قالت البطلة الأولمبية في ألعاب القوى، حسيبة بولمرقة، في حوار خصت به الزميلة الشروق أمس، بأن كارثة الألعاب الإفريقية الأخيرة قضت على أحلام الجزائر في الأولمبياد، محملة الوزارة مسؤولية الفشل الذريع للرياضة الجزائرية. ما ذهبت إليه البطلة القسنطينية في تحليلها لحال الرياضة الجزائرية، يدل على أن الجزائر مريضة من الداخل، وأن مسؤولية الوزارة كبيرة ولا غبار عليها على مدار عشريات، وليس فقط في عهد الهاشمي جيار، لأن قطاع الشباب والرياضة ظل ومنذ سنوات حبيس المصالح السياسية الضيقة، إلى درجة أن المخططات والبرامج التكوينية والهيكلية توضع بطريقة عشوائية. بولمرقة التي حملت راية الجزائر عاليا في وقت كان الجميع يتنصل من جزائريته، أضافت أن أموال كرة القدم هي التي سببت الإحباط لدى بقية الرياضيين، وهو ما يترجم انهيار كل الرياضات الجزائرية، وهو تحليل صائب يكشف بالمرة أن ما تقوم به السلطات العمومية في هذا المجال بحاجة إلى ثورة متعددة الجوانب، والبداية بتطهير عالم الرياضة من الدخلاء، قبل تنصيب الكفاءات لوضع استراتيجيات على المدى المتوسط أو البعيد. ولعل الوزير الهاشمي جيار ومصالحه، تتحمل جزءا هاما من المسؤولية، رغم أن الفدراليات الرياضية هي صاحب المسؤولية الكبرى في تسيير المنافسات والمنتخبات، وعوض أن تراقب الوصاية عمل الفدراليات مباشرة من الناحية الفنية، تركت الأمور لغير أهلها، فحدث ما حدث في الكثير من الرياضات، إلى درجة أن رياضيي سباق الدراجات حرموا من مونديال الدانمارك، بسبب قضية الفيزا، وهو مؤشر على أن الفدراليات تعيش في فوضى عارمة. صفعة مابوتو يجب أن تكون درسا لنا، ويجب على مسؤولي الدولة أن يتفطنوا لما يعرفه هذا القطاع الحيوي والحساس من تدهور، وليست أموال البترول هي التي ستنقذه، بل بالعكس يجب "غلق الحنفيات" أولا لوضع حد للنزيف، قبل أن نفكر في إعادة بعث أي مشروع أو مخطط للمستقبل، كما أن الصفعة المؤلمة التي تلقتها الفدراليات يجب أن تكون لها انعكاسات مباشرة ورد فعل من الفوق، فلا يعقل أن يحافظ المسيرون والمدراء التقنيون للفدراليات على مناصبهم وهم الذين حصدوا النكسات، فالذي فشل يجب أن يرحل، وهذا من حق الدولة وليس تدخلا في سير الفدراليات، لأن مصير أجيال وملايين الشبان رهين شرذمة من المسيرين يتلاعبون بملايير الدولة وبراية الجزائر.