تحدث اللاعب السابق للمنتخب الوطني كمال قاسي سعيد في هذا الحوار الذي خص به "الخبر الرياضي "، عن المدرب الجديد للخضر وحيد حاليلوزيتش و شروط نجاحه في المنتخب، معرجا على الوضع العام الذي تعيشه الكرة الجزائرية وأسباب تراجع مستواها، خاتما الحديث بسقوط فريقه السابق اتحاد البليدة الذي تمنى له العودة للقسم الأول في أسرع وقت... الكل تابع التصريحات الأخيرة للمدرب الجديدة للخضر وحيد حاليلوزيتش، كيف يعلق كمال عليها بصفته لاعبا سابقا للخضر وما رأيك في طريقة تفكير المدرب الفرانكوبوسني وفي المشروع الذي يريد تطبيقه على رأس المنتخب الوطني؟ بكل صراحة، لم أطلع على كل التصريحات التي قالها المدرب الجديد حاليلوزيتش، لكننا قرأت في الصحف بعض الأمور التي أعجبتني كثيرا، فتفكيره سليم لكن بشرط أن يطبق كل ما قاله على أرض الواقع، فإذا تمكن من ذلك فمن فإنه سينجح دون شك مع المنتخب الوطني وسيحقق معه نتائج رائعة. إذن ترى أن المدرب الفرانكوبوسني قادر على إعادة المنتخب الجزائري لسابق عهده؟ يا أخي، في كرة القدم، يجب أن تؤمن بشيء واحد وهو التطبيق، فسهل في بعض الأحيان الحديث في الجرائد لكن على أرضية الميدان شيء آخر، كما أن العدل يلعب دورا كبيرا، فحاليلوزيتش عليه أن يطبق أفكاره ويعدل بين اللاعبين لأن ذلك سر النجاح كما يجب أن ينجح في بعض الأمور الدقيقة التي تنقص منتخبنا. ماذا تقصد بالضبط؟ الشيء الذي يجب أن يصل إليه المدرب حاليلوزيتش هو تحقيق الانضباط التكتيكي في المنتخب الوطني، وليس الانضباط خارج الميدان لأن ذلك يتعلق باللاعبين، الذين يعتبرون محترفين ، لكني هنا بصدد التكلم عن الإنضباط داخل الميدان لأن الانضباط التكتيكي يلعب دورا كبيرا ويسمح لنا بالخروج من الأزمة التي نعاني منها. وهل ترى أن المدرب الجديد للخضر قادر على فرض الانضباط التكتيكي رغم تراجع مستوى منتخبنا مؤخرا؟ النجاح تكتيكيا لا يقتصر على المدرب فقط، بل مع تجاوب اللاعبين مع طريقة العمل التي سينتهجها، فالعناصر الوطنية مطالبة بلعب دور كبير في الميدان، لأنه يتوجب على الجميع أن يبذلوا مجهودات جبارة من أجل تحسين مستوى منتخبنا الذي تراجع كثيرا. المدرب حاليلوزيتش لام بعض المهاجمين ويقصد جبور وغزال، بسبب تسجيلهما لثلاثة أهداف مع بعض في ثلاث سنوات مع المنتخب الوطني؟ أشاطر حاليلوزيتش الرأي، لأن المشكل الذي يعاني منه منتخبنا هو عدم امتلاكه للاعبين قادرين على صنع الفارق فرديا، فسواء تعلق الأمر بجبور، غزال وحتى مطمور الذين يلعبون جيدا من الناحية الجماعية، لكنهم على العكس من ذلك لا يمكن لأحدهم أن يصنع الفارق بمفرده، ولهذا لا نسجل الأهداف. ما دمنا لا نملك لاعبين فرديا في المستوى، ما هو الحل حسب رأيك؟ صعب جدا إيجاد الحل من الناحية الفردية، وعلينا تطوير كرتنا الجماعية، فالمنتخب الوطني لما يلعب بطريقة جماعية يمكنه التسجيل، لكن لما تغيب الجماعة يغيب كل شيء في المنتخب، لهذا على حاليلوزيتش تكوين العمل الجماعي من جديد كي ينجح، فالمنتخب الوطني لحد الآن لا يملك طريقة لعب جماعية، ففي كرة القدم الهجمات تبنى من العمق وهذا ما نحتاج إليه بالضبط. حاليلوزيتش تحدث عن احتفاظ اللاعبين بالكرة لوقت طويل، ويرى أن ذلك سبب عدم تسجيل المنتخب الجزائري للأهداف، ما رأيك في هذا الكلام؟ صحيح..فأنا أشاطره الرأي في هذا الأمر أيضا، ففي الدفاع ووسط الميدان لا يجب أن يحتفظ اللاعبون بالكرة التي يجب أن تلعب بطريقة سريعة وتمريرات خاطفة، لكن لما نصل إلى الهجوم يمكن للمهاجم أن يحتفظ بالكرة، بل ضروري أن يحتفظ بها ويراوغ ويحاول الدخول، أو ينتظر زملاءه من أجل التمرير واسمح لي أن أمنحك مثالا حيا عن ذلك... تفضل... فريق برشلونة حاليا أحسن نادي في كرة القدم، يملك أحسن اللاعبين ويحقق أحسن النتائج، لكن في الدفاع وحتى في الوسط نجد تشافي أو أنييستا يلعبون الكرة بلمسة واحدة أو اثنين على الأكثر، لكن في الهجوم لما يصلون إلى المربع الأخير سواء دافيد فيا أو ميسي يحتفظون بالكرة من أجل صنع الفارق، فهذه هي كرة القدم الحديثة. المنتخب تراجع مستواه مؤخرا، مقارنة بالأداء في كأس إفريقيا ومونديال 2010، فكيف تفسر ذلك؟ تريد أن أتحدث بكل صراحة، المنتخب تراجع مستواه منذ سنة 86 وليس في الفترة الأخيرة فقط، وما شاهدناه من تألق في كان ومونديال 2010 كان سحابة عابرة، حيث كانت فترة مؤقتة جاءت مع الحماس فقط، وليس لسنوات كما كان يظن البعض، حين قالوا أننا سنسيطر على الكرة الإفريقية والعربية، فمستوى منتخبنا الحقيقي هو الذي نشاهده حاليا، ونتمنى أن يرتفع مستواه مع المدرب الجديد، لكن الشيء المؤكد أن التراجع في الأداء ليس وليد اليوم. ولماذا يعود هذا التراجع حسب رأيك؟ من دون شك لسياسة البريكولاج التي نعتمدها، فلا تكوين ولا هم يحزنون، ولو نواصل بهذه الطريقة سنذهب إلى الهاوية ولن نتمكن من المشاركة في التظاهرات الكبيرة لسنوات عديدة، لأنه يجب التفكير من الآن في المستقبل وكفانا حديثا يجب التطبيق. ظاهرة مست كرتنا مؤخرا، وهي عزوف النوادي الأوروبية على انتداب لاعبين من بطولتنا، بماذا تفسر ذلك؟ في وقتي... أنا احترفت في أوروبا وسني 29 سنة، الآن شبان ولا يحترفون لأن مستواهم بعيد جدا عن مستوى الأندية الأوروبية لأن سياسات الأندية التي ابتعدت عن التكوين جعلتهم يملكون المهارات فقط ، فاللاعب الكبير يجب أن يتكون وإلا سيبقى لاعبا جيدا وكفى مثل الذي نشاهدهم حاليا في بطولتنا. آخر سؤال نطرحه عليه كمال، اتحاد البليدة فريق قلبك سقط للقسم الثاني ، ماذا يمكن أن تقول في هذا الشأن؟ صدقني.. فسقوط اتحاد البليدة للقسم الثاني آلمني كثيرا، سيما أنني كنت بعيدا ولم أتمكن من مساعدة فريق القلب، ولو كنت هنا لحاولت بقدرة المستطاع فعل ذلك، فالبليدة فريق كبير وله جمهور من ذهب، ومكانته في القسم الأول، وأتمنى من كل قلبي أن يعود فريق الورود بسرعة إلى حظيرة الكبار، ويتعلم المسيرون من أخطاء الماضي.