادي سبورتينغ. خضت أول مباراة بألوان سبورتينغ أمام نادي فيورنيتنا الإيطالي، وتألقت بعدها بتوالي المباريات، كيف هو شعورك الآن؟ كنت أشاهد هذه الفرق في المنافسات الأوروبية على شاشة التلفاز وإذا بي ألعب أمامها، ما جعلني أشعر بفخر كبير، خاصة وأنني ألعب في فريق كبير خرج منه لاعبون كبار، وبعدها كسبت قلوب الأنصار لأنهم كانوا يشاهدون كيف أقدم كل ما لدي من أجل ألوان الفريق، كما أني سجلت بعدها العديد من الأهداف الحاسمة، ولعل أجملها في الكلاسيكو أمام بورتو. الحديث عن المنتخب الوطني يجرنا للتطرق إلى أول استدعاء لك وأول مقابلة مع "الخضر"؟ كنت فخورا كثيرا بحمل الألوان الوطنية في المنتخب الأول، بعد أن حملتها مع المنتخب المحلي لما كان يشرف عليه المدرب عبد الحق بن شيخة الذي وثق في شخصي ومنحني الفرصة، وأؤكد لك أني لم أنم مدة أسبوع كامل بعد أن وجه لي الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش الدعوة للتربص الذي سبق مقابلة رواندا في إطار تصفيات كأس العالم. وحظيت حينها باستقبال كبير من طرف اللاعبين، وخاصة هلال سوداني الذي أتفاهم معه داخل الميدان وخارجه، حيث ننام سويا في غرفة واحدة. الأمر الذي سهل كثيرا من اندماجي وساعدني على تقديم مستوى كبير بعدها. وفي مباراتي الأولى أمام رواندا دخلت بديلا مكان جبور ولا أحد كان يؤمن بقدراتي حينها. هل يمكن القول أن الطريقة التي ينتهجها حاليلوزيتش في اللعب ساعدتك على التألق وتسجيل الأهداف؟ حاليلوزيتش وقبل كل شيء يفرض انضباطا كبيرا على المجموعة، وطريقته الهجومية ساعدتني بكل تأكيد، في الوصول إلى شباك المنافسين، حتى أصبحت هدافا للمنتخب الوطني، كما أن الناخب الوطني يمنح الفرصة لكل من يستحقها وخاصة اللاعب المحلي، ففي البطولة الجزائرية هناك لاعبون كثر بإمكانهم اللعب في البطولات الأوروبية. مررت جانبا مع "الخضر" خلال كأس إفريقيا 2013 ، لكن عدت بقوة وساهمت في التأهل للمونديال كيف حدث كل ذلك؟ الحظ لم يحالفنا خلال النهائيات، لكن ذلك منحنا دافعا قويا لتحقيق التأهل إلى المونديال، وحتى أنا تعلمت كثيرا من تلك التجربة، وساعدتني على تحقيق حلم الإحتراف في أوروبا. التأهل إلى المونديال لم يكن سهلا، والتأهل حسمه مدافع من الجيل القديم، كيف عشت تلك التجربة؟ الضغط كان شديدا في لقاء العودة بالبليدة حيث كان الملعب مكتظا إضافة إلى 40 مليون جزائري ينتظر منا تحقيق الإنجاز، وحتى وإن سجل مجيد بوقرة هدف التأهل إلى أنن كل عنصر في المنتخب ساهموا في هذا التأهل وإسعاد الشعب الجزائري سواء لاعبين أو أعضاء الطاقمين الفني، الطبي والإداري. ماذا عن منافسي الجزائر في المجموعة الثامنة بالبرازيل وعن حظوظ الخضر فيها؟ المجموعة صعبة للغاية، فمنتخبات بلجيكا، روسيا وكوريا الجنوبية قوية ولديها حظوظ كبيرة لتحقيق التأهل إلى الدور الثاني، لكنا بدورنا سنقدم كل مالدينا لتشريف الألوان الوطنية ، وبرهنا خلال آخر مواجهة ودية أمام منتخب سلوفينيا الذي يملك مجموعة قوية أننا قادرون على ذلك في البرازيل. وما علينا إلا أن نحضّر جيدا مع فرقنا وخلال التربص الأخير الذي تتخلله مقابلتي رومانيا وأرمينيا الوديتين. هل يمكن القول أنك "شوشو" المدرب حاليلوزيتش في المنتخب الوطني؟ حاليلوزيتش لا ينتقد أي لاعب في المنتخب ودائما ما يشجعنا ويقف بجانبنا، وبما أنه كان مهاجما سابقا فهو يقدّر كل ما أقوم به ويدرك أني أقوم بكل ما يطلبه مني بتفان، وسأعمل جيدا مع فريقي لأضمن التواجد في قائمته النهائية للمونديال. إذن أنت تتمنى بقاءه بعد نهائيات كأس العالم؟ بكل صراحة أتمنى بقاؤه بعد المونديال على رأس "الخضر"، ولو حتى نهائيات كأس إفريقيا 2015 بالمغرب. سؤال أخير نريده أن يكون حول حياتك الشخصية إن أمكن، متى سيطلق إسلام العزوبية؟ قررت أن أدخل القفص الذهبي شهر ماي المقبل