“قرار استدعاء مطمور صائب وكان من الأفضل إعادة حليش ومغني”“زياني لم يكن يلعب في فولفسبورغ وكنا نستدعيه إلى المنتخب” كيف هي أحوال جلول زهير منذ استقالته من العارضة الفنية لجمعية الخروب؟ والله بخير والحمد لله، فبعد تجربتي مع الجمعية الخروبية، أنا في راحة الآن، وأتطلع إلى ما يخفيه لنا القدر مستقبلا. نريد أن نأخذ انطباعك بخصوص القائمة الرسمية التي وجه لها الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة تحسبا للقاء المغرب، ما رأيك فيها بصفتك مساعد المدرب الوطني سابقا؟ أعتقد أنها قائمة منطقية، لأن الأسماء التي ضمتها هي الأجدر في الوقت الحالي بالتواجد في المغرب، كما أنها ضمت أسماء أغلبيتها كانت معنا في المنتخب سابقا، هم لاعبون “موندياليون” يملكون خبرة وتجربة طويلتين، لاعبون احتكوا بالمستوى العالي في العديد من المناسبات، سعدت لعودة العديد من اللاعبين ممن كانوا مصابين أو مهمّشين مع أنديتهم، وأعتقد أن المدرب الوطني بن شيخة اتخذ قرارا صائبا بإعادة ڤديورة، قادير ومطمور. لكنه بالمقابل تخلى عن بعض الأسماء الرنانة كغزال، زياية وعبدون... مهما كانت الأسماء التي تخلى عنها، علينا أن نحترم قراراته، لأنه المسؤول الأول وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة على رأس المنتخب، هو أدرى منا بما يقوم به، علينا أن نحترمه وأن نحترم قراراته في اختيار اللاعبين وحتى الخطط التكتيكية التي ينتهجها، علينا أن نوفر له جوا يسمح له بالقيام بمهامه كمدرب ل “الخضر”. قلت إن قرار عودة ڤديورة، قادير ومطمور كان صائبا، فهل ترى أن مطمور يستحق العودة وهو الذي لم يلعب سوى 77 دقيقة مع “بوريسيا مونشنڤلادباخ” منذ عودته إلى المنافسة الرسمية؟ ڤديورة لاعب كبير يتألق باستمرار في البطولة الإنجليزية، وقادير أثبت خلال نهائيات كأس العالم أنه لاعب كبير، ومطمور هو الآخر مهاجم من الطراز العالي، صراحة أثمن قرار بن شيخة بإعادته. لكنه يعاني من نقص المنافسة، في رأيك لماذا أعاده بن شيخة؟ بن شيخة أكيد أنه سيحتاجه في الهجوم خلال لقاء المغرب، قد يحتاجه لشوط، قد يحتاجه لعشرين دقيقة، أو لفترة معينة خلال اللقاء وهو محق في ذلك، لأن مطمور من نوع المهاجمين القادرين على تغيير مجرى أي لقاء في لحظة واحدة، أشرفت على تدريبه وأعرف أنه لاعب ذو إمكانات فنية هائلة، كريم وحتى إن لم يلعب كثيرا مع فريقه هذا الموسم، إلا أن ذلك لا يعني شيئا بالنسبة لمهاجم فذّ مثله، لا يعني شيئا لمهاجم سبق له وأن مرّ بفترات صعبة مع فريقه في وقت سابق ووجدناه في وقت الشدة، من سجل في مرمى مصر، ومن سجل في مرمى كوت ديفوار وأعادنا إلى اللقاء، أكيد أنه مطمور، أنا متأكد من أنه وبفضل خبرته سيكون قادرا على إنعاش الهجوم، وقادرا على تعويض المهاجمين الذين سيغيبون، وصدقني أنني وحتى في لقاء الإياب بعنابة تمنيت استدعاءه، وقلت في قرارة نفسي “لماذا لم يوجه له بن شيخة الدعوة؟”. ألا ترى أن حليش أيضا كان من المفترض أن يحصل على فرصة العودة مثلما حصل عليها مطمور، بما أنه هو الآخر صاحب خبرة مع المنتخب الوطني؟ لنترك بن شيخة يعمل في هدوء، أعترف أن حليش هو الآخر كان يستحق أن يستدعى للعب في هذه المباراة، فقد سبق له هو الآخر وأن مرّ بفترات عصيبة مع ناديه البرتغالي السابق “ماديرا” حيث لم يكن يلعب بانتظام لكننا وجهنا له الدعوة حتى نرفع معنوياته، وحتى نحافظ على ديناميكية المجموعة، حتى نحافظ على تلك الروح التي كانت سر قوتنا في تلك الفترة الزاهية التي مر بها منتخبنا، وهذه المرة أيضا كان يستحق أن يكون ضمن القائمة لأنه لاعب مونديالي لديه من الخبرة ما يسمح له بمساعدة الجدد على التأقلم مثلا، ومع ذلك أقول مرة أخرى علينا أن نحترم خيارات المدرب الوطني. هل هناك لاعبون آخرون تمنيت لو أن بن شيخة وجه لهم الدعوة في هذا اللقاء مثلا؟ لاعب مثل مغني كان يستحق أن يستدعى للرفع من معنوياته في الفترة العصيبة التي يمر بها، هذا اللاعب أعطى الكثير للمنتخب وكان يستحق أن نمنحه الفرصة لا سيما بعدما تماثل للشفاء نهائيا من إصابته، حتى نسمح له بالعودة القوية مع فريقه ومع المنتخب من جديد مستقبلا، لأن المنتخب في النهاية هو من كان يستفيد من عودة هؤلاء. كيف ذلك؟ منتخبنا كان ولا بد أن يبقى عائلة واحدة، هل تذكر المشاكل التي مر بها زياني مع مدربه في “فولفسبورغ” الألماني في وقت سابق؟ لم يكن يلعب وكان مهمشا طيلة الموسم، ومع ذلك كنا نوجه له الدعوة ونمنحه فرصته، وذلك حتى نحافظ على ديناميكية المجموعة وروحها، هؤلاء اللاعبون الذين لا يلعبون بانتظام مع فرقهم في حاجة إلى التواجد مع المنتخب، لأن ذلك يجعل حتى مدربي أنديتهم بعدها يفكرون في منحهم فرصهم كما ينبغي، وحينها يستفيد المنتخب من خدماتهم، ويسترجعون هم أيضا الثقة في أنفسهم. القائمة عرفت أيضا انضمام بعض اللاعبين الجدد، مثل الظهير فراج الذي يلعب في “براست” الفرنسي، فهل سبق وأن فكرت أنت وسعدان في ضمه؟ بطبيعة الحال أعرفه وفكرنا في ضمه في وقت سابق، بل وأذهب معك بعيدا كي أؤكد لك أن الشيخ سعدان تنقل في إحدى المرات وعاينه عن كثب، والملفات على مستوى الاتحادية لا زالت موجودة وتؤكد ذلك، لكننا في تلك المرة لم ننتدبه لأنه كان يعاني من مشاكل في اللياقة البدنية، وعاينا أيضا آنذاك مهدي مصطفى لكنه يومها لم يكن يشغل في منصب ظهير أيمن، بل كان ينشط في وسط الميدان كما أنه لم يكن أساسيا، وها هو اليوم انضم إلى المنتخب هو وفراج ونحن سعداء لذلك صراحة، وأضيف لك شيئا. تفضل. يوم كنت مع بن شيخة في الطاقم الفني خلال تلك الفترة القصيرة، تحدثت معه حول جلب العديد من اللاعبين، تطرقنا للحديث عن مشكل الجهة اليمنى من الدفاع واقترحت عليه معاينة مهدي مصطفى وفراج، تحدثنا أيضا عن حراس المرمى واقترحت الحارس فابر، واليوم ها هما مهدي مصطفى وفراج يلعبان في المنتخب وأتمنى أن يعطيا الإضافة المرجوة منهما لأنهما يتمتعان بإمكانات كبيرة ومعتبرة. سبق وأن حدثني شخصيا يوم كنت على رأس المنتخب عن مهاجم تمنيت ضمه إلى “الخضر” ألا وهو سوداني الذي استدعي هو الآخر، فهل ترى أنه قرار صائب وأنه المهاجم الذي نبحث عنه في المنتخب؟ أنا من اكتشف سوداني في وقت سابق، وكان ذلك يوم أشرفت أنا وهدان على المنتخب المحلي، حيث خضنا تصفيات كأس إفريقيا للمحليين، واستدعيناه لمباراة المغرب التصفوية، وأتذكر أننا تعادلنا في القليعة بهدف في كل شبكة، قبل أن نتعادل مجددا في الدارالبيضاء بذات النتيجة ونقصى بركلات الترجيح، أتذكر أنني لمست فيه مواصفات المهاجم الكبير الذي سيذهب بعيدا في مشواره، وقلتها له صراحة يومها: “هلال سوف تحدث معك أمور كثيرة في المستقبل، وستكون بحول الله مستقبل الكرة الجزائرية وأحد أفضل مهاجميها”، شجعته كثيرا، ووقفت إلى جانبه في بدايته، ورفعت من معنوياته يوم أصيب على مستوى ساقه، وها أنا اليوم سعيد لتواجده على رأس هدافي البطولة الوطنية، وسعيد لأن بن شيخة وجه له الدعوة، وأنا واثق من أنه سيكون له شأنه كبير في المستقبل. وهل ترى أنه استدعي في الوقت المناسب للقاء هام ومصيري أمام المنتخب المغربي؟ سيكون الأمر صعبا عليه بعض الشيء بما أنها الدعوة الأولى له مع المنتخب الأول، فضلا عن أهمية اللقاء وضغطها، لكني واثق من أن المدرب سيقوم بدوره على أكمل وجه تجاهه كي يمتص الضغط المفروض عليه، كما أن رفاقه الجدد سيسهلون مهمته حتى يندمج داخل المجموعة، ومن هناك سيسهل عليه كل شيء كي يصنع الفارق في الميدان، لأن لا أحد من المغاربة يعرفه، فهم لن ينتظرون سوى الأسماء الرنانة ممن يعرفونها سابقا، أما تلك التي يجهلونها مثل سوداني فقد لا يضعون لها حسابا كثيرا، ثم إن سوداني قوي في الكرات العالية، ذكي بالكرة وبدونها، سمّ قاتل في دفاع المنافس، وإلا فكيف هو الآن هداف للبطولة الوطنية ب 11 أو 12 هدفا. كيف تتوقع أن تكون المباراة، وهل لمنتخبنا الحظوظ في العودة بنتيجة إيجابية تبقيه في السباق؟ صعبة علينا وعليهم، وما يصعب من المهمة على منتخبنا هو أننا سنلعبها عندهم في ميدانهم وأمام جماهيرهم الغفيرة، ومع ذلك علينا أن نحضر لها كما ينبغي لا سيما من حيث الجانب النفسي، علينا ألا ندخل في الحرب الإعلامية التي سيشنها المغاربة علينا، أن نتفادى صحافتهم، أن نمتص ضغط اللقاء مسبقا، أن نركز فقط فيما ينتظرنا في المستطيل الأخضر، أن يجيد المدرب اختيار أفضل العناصر، وأفضل خطة للقاء، والضغط بحول الله سيكون عليهم لأن منتخبنا ليس لديه ما يخافه، بل هم من عليهم أن يخافونا، لأنهم سيواجهون منتخبا موندياليا قويا أحرج الكبار، قهرنا كوت ديفوار، إنجلترا، مصر، السنغال، مالي، وأحرجنا منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية، نحن الجزائر، كبار مع الكبار، وسنقول كلمتنا يوم 4 جوان المقبل إن شاء الله... منتخبنا برهن في مصر وأم درمان على أنه قادر على ضغط أي ملعب كان وبالتالي فهو قادر عليها في مراكش. جرت العادة أن يتألق منتخبنا في شهر جوان، بدليل أنه في عهدك أنت وسعدان فاز على مصر وعلى زامبيا أيضا في ملعبها، ما رأيك؟ صحيح أننا يومها تألقنا وفزنا على مصر وزامبيا، لكن صدقني غالبا ما تكون نهاية الموسم صعبة وشاقة على المنتخبات، لأن اللاعبين يكونون قد استنفدوا طاقاتهم بعد موسم طويل وشاق، فضلا عن الإصابات التي يتعرضون لها جراء التعب والإرهاق. كيف سيرتما وأنت وسعدان تلك الفترة؟ كانت لدينا قائمة موسعة، تضم عددا كبيرا من اللاعبين إلى درجة أننا نستطيع تعويض أي لاعب يصاب في آخر لحظة، كنا نتصرف بذكاء كبير، ففي كل منصب كنا نمتلك 3 أو حتى 4 لاعبين، نستدعي اثنين مثلا في منصب، ونضع اثنين في مفكرتنا تحسبا لأي طارئ، كنا نأخذ كل وقتنا من أجل تحضير اللاعبين تكتيكيا ونفسيا، كنا نختار الأماكن الباردة لتحضيرهم رغم أن المباريات التي كانت تنتظرنا تلعب في بلدان تعرف حرارة شديدة، وذلك حتى نمكن اللاعبين من تحمل حجم التدريبات، لأننا لو دربناهم في ظل تلك الحرارة الشديدة ما كانوا ليتحملوا، كنا نجنب لاعبينا كل الضغوط عندما يتعلق الأمر بمباريات حاسمة كمباريات مصر مثلا، والحمد لله وفقنا إلى حد بعيد في مهامنا لأن انتصاري مصر وزامبيا عبدا لنا الطريق نحو المونديال.