لعبة القط والفأر بين الفاف ووسائل الإعلام وكذا المدربين الأجانب المرشحين أو الذين رشحهم بعض السماسرة لتولي خلافة بن شيخة لا زالت قائمة، حيث أعلن الفرنسي تروسيي بأنه راسل الاتحادية الجزائري كتابيا كي يخبرها بأنه لم يترشح لمنصب المدرب الوطني وأن الذي بعث بترشحه لا يعرفه على الإطلاق ولم يوكله بذلك. قضية الإعلان عن فتح باب الترشح لتولي منصب المدرب الوطني وبالطريقة التي إعتمدتها الفدرالية الجزائرية أضحت شبيهة بالفضيحة لأن السير الذاتية ال46 التي بلغت العلبة الإلكتروينة للفاف تحومها الكثير من الشكوك سواء فيما يتعلق بصحة الترشيحات أو عن مصدر إرسالها . والغريب في أمر الهيأة الكروية أنها لم تكلف نفسها عناء الإستفسار عن صحة تلك الترشيحات، وسارعت الى إعلان إختيارها لخمسة أسماء من بين 46 تقنيا لا ندري إن كانوا فعلا مستعدين للعمل أم لا في الجزائر . والمتمعن في المنهج الذي سلكته الاتحادية في تسريب الأسماء لوسائل الإعلام يوحي بأن الغرض من كل ذلك بعيد كل بعد عن رغبة الاتحادية في جلب مدرب يليق بالخضر، حيث تحول المنتخب الوطني وبين ليلة وضحاها عقب صفعة مراكش الى منتخب يتهافت عليه مدربين كبار مثل ليبي وسكولاري وهوليي وغيرهم، وكأن الخضر منتخب معتاد على الذهاب الى كؤوس العالم ويلعب فيها الأدوار الأولى وتدريبه يستهوي التقنيين الكبار، إنها المفارقة الغريبة التي تدفعنا للتساؤل ألف مرة عما يحدث في ذهن الرئيس محمد روراوة. بعض المختصين يقولون بأن كل ذلك ما هو إلا سيناريو لإمتصاص غضب الشارع بعد نكسة مراكش من جهة ، ورسالة إلى السلطات العمومية من جهة ثانية كي تقتنع بأن الرجل الأول في قصر دالي براهيم قادر على جلب أحسن التقنيين العالميين لخلافة بن شيخة وأن المنتخب الوطني لا زال بخير وصورته لم تشوه بسبب الإقصاء المبكر من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 . استراتيجية مضبوطة من قبل المشرفين على المنتخب الوطني الذي ظل طوال سنتين أو ثلاث قاطرة حقيقية لتلميع صورة الجزائر في الخارج، فلا ننسى أن ما فعله الخضر بفضل التأهل الى المونديال عجزت وزارة الخارجية كلها عن القيام به مع سفاراتها وقنصلياتها بملايير الدولارات، وهزيمة مراكش حولت تلك الصورة الجميلة للمنتخب إلى صورة مغايرة وقاتمة ومن تم فقدت الدولة الجزائرية ورقة رابحة ونعني بها المنتخب الوطني. عدلان حميدشي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته