مثلما كان منتظرا، حلت طائرة الخطوط الجزائرية التي كانت تقل وفد المنتخب الوطني القادم من البرازيل، وحطت رحالها بداية من الساعة الثانية والربع زوالا، حاملة معها أبطال الجزائر الذين حظيوا باستقبال الأبطال بمطار هواري بومدين، أين كان المئات من أنصار "الخضر" في استقبالهم، رفقة كبار المسؤولين، الذين حيوا رفقاء الحارس المتألق رايس مبولحي الذين سعدوا كثيرا بهذا الاستقبال قبل أن يشدوا الرحال صوب العاصمة في حافلة مكشوفة في أجواء ذكرت الجميع بما جرى عقب وصول تشكيلة المنتخب من السودان نوفمبر من سنة 2009. الطائرة تأخرت لأكثر من ساعة بعدما كان من المنتظر أن يصل رفقاء المهاجم إسلام سليماني، في تمام الساعة الواحدة زوالا، لكن لم تصل الطائرة إلى أرضية مطار هواري بومدين سوى في الساعة الثانية والربع ، وهذا لأسباب مجهولة، لكن الأنصار لم يغادروا المطار وبقوا ينتظرون وصول اللاعبين بفارغ الصبر، مؤكدين أنهم ضيعوا كل شيء اليوم في سبيل تحية الأبطال وشكرهم على المشوار الكبير الذي أدوه في المونديال. سلال، تهمي، زوخ، مقداد وشخصيات أخرى في استقبال الوفد بالنظر إلى أن المنتخب الوطني حقق نتائج فاقت التوقعات في مشاركته الأخيرة في "المونديال"، فمن الطبيعي أن يحظى باستقبال رسمي وفي المستوى، بحيث كان الوزير الأول عبد المالك سلال على رأس الشخصيات التي كانت حاضرة بمطار هواري بومدين، أين حيا أعضاء الوفد فردا فردا، كما كان بصحبة وزير الرياضة محمد تهمي، بالإضافة إلى والي العاصمة عبد القادر زوخ، والجنرال مقداد وشخصيات أخرى. اللاعبون استقبلوا ب"وان ثو ثري فيفا لا لجيري" شرع لاعبو المنتخب الوطني في النزول من الطائرة بعد حوالي خمس دقائق فقط من وصولها لأرضية مطار هواري بومدين، وكان صانع الألعاب ياسين براهيمي أول النازلين، وهنا شرع بعض الأنصار وعمال المطار بالهتاف "وان ثو ثري فيفا لا لجيري"، وعبروا عن فخرهم بمشوار رفقاء حليش وخروجهم بشرف من كأس العالم على يد العملاق الألماني. استقبلوا بالورود وفرق الفلكلور والزرنة كانت حاضرة سجلنا حضور العديد من الفرق الموسيقية التقليدية على غرار "الزرنة" "و"الفلكلور"، الذين صنعوا أجواء خاصة وألهبوا مطار هواري بومدين، كما سجلنا حضور بعض الفتيات اللواتي قدمن باقات ورود للاعبين وأعضاء الوفد الذي كان حاضرا بالبرازيل. مبولحي أكثر المطلوبين و"جيش شعب معاك يا رايس" دوت المطار بالنظر إلى تقديمه لأربعة لقاءات في المستوى، وكان أحد أفضل حراس المرمى في "المونديال"، فقد نال الحارس رايس مبولحي نصيب الأسد من التصفيقات وتشجيعات الأنصار الحاضرين بمطار هواري بومدين، خاصة أن مبولحي يعتبر بطلهم وعرف كيف يدخل قلوبهم بمردوده الأكثر من رائع حيث حيا الأنصار وشكرهم على هذا الاستقبال الرائع والكبير. روراة عاد مع التشكيلة ولم يكمل "المونديال" عكس ما كان منتظرا، عاد الرجل الأول في بيت "الفاف" محمد روراوة مع وفد المنتخب ظهر أمس، حيث كان حاضرا ولم ينه منافسة كأس العالم باعتباره عضوا في الاتحاد الدولي لكرة القدم، لكنه فضل العودة إلى أرض الوطن، ليكون حاضرا ويشاهد الاستقبال الذي حظي به أشبال المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش. التنظيم سيئ وحريق نشب في المطار تجدر الإشارة إلى أن التنظيم كان كارثيا أمس بمطار هواري بمدين، وهذا بمناسبة وصول "الخضر" إلى الجزائر، بحيث سجلنا العديد من الأمور التي عرقلت من مهام رجال الإعلام كثيرا، ولم يتمكنوا من القيام بمهامهم بشكل عادي، خاصة أن التدافع كان كبيرا للوصول إلى اللاعبين ومعانقتهم من قبل الأنصار، كما شب حريق بسبب الألعاب النارية بالقرب من المنصة الشرفية تم إخماده في ظرف وجيز عقب تدخل رجال الحماية المدنية التابعة للمطار. الإغماءات، الدموع وكل شيء يهون من أجل "الخضرة" بالنظر إلى تواجدنا بالقرب من العناصر الوطنية أثناء وصولها إلى مطار هواري بومدين، فقد سجلنا أجواء هيستيرية وحماسا منقطع النظير من قبل الأنصار، الذين انتظروا اللاعبين لقرابة أربع ساعات، حتى وصول الطائرة القادمة من البرازيل، حيث سجلنا حالات إغماء كثيرة خاصة من قبل كبار السن الذين لم يتحملوا التدافع الكبير، كما ذرف بعض المناصرين الدموع وهم يلاقون أشبال "حاليلو"، الذين أسعدوهم كثيرا بمشوارهم المشرف في بلاد "السامبا". الوفد ارتاح قليلا في المنصة الشرفية عقب نزولهم من الطائرة، توجه رفقاء المدافع سعيد بلكالام صوب المنصة الشرفية لمطار هواري بومدين، وهذا من أخذ قسط من الراحة والتحدث مع الوزير الأول عبد المالك سلال والشخصيات التي كانت حاضرة، قبل أن يمتطي الجميع الحافلة التي خصصت للوفد من أجل شد الرحال صوب العاصمة لمقاسمة الأنصار فرحة التأهل للدور الثاني من كأس العالم. الجميع ركب في الحافلة والوجهة "البريد المركزي" و "ساحة أول ماي" عقب خروجهم من المنصة الشرفية، توجه رفقاء بوقرة صوب الحافلة التي خصصت لهم لأجل القيام بدورة شرفية، حيث صعد اللاعبون بمعية الطاقم الفني وبعض المرافقين ورئيس الاتحادية، الذين بدوا جد سعداء بهذا الاستقبال الأسطوري. غنوا مطولا "وان ثو ثري فيفا لا لجيري" و"الفيميجان" صنع الحدث عقب صعودهم إلى الحافلة، كان الآلاف من الأنصار بانتظار اللاعبين خارج المنصة الشرفية، حيث قاموا بإشعال العديد من الألعاب النارية، وخاصة "الفيميجان"، وهنا سجلنا قيام بعض اللاعبين على غرار ماندي، فيغولي وغيلاس بترديد وبحماس كبير عباراة "وان ثو ثري فيفا لا لجيري"، في أجواء رائعة وكبيرة جدا. الجمهور طالب ببقاء حاليلوزيتش، أوصلوا رسالاتهم لروراوة ولن يرضوا بغوركيف صنع أنصار المنتخب الوطني الحدث أمس، على هامش عودة كتيبة المدرب وحيد حاليلوزيتش من البرازيل، حيث كان الآلاف حاضرين بمطار هواري بومدين، وراحوا يعبرون عن سعادتهم الكبيرة بالمشوار الرائع الذي حققه رفقاء سليماني في المونديال، بقيادة مدرب أصبح حديث العام والخاص في الجزائر، وبات بقاؤه على رأس العارضة الفنية للخضر مطلب كل الجزائريين، حيث طالب الأنصار الذين حضروا أمس في المطار ببقاء "حاليلو" ورددوا مطولا نريد بقاء البوسني في الطاقم الفني وعملوا كل ما في وسعهم لكي تصل رسالتهم إلى رئيس الاتحادية محمد روراة الذي كان حاضرا وسمع جيدا مطالب محبي "محاربي الصحراء". "الله أكبر حاليلوزيتش" دوت مطار هواري بومدين عقب نزوله من الطائرة، كان المدرب وحيد حاليلوزيتش مطلب وسائل الإعلام والأنصار وكذا عمال مطار هواري بومدين، حيث ردد الجميع مطولا "الله أكبر حاليلوزيتش" وهذا ما يؤكد أن العمل الذي قام به هذا الأخير لم يذهب هباء منثورا، والجميع بات يرفع له القبعة ويمني النفس ببقائه مطولا على رأس العارضة الفنية للخضر. "نريد بقاء حاليلوزيتش" شعار الأنصار عقب خروج حافلة المنتخب الوطني من المنصة الشرفية لمطار هواري بومدين باتجاه العاصمة، ردد أنصار المنتخب الوطني مطولا عبارات يطالبون من خلالها بقاء المدرب حاليلوزيتش، حيث أكد المحبون أنهم لا يتصورون المنتخب بدون التقني البوسني، وراحوا يتغنون بمشواره المثالي مع "الخضر"، ويؤكدون أن أهم شيء يجب أن يقوم به روراوة الآن هو المحافظة على حاليلوزيتش. مناصر جلب ورقة مكتوبا فيها "نطالب ببقاء حاليلو" صنع أحد مناصري الخضر الحدث أمس بالقرب من المنصة الشرفية لمطار هواري بومدين، عندما قام بجلب ورقة كتبت عليها عباراة "نريد بقاء التقني البوسني"، حيث راح يردد ومطولا "الله أكبر حاليلوزيتش"، ولا بديل عن الحفاظ على خدمات هذا المدرب، كما وجد المناصر صعوبة كبيرة في الوصول إلى التقني البوسني بسبب التعزيزات الأمنية المشددة. "لا نريد غوركيف لأنه لا يناسبنا" لسان حال أنصار ومحبي المنتخب الوطني يقول الآن لا نريد المدرب الجديد كريستوف غورغيف، حيث عبر الأنصار الذين التقينا بهم بمطار هواري بومدين، عن رفضهم المطلق لهذا المدرب، كونهم يريدون الإبقاء على البوسني حاليلوزيتش لأنه الأمثل للمنتخب الوطني ولا يوجد أفضل منه، لقيادة رفقاء الحارس المتألق رايس مبولحي خاصة في الاستحقاقات القادمة. مبولحي أصبح بطلا قوميا، سليماني على كل لسان وبراهيمي الفنان ازدادت شعبية العناصر الوطنية لدى الأنصار، وهذا بعد المشوار الكبير الذي حققته كتيبة المدرب وحيد حاليلوزيتش، بحيث صنع الأنصار الحدث أمس في مطار هواري بومدين وفي شوارع العاصمة، من خلال هتافاتهم الكثيرة، والتي خصصها البعض للعناصر التي تألقت في المونديال البرازيلي، على غرار الحارس مبولحي الذي أصبح حديث العام والخاص بالنظر لتألقه الكبير بالإضافة للمهاجم الهداف سليماني والمتألق براهيمي. الكل ينادي بحياة مبولحي تألق مبولحي في اللقاءات الأربعة للخضر في البرازيل، لم يمر مرور الكرام على الأنصار الذين خصوه باستقبال الأبطال وراحوا يرددون مختلف العبارات الممجدة لهذا الحارس، الذي سعد كثيرا بهذا الاستقبال وحيا الأنصار مطولا. أهداف سليماني جعلته يكبر في أعين الأنصار لاعب آخر، حضي باستقبال كبير من قبل محبي الخضر، ونعني به المهاجم إسلام سليماني، الذي كان أكثر المطلوبين من قبل الأنصار، الذين شكروه على الأهداف التي سجلها ومساهمته الكبيرة في وصول المنتخب الوطني إلى الدور ثمن النهائي، بحيث ردد الأنصار عبارة "الله أكبر سليماني" مطولا مؤكدين أن إسلام أصبح هدافهم المفضل الآن. فنيات براهيمي وضعته على رأس المطلوبين كما سجلنا قيام الأنصار بتحية باقي اللاعبين دون استثناء، وهذا تعبيرا منهم على المجهودات التي بذلوها والإنجاز المسجل بوصول الخضر إلى الدور ثمن النهائي لأول مرة في تاريخه، ولو أن صانع الألعاب ياسين براهيمي نال نصيبا أكبر، من خلال قيام الأنصار بالغناء له بعد الفنيات الكبيرة التي قدمها في "المونديال" والتي جعلته ضمن أفضل العناصر الوطنية في البرازيل. جيوش من الأنصار في ساحة ماي واللاعبون ذهلوا كما كان منتظرا، خرجت أعداد غفيرة لاستقبال أشبال الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش الذين أبَوْا إلا أن يعبروا عن فخرهم وامتنانهم للمجهودات الجبارة التي قدمها رفقاء الحارس المتألق رايس وهاب مبولحي في مونديال البرازيل وخروجهم بشرف، بعدما حققوا ما عجز عنه سابقيهم خلال المشاركات الثلاث الأخيرة بالمونديال، من خلال تجاوز عقبة الدور الأول للمرة الأولى في تاريخ الجزائر، وهو ما جعل الصحافة العالمية والمختصين ينحنون احتراما لهذا المنتخب. وبمجرد وصول الحافلة المكشوفة عند حدود الثالثة والنصف زوالا إلى ساحة أول ماي بالعاصمة المحاذية لمستشفى مصطفى باشا، تفاجأ اللاعبون وكل طاقم المنتخب الوطني بكثافة الأعداد الغفيرة التي كانت في انتظارهم والحفاوة التي استقبلوهم بها، وذلك بالأهازيج الممجدة لرفقاء ياسين براهيمي والتقاط الصور التذكارية وبإطلاق الألعاب النارية، ورغم الصيام والجو الحار لم يفوت الأنصار الذين جاءوا من كل حدب وصوب وبكل أطياف المجتمع شبان أطفال شيوخ وحتى النساء الذين عبروا عن شكرهم لهذا الفريق الذي شرف العرب في المونديال.وبعد اجتيازها لساحة أول ماي، توجهت الحافلة إلى ساحة البريد المركزي، وذلك مرورا بنهج أديس أبابا وصولا إلى شارع ديدوش مراد الشهير الذي شهد تواجد أعداد غفيرة وكما كان متوقعا من أنصار الخضر مرددين شعارات وأهازيج ورافعين الأعلام الوطنية تعبيرا منهم عن فخرهم الشديد بأشبال البوسني، ومن ثَمَ مرت الحافلة بساحة أودان والتي عرفت أيضا خروج الآلاف من المواطنين من الجنسين ومن مختلف الأعمار، حتى وصولها إلى ساحة البريد المركزي في قلب الجزائر العاصمة، والتي شهدت الأفراح من خلال مشاهدة مباريات الخضر عبر الشاشة العملاقة المنصوبة هناك، حيث تجمع عشرات الآلاف لاستقبال الأبطال وسط دهشة طاقم الخضر من لاعبين وطاقم فني وإداري، إذ لم يتوقعوا خروج المواطنين بهذه الأعداد الغفيرة رغم الصيام في هذا الجو الحار. وبعد استقرارها لبضع دقائق في ساحة البريد المركزي ووسط تلك الأجواء الرائعة التي صنعها أنصار المنتخب الوطني والتي حتما ستبقى راسخة في أذهان الجميع، انطلقت حافلة الخضر إلى قصر الحكومة مرورا بشارع الدكتور سعدان و كان رئيس الحكومة عبد المالك سلال في استقبالهم، بالإضافة إلى مجموعة من الوزراء ومسؤولين رفيعين في الدولة. الأعلام الفلسطينية تصنع الحدث أبان الجزائريون كعادتهم تعلقهم بالقضية الفلسطينية، وذلك من خلال التواجد المكثف للأعلام الفلسطينية في احتفالات استقبال المنتخب الوطني، لكن ما لفت الانتباه هو الراية الفلسطينية التي وضعها اللاعبون بجانب العلم الوطني في الحافلة التي كانت تنقل أشبال المدرب وحيد حاليلوزيتش، ما يظهر وفاء الجزائريين للقضية المحورية للأمة، خاصة بعد الفرحة العارمة التي سادت مختلف مدن وبلدات فلسطينالمحتلة بعد تألق محاربي الصحراء في المونديال. الألعاب النارية كانت حاضرة لم تخل الاحتفالات التي صنعها أنصار المنتخب الوطني الذين كانوا في استقبال اللاعبين بالعاصمة، من الألعاب النارية التي صنعت أجواء مميزة أعجبت كثيرا رفقاء فيغولي متجاوبين معهم ومرددين الأهازيج الممجدة للخضر، وهو ما جعل المنظر يبدو جميلا للغاية، ومماثلا لاحتفالات المنتخبات والفرق العالمية صاحبة التتويجات. تواجد أمني مكثف شهد استقبال الخضر تعزيزات أمنية مشددة، من طرف الأجهزة المختصة سواء الدرك الوطني أو عناصر الشرطة، حيث تم الاستعانة بعدد كبير من رجال الأمن، للحفاظ على سلامة الجميع، من حدوث أية انزلاق قد يعكّر صفو الاحتفالات وذلك في ظل التجمهر الكبير الذي ميز شوارع العاصمة. تغطية إعلامية استثنائية عرفت الجولة الاحتفالية التي قام بها المنتخب الوطني عبر الحافلة، تغطية إعلامية واسعة للغاية، ولم تقتصر فقط على وسائل الإعلام الجزائرية، حيث كانت في التغطية وسائل إعلامية أجنبية، في مقدمتها "بي إن سبورت". عائلات اللاعبين كانت حاضرة حلت عائلات لاعبي المنتخب الوطني مع أبنائها في الرحلة الخاصة، حيث أرادوا مشاركة أبنائهم فرحة الاحتفال مع الأنصار والجزائريين، بعد المشاركة التاريخية في مونديال البرازيل. لم يجلسوا رفقة اللاعبين في القاعة الشرفية لعل أهم ما لفت انتباهنا، هو أن العائلات، لم تجلس رفقة اللاعبين في القاعة الشرفية، حيث خصصت لهم إدارة مطار هواري بومدين قاعة خاصة بهم، كما أنهم لم يرافقوا أبناءهم في الجولة الاحتفالية.