عدلان حميدشي حقق "الخضر" الأهم ظهر أمس، بعدما اجتازوا عقبة جنوب إفريقيا، وحجزوا مقعدهم في المربع الأخير، في أول مشاركة لهم في كأس إفريقيا للمحليين تأهل أشبال بن شيخة إلى هذه المحطة، يعد إنجازا في حد ذاته، لأن لاعبي البطولة الوطنية قلما لعبوا في هذا المستوى، ولم يكن بالإمكان قياس مستواهم إفريقيا سوى في هذه الدورة، في وقت كانت فيه مشاركة المحليين في المنتخب الأول شبه منعدمة، نظرا لفارق المستوى بين "الشان" و"الكان". وكسب بن شيخة ولاعبوه أول رهان في كأس إفريقيا، بالرغم ما قيل عن الحكام ودعمهم للجزائر، فالجنرال رفع من طموحاته متحدثا عن التتويج بالكأس الأفريقية، في غياب المنتخب المصري، قبل شد الرحال نحو الخرطوم، وهو طموح مشروع، وخطوته الأولى تمت أمس ببلوغ المربع الأخير، وهو مؤشر ولو أولي على أن منتخبنا المحلي أصبح من بين أحسن المنتخبات في القارة السوداء، وأن البطولة الوطنية بالرغم من تواضعها وتذبذبها قادرة على تشكيل منتخب يستطيع فرض وجوده مع المنتخبات المحلية، في انتظار تحسين مستوى لاعبينا كي ينافسوا نجوم إفريقيا مستقبلا. صحيح أن المحليين أبانوا مستوى مشجعا ضد الأفارقة في السودان، لكن صعوبة التقييم الفني لهذه الدورة وتواضع مستوى منتخبات لها باع في "الكان"، يجعل الحديث عن امتلاكنا لمنتخب قوي يمكن الاتكال عليه في المنافسات الدولية القريبة، شبيه بعملية ذر الرماد في العيون، وما فعله مترف والآخرون في هذه الدورة، يبقي الأمل قائما في إمكانية استغلال عدد من المحليين في المنتخب الأول ولو بشكل تدريجي، غير أن الزج بهؤلاء في مغامرة تفوقهم مستوى وخبرة سيكون له دون شك أثر سلبي مزدوج، فمن جهة قد يضيع المحليون كل الحظوظ في فرض وجودهم مع المنتخب الأول، بمجرد تسجيل تعثر يحسب عليهم، ومن جهة أخرى قد يضيع الخضر كامل حظوظهم في حضور العرس الأفريقي الحقيقي سنة 2012، ويضيع الجمل بما حمل، وتهدر فرصة تاريخية لزياني ورفاقه للتألق، وتهدر معها فرصة مشاهدة جيل من المحليين كمترف وجابو، قد يرفع راية الجزائر حاليا، تماما مثلما حدث لجيل خياط وزروقي وأمعوش بعد ألعاب البحر الأبيض المتوسط مطلع التسعينات، حيث يتذكر الكل كيف خسرنا النهائي ضد تركيا، بعدما أقصينا إيطاليا في نصف النهائي، وضاع ذلك الجيل بسبب تهور المدربين والمسيرين. رانا كرهنا فرحونا... من فرط التعثرات والانهزامات التي ما فتئ يسجلها فريق مولودية قسنطينة، منذ انطلاق بطولة الرابطة الثانية المحترفة هذا الموسم، لم يجد أنصار النادي من وسيلة يعبرون بها عن امتعاضهم من الظهور السيئ لأشبال الرئيس كمال مداني لحد الساعة، سوى تعليق هذه الراية الكبيرة في ملعب الشهيد حملاوي، وكتبوا عليها بالبنط العريض "رانا كرهنا فرحونا"، وهي رسالة أكثر من بليغة لمسيري ومدربي ولاعبي الموك، فهل تبلغ الآذان؟؟