على غير العادة ،أخرج اللاعب الدولي الجزائري كريم مطمور كل ما في جعبته هذه المرة، حين اختار "الخبر الرياضي" ليكشف عن كل شيء، ويؤكد أن رحيل سعدان أكبر خطأ ارتكبته الاتحادية، لأنه من شق طريق المنتخب للمونديال، مؤكدا أن الاستقرار هو الأهم، معرجا على قضية المدرب الأجنبي الذي اشترط أن يكون ذا شخصية قوية وإلا فإنه سيلقى نفس مصير بن شيخة... أولا، كيف هي أحوال كريم مطمور وهل استعدت معنوياتك بعد الهزيمة برباعية في مراكش؟ شكرا كثيرا على سؤالكم عني وعن حالتي المعنوية، فأنا بخير والحمد لله وأتواجد حاليا في ألمانيا، حيث قررت البقاء في هذا البلد الهادئ من أجل الاستراحة جيدا قبل مباشرة التحضيرات مع فريقي، لأنني بكل صراحة جد متأثر من الهزيمة الأخيرة لمنتخبنا أمام المغرب والتي انتهت برباعية كاملة. تبدوا متأثرا لما جرى في تلك الليلة، هلا وصفت لنا كيف عشتم الكابوس الذي عاشه معكم كل الشعب الجزائري؟ لعلمكم... لم أستطيع النوم بعد اللقاء ورفضت تناول وجبة العشاء لا لشيء سوى لأننا لم نوف بوعودنا تجاه جمهورنا ولم نشرف الألوان الوطنية ، لأن الهزيمة برباعية نظيفة كان كابوسا حقيقيا بالنسبة لي ولا زلت أتجرع مرارته لحد اليوم. تبدوا متأثرا لدرجة كبيرة؟ صدقني... أنا لا أتحمل حتى الحديث عن المباراة، وما حز في نفسي أكثر هي الجماهير التي تنقلت من أجل مناصرتنا وخيبنا آمالها، وأغتنم الفرصة كي أطلب منهم السماح، لأنهم وقفوا وراءنا في كل مرة، وساندونا حتى وصلنا إلى مونديال جنوب إفريقيا، وردنا عوض أن نرد جميلهم انهزمنا برباعية تاريخية في المغرب ثرت كثيرا عليهم. بعد عودتك وعودة بعض المصابين ..الجميع كان يظن أن المنتخب الوطني سيعود بقوة، لكن العكس حصل؟ ما حصل في المغرب ليس وليد الأيام القليلة الماضية، لأن المنتخب يمر بفترة فراغ رهيبة منذ مدة طويلة، أما بالنسبة لعودتي للمنتخب فلا دخل لها بالهزيمة الثقيلة التي تكبدناها في مراكش، فمن بين الأسباب الحقيقية التي جعلتنا ننهار هو عدم الاستقرار، فالفاف ربما أخطأت بتغيير الطاقم الفني في وقت حساس جدا بعد تعادل تنزانيا. تريد القول أن رحيل المدرب السابق للمنتخب الوطني رابح سعدان هو الذي أثر على استقرار المجموعة وساهم في انهيارها بعد ذلك في المغرب؟ من يقول أن سعدان لا يفقه في كرة القدم فهو مجنون، حيث سمعت الكثير من هذا الكلام، فلولا سعدان لما شق المنتخب الوطني الطريق إلى نهائيات كأس العالم، فبصمته كانت حاضرة وحققنا معه نتائج لا يمكن أن نحققها مع أي مدرب محلي آخر، لهذا أرى أنه أحسن مدرب أشرف عليّ في المنتخب الوطني. إذن ترى أن الفاف أخطأت لما قبلت استقالة سعدان من العارضة الفنية للخضر؟ أنا... كلاعب في المنتخب الوطني أعرف كل صغيرة وكبيرة عنه، أعرف ما يضرنا وما ينفعنا، وأقولها بكل صراحة كان على مسؤولي الفاف أن يحسبوا ألف حساب قبل سحب الثقة من سعدان، لأنهم أخطأوا ولو بقي هو كمدرب للمنتخب الوطني لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، فلمسته كانت تضيف الكثير من الأشياء. بمناسبة الحديث عن المدرب سعدان، ما الذي تغير من ناحية الخطة التكتيكية، بما أن المنتخب كان مع سعدان يصمد أمام كبار المنتخبات العالمية ومع بن شيخة انهار؟ أولا... أنا كلاعب لا يمكنني التدخل في الجانب التكتيكي، لكنني يمكن أن أقول شيئا واحدا وصريحا وبكل شفافية، فسعدان كان يعتمد على الدفاع الخماسي الذي كان يساعدنا كثيرا، خاصة أنها الخطة التي سمحت لنا بالصمود أمام أقوى المنتخبات العالمية، على غرار إنجلترا، مصر، الأوروغواي وحتى أمريكا في المونديال. ألا تدين بن شيخة بهذا الكلام مثلا؟ لا... فأنا أتحدث عن سعدان وليس عن بن شيخة، لأن هذا الأخير قام بالمستحيل وطبّق كل ما يعرفه فوق الميدان لكنه لم يوفق، ولا ننسى أن الوقت لم يكن كافيا أمامه للعمل مع المنتخب، ولهذا قلت لو بقي سعدان لكان أحسن، علما أنه من المستحيل أن نحكم على بن شيخة بما أن الوقت الذي عمل فيه كان قصيرا. بعد كل الذي حصل، قررت الاتحادية تعيين مدرب أجنبي لقيادة زمام الأمور، ما رأيك في الموضوع باعتبارك لاعبا في المنتخب؟ الخيار الأجنبي قد يكون ناجحا، لكن على المدرب القادم أن يتمتع بشخصية قوية، وأنه يكون قادر على تحقيق النجاحات، لأن المهمة لن تكون سهلة وما ينتظرنا أصعب بكثير من الذي مر علينا، ففترة الفارغ التي نمر بها طالت، وما دام الفاف قررت مرة أخرى تغيير الطاقم الفني، فعلى المدرب القادم أن يتحمل كامل مسؤولياته، أن يكون قوي الشخصية وإلا سيلقى نفس مصير بن شيخة. تبدوا متشائما بمستقبل المنتخب الوطني، أليس كذلك؟ لا... هذا غير صحيح، فلاحظوا الاستقالات المتتالية للمدربين من على رأس المنتخب الجزائري، فهذا دليل أن الأمر سيكون صعبا على المدرب القادم للمنتخب الوطني، الذي يتوجب عليه الأخذ بزمام الأمور منذ البداية وأن يكون صارما في قراراته، وأعي جيدا ما أقول. الكثيرون من يتهمون بعض اللاعبين، ويرون أن زمنهم ولى وعليهم ترك المنتخب، والبعض يقول أن تجديد دماء الخضر من الأولويات من أجل النهوض بهذا المنتخب؟ جوابي عن هذا السؤال يكون بتقديم مثال عن برشلونة وريال مدريد، فالنادي الكاتالوني اعتمد على سياسة الاستقرار وعدم تغيير اللاعبين والتي ساهمت في تألقه على مدار سنوات، أما ريال مدريد فيعتمد على انتداب لاعبين من أعلى مستوى، وفي كل مرة لا يحقق نتائج جيدة، فهذا المثال ينطبق على المنتخب الوطني، المطالب بالحفاظ على نفس التعداد تقريبا إذا أراد الذهاب بعيدا في السنوات القادمة حتى بلوغ مونديال 2014. بالمناسبة... فسعدان حذّر من تغيير التعداد ومن خروج الجميع من صوابه بعد هزيمة مراكش، لهذا طالب بالتعقل من أجل عدم تحطيم هذا المنتخب؟ لا ننسى أننا لاعبون محترفون، ولدينا الخبرة مع النوادي التي نلعب لها والتي تمر بأزمات عديدة، لهذا لا أظن أن الهزيمة أمام المغرب ستحطم المنتخب، فهدفنا حاليا هو وضع اليد في اليد من أجل الوقوف من جديد على أرجلنا. ما رأيك فيمن حمل الدفاع المسؤولية في لقاء مراكش، خاصة أننا شهدنا العديد من الأخطاء على مستوى هذا الخط بالذات؟ في كل مرة نفوز نقول أننا فزنا والعكس صحيح، فبعد هزيمة مراكش قلنا أننا انهزمنا، ونحن كلاعبون في المنتخب الوطني نرفض رفضا قاطعا أن نحمل المسؤولية لأي شخص كان. الجمهور الجزائري فقد الأمل في التأهل، كيف ترون حظوظكم أنتم كلاعبين فيما تبقى من مشوار التصفيات؟ الكل يعلم أننا بحاجة إلى معجزة من أجل المرور لنهائيات 2012، لكن علينا أن لا نفقد الأمل، فالحياة مستمرة وعلينا مواصلة اللعب بكل قوة وانتظار أي فرصة لاستغلالها، كي لا نندم على شيء مستقبلا. لنترك المنتخب الوطني ونتحدث عن مستقبلك الكروي، هل ستبقى في ناديك أم ستغادر؟ كما سبق وأن صرحت لكم في تربص إسبانيا، لا يزال يربطني عقد مع فريقي لمدة سنة ولا أفضل تغيير الأجواء هذا الموسم، بل أريد الرحيل الموسم القادم لما أكون حرا من أي التزام. لكن الصحافة الألمانية تقول أنك على اتصالات مع بوخوم؟ كما سبق وقلت أنا باق في موشنغلادباخ. شكرا كريم على الإجابة عن كل هذا الأسئلة... شكرا جزيلا لكم...