قليلون فقط كانوا يتوقعون هذه البداية الأشبه بالحلم للمنتخب الألماني لكرة القدم في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل خاصة وأن البداية كانت أمام المنتخب البرتغالي ونجمه كريستيانو رونالدو الذي قاد فريق ريال مدريد الأسباني قبل أسابيع قليلة فقط لسحق بايرن ميونيخ والإطاحة به من المربع الذهبي لبطولة دوري أبطال أوروبا. ولكن المباراة سارت لصالح المنتخب الألماني بعدما استغل توماس مولر ضربة جزاء وسجل منها الهدف الأول في المباراة ثم استغل زميله ماتس هوملز ضربة ركنية وحول الكرة برأسه إلى داخل المرمى ليحسم اللقاء تماما. ومع البداية القوية للمنتخب الألماني وعلى حساب منتخب كبير مثل البرتغال ، لن يتحدث كثيرون الآن عن اللاعبين البارزين الغائبين عن صفوف المنتخب الألماني بسبب الإصابات أو للرؤية الفنية للمدرب يواخيم لوف. وحقق المنتخب الألماني الفوز على نظيره البرتغالي بنفس هامش الفوز الذي حققه المنتخب الهولندي في مواجهة نظيره الأسباني حامل اللقب وهو أربعة أهداف علما بأن كل التوقعات والتحليلات المنطقية قبل بداية البطولة كانت تؤكد أنهما من المباريات الصعبة والمتكافئة التي يصعب أن تنتهي بنتائج كبيرة كهذه. وبعد الهدف الأول لمولر وتعزيزه بهدف هوملز ، تفاقمت أزمة المنتخب البرتغالي بطرد مدافعه الكبير بيبي الذي ترك فريقه يلعب بعشرة لاعبين فقط على مدار نحو ساعة. ولكن المنتخب الألماني (المانشافت) لم يكتف بالهدفين وإنما واصل البحث عن مزيد من الأهداف حتى سجل مولر هدفه الثاني وهو ثالث أهداف الفريق بعد مرور ساعة من المباراة ثم استكمل الهاتريك الخاص به وأحرز رابع أهداف المنتخب الألماني قبل 12 دقيقة فقط على نهاية المباراة. وشهد الملعب نفسه "فونتي نوفا" بمدينة سلفادور يوم الجمعة الماضي أيضا فوز المنتخب الهولندي 5/1 على نظيره الأسباني ليشهد هذا الملعب حتى الآن عشرة أهداف في مباراتين فقط. وفجأة ، تلاشت جميع الشكوك حول المنتخب الألماني والمخاوف من الإصابات التي يعاني منها الفريق وتسببت في غياب عدد من اللاعبين عن صفوف الفريق في هذه البطولة كما أثارت الاستفسارات والشكوك بشأن مستوى عدد آخر من اللاعبين. وأعلن المنتخب الألماني عن وصوله لكأس العالم بشكل رائع ومؤثر بينما تلقت آمال المنتخب البرتغالي صفعة هائلة حيث مني الفريق بهزيمة ثقيلة في بداية مسيرته بالبطولة كما يفتقد جهود مدافعه بيبي في المباراة المقبلة بينما عاني المهاجم هوجو ألميدا وزميله المدافع فابيو كوينتراو من الإصابات وربما يغيبا عن مباراة الفريق أمام نظيره الأمريكي يوم الأحد المقبل. وعادل المنتخب الألماني بهذا انتصاراته في بداية مسيرته بكل من بطولتي كأس العالم الماضيتين حيث سبق له التغلب على نظيره الأسترالي 4/صفر في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا وعلى نظيره الكوستاريكي 4/2 في مونديال 2006 بألمانيا علما بأنه فاز على نظيره السعودي 8/صفر في أولى مبارياته بمونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان. وإذا حقق المنتخب الألماني الفوز في مباراته الثانية والتي يلتقي فيها نظيره الغاني يوم السبت المقبل ، سيكون بمقدور مديره الفني يواخيم لوف أن يبدأ التخطيط لدور الستة عشر بالبطولة. ومن خلال الرباعية النظيفة في شباك البرتغال ، نال لوف المكافأة على طريقة اللعب التي طبقها وهي 4/3/3 حيث استعان بثلاثة لاعبين خط وسط هم مسعود أوزيل وماريو جويتزه وتوماس مولر في دور يميل لخط الهجوم أكثر منه للوسط كما لعب من خلفهم كل من سامي خضيرة وتوني كروس كخط وسط ثاني. ومن خلال أداء هذا الدور ، رفع مولر رصيده من الأهداف في بطولات كأس العالم إلى ثمانية أهداف في سبع مباريات خاضها في البطولتين الماضية (جنوب أفريقيا 2010) و(البرازيل 2014) . وقال لوف :"توماس أدى عمله بشكل رائع للغاية في خط الهجوم.. حرص باستمرار على صناعة المساحات لزملائه من خلال الانطلاقات". وبالنسبة لخط الدفاع ، لم يختبر المنتخب الألماني إلا نادرا كما أمضى حارسه مانويل نيوير وقتا هادئا. ووجد رونالدو صعوبة في الدخول بأجواء المباراة حتى قبل طرد زميله بيبي بسبب دفعة متهورة ضد مولر الذي سقط على الأرض بشكل درامي ومسرحي إلى حد ما. وقال لوف :"الفريق كان متماسكا بشكل رائع لا يمكن تصديقه. لم نمنحهم أي فرصة لتنفيذ الهجمات المرتدة السريعة.. عندما تتقدم 3/صفر على المنافس وهو يلعب بعشرة لاعبين يكون من المهم أن تلعب بأقل مجهود ممكن وتدخر طاقتك". ولم يكن لدى المدرب باولو بينتو المدير الفني للمنتخب البرتغالي بعد المباراة أي تفسير لما حدث. وقال :"علينا أن نحلل المباراة بهدوء..الآن ليس لدينا الكثير لنقوله".