أجمع أغلبية الفنيين والمدربين الجزائريين على أن المستوى الذي ظهر به المنتخب المحلي في بطولة كأس أمم إفريقيا في طبعتها الثانية التي احتضنتها السودان، والتي احتل فيها المركز الرابع ضمن 16منتخبا مشاركا، لا تعكس الوجه الحقيقي للبطولة الوطنية، لكنهم تركوا جميعهم الانطباع بأن إنجاز أشبال المدرب بن شيخة في كأس أمم إفريقيا للمحليين سيكون لها أثر إيجابي على مستقبل البطولة الوطنية ويحفز اللاعب المحلي. عبد الرحمن مهداوي ''تألق المحليين لا يعكس مستوى البطولة المتواضع'' أكد المدرب الوطني الأسبق عبد الرحمن مهداوي أن الأداء المتميز للمنتخب المحلي في دورة السودان والنتائج الإيجابية التي سجلها في النسخة الثانية من خلال وصوله إلى الدور نصف النهائي لا يعكسان المستوى المتواضع للبطولة الوطنية، وبالتالي فإن تألق ''الخضر'' سينعكس إيجابا على المنافسة الوطنية في المستقبل. ''المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة كان ذكيا في تعامله مع التعداد الذي اختاره لهذه الدورة، باعتماده على أحسن لاعبي الأندية الثلاثة التي تسيطر على البطولة، وهي أولمبي الشلف ووفاق سطيف وشبيبة بجاية''. وهو ما أكده المدرب عبد الرحمن مهداوي الذي أوضح أن البطولة الوطنية تضم عناصر بارزة قليلة تألق بعضها بحكم الموهبة ووصل البعض الآخر إلى مستوى جيد بفضل العمل الدؤوب على مستوى أنديتها، مثلما أضاف محدثنا. لكن بالمقابل، لا يستبعد مهداوي أن يعطي المشوار الذي أنجزه رفاق جابو دفعا قويا للبطولة الوطنية، ''لأن اللاعبين الذين ينشطون فيها سيعملون بكل هوادة للحاق بالمنتخب المحلي في أول خطوة وانتظار دعوة من الناخب الوطني للعب مع المنتخب الأول. كما أن مختلف الأندية ستوفر كل الإمكانات المالية والمادية لتحسين مستوى اللاعب المحلي ليكون أحسن استثمار لها مع الاحتراف المطبق''. وفي تحليله لمشوار ''الخضر'' في هذه المنافسة القارية، فقد اعتبره مدرب المنتخب العسكري جيدا، مع أنه كان في البداية لا يتوقع وصوله إلى المحطة ما قبل النهائية بسبب تذبذب التحضيرات وأداؤه في المباريات الودية، ''لكنني فوجئت بأسلوب جيد في اللعب سواء من الناحية الفردية، مثلما أبدع جابو في التسجيل أو من الناحية الجماعية المستلهمة من طريقة اللعب الجزائرية''، على حد قول مهداوي الذي أشار إلى أن المدرب بن شيخة نجح في ترسيخ القدرة على رفع التحدي للاعبيه، من خلال غرس روح التضامن والجماعة، ''لكننا نحن الجزائريين لا نجيد الحفاظ على استقرارنا في اللعب نظرا لتهاون اللاعبين أحيانا عندما يكونون في أحسن حال مثلما حدث لنا أمام الغابون وكلفنا عودة المنافس في النتيجة، وكذا أمام تونس عندما تراجع مستوى المنتخب عقب تعديل النتيجة رغم سيطرتنا على المنافس في الشوط الثاني''. واختتم مهداوي حديثه، بضرورة تغيير نظرتنا للاعب المحلي الذي أثبت أنه يملك إمكانات معتبرة تنتظر فقط التوجيه والصقل، والتخلص نهائيا من فكرة أن الجزائر ليس لديها لاعبين محليين في المستوى، ''وأقول إن العيفاوي، مترف، لموشية، سوداني حاد عيسى وجابو جديرون بأن يكونوا في الفريق الأول''. نور الدين زكري ''وفاق سطيف المستفيد الأكبر'' صرح نور الدين زكري بأن وفاق سطيف هو المستفيد الأكبر من مشاركة المنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا للمحليين، في رده عن سؤال حول ما إذا كانت مشاركة ''الخضر''، ستكون لها أثر على البطولة الوطنية. وقال المدرب الأسبق لوفاق سطيف إن المنتخب الوطني يضم 11 لاعبا من وفاق سطيف، وبناء على ذلك، يوضح زكري، أنه لا يمكن توقع ارتفاع مستوى البطولة الوطنية، لكن شدد على القول إن اللعب الجماعي لتشكيلة وفاق سطيف، سيشهد تحسنا بفعل الخبرة التي كسبها اللاعبون في دورة السودان. وأوضح زكري، من جانب آخر، أن الدور نصف النهائي الذي بلغه المنتخب الوطني في كأس إفريقيا لا يعكس مستوى البطولة الوطنية، مضيفا أن ''الخضر'' كان بوسعهم التتويج بالكأس بسهولة، وقال إن إمكانيات المنتخب الجزائري أكبر من إمكانيات التونسيين، كما أوضح أن العشب الاصطناعي كان يفترض أن يكون عائقا أمام الفريق التونسي بخلاف الفريق الجزائري، مذكرا أن وفاق سطيف، قهر الأندية التونسية، في أكثر من مناسبة، مما يعني، في تقديره، أن الكرة الجزائرية المحلية أفضل من نظيرتها التونسية. محمد حنكوش ''اللاعبون المحليون أعادوا الاعتبار لأنفسهم'' صرح المدرب محمد حنكوش بأن النتيجة التي تحصل عليها المنتخب الوطني للمحليين، في كأس أمم إفريقيا الأخيرة بالسودان، لا تعكس حقيقة مستوى البطولة الوطنية، مبررا قوله بكون المنتخب الوطني يتكون من لاعبين ينتمون إلى ناديين اثنين أو ثلاثة فقط. وعن سؤال حول ما إذا كان مستوى ''الخضر'' في دورة السودان، سيكون بمثابة حافز للاعبين المحليين في البطولة الوطنية، أوضح المدرب الوطني سابقا، أن المستوى الفني الذي أظهره المنتخب الوطني للمحليين، سيكون له أثر أكيد على اللاعبين المحليين، مضيفا أن الفرصة مواتية لإعادة الاعتبار للاعبين المحليين الذين قال بشأنهم أنهم غالبا ما كانوا يتعرضون للتهميش مقابل الرهان على اللاعبين المحترفين، وأكد حنكوش أيضا، أن اللاعبين المحليين، أثبتوا أنه بالإمكان المراهنة عليهم في المنافسات الكبيرة، وأعطى مثالا على اللاعب مترف، الذي قال بشأنه أنه أثبت أنه يستحق مكانة ضمن المنتخب الوطني الأول، رغم انتقاده له على الطريقة التي ضرب بها الكرة في سلسلة ضربات الجزاء التي أقصت الفريق من الحصول على تأشيرة التأهل إلى الدور النهائي. لخضر بلومي ''الخضر ظهروا بوجه مشرف سيسمح بتطوير مستوى البطولة'' كشف أسطورة كرة القدم الجزائرية، لخضر بلومي، أن المنتخب الوطني أدى ما عليه في كأس أمم إفريقيا للمحليين، التي جرت مؤخرا بالسودان، مؤكدا أن أشبال المدرب بن شيخة شرّفوا الألوان الوطنية، خاصة وأنهم شاركوا لأول مرة في هذه المنافسة. ''ورغم أن التشكيلة الوطنية كانت قادرة على تحقيق نتيجة أفضل من المرتبة الرابعة التي حققناها في هذه المنافسة، فإن نقص الخبرة والتجربة لدى لاعبينا وعدم احتكاكهم بمنتخبات قوية، جعلهم يكتفون بهذه المرتبة، التي يتوجب تحسينها في المشاركة القادمة والوصول على الأقل للنهائي مهما كان البلد الذي سيستضيف الدورة''، على حد قول بلومي. وأكد صاحب الكرة الذهبية أن مستوى ''الخضر'' في هذه الكأس الإفريقية يعكس مستوى البطولة الوطنية التي تضم لاعبين ذوي مستوى جيد على العموم، وبرهنوا على ذلك أمام منتخبات معروفة كتونسوجنوب إفريقيا. كما كشف المتحدث أن هذا المردود سيحفز بقية اللاعبين على بذل جهود كبيرة لتحسين مستواهم مع فرقهم لحمل الألوان الوطنية، مما سيساهم في الرفع من مستوى البطولة المحلية، التي ينتظر منها الكثير لمساعدة المنتخب الوطني الأول وتدعيمه بأحسن اللاعبين. وأوضح بلومي أن ثلاثة لاعبين أو أربعة من المنتخب المحلي بإمكانهم تقمص ألوان المنتخب الوطني، لكنه فضل عدم الكشف عن أسمائهم حتى لا يتدخل في صلاحيات بن شيخة العارف بشؤون المنتخب، والذي يملك صلاحيات اختيار اللاعبين. رشيد شرادي ''المشاركة مشرفة ولكن ما هو مصير هذا المنتخب؟'' أكد المدرب السابق للمنتخب الوطني رشيد شرادي بأن مشاركة المنتخب الوطني للمحليين في كأس ''الشان'' الأخيرة كانت مشرفة وأعطت قيمة مقبولة للاعبين المحليين، مشيرا بأن الحظ فقط من كان ينقص نخبتنا الوطنية في ضربات الترجيح أمام المنتخب التونسي. أوضح شرادي بأن لاعبينا المحليين قدموا مشاركة مشرفة للكرة الجزائرية خلال كأس إفريقيا للمحليين بالسودان، مشيرا بأن هناك بعض اللاعبين الذين يستحقون الترقية إلى المنتخب الأول في شاكلة عبد المومن جابو الذي اعتبره شرادي بالقيمة المضمونة، إضافة إلى المدافع بلكالام، مردفا ''إذا استطعنا تحويل اثنين أو ثلاثة لاعبين من هذا المنتخب إلى المنتخب الأول فهذا أمر ايجابي''. وعن مشاركة 11 لاعبا من الوفاق السطايفي في المنتخب المحلي، فقد أكد المتحدث بأن هذا الأمر لا يهم، طالما أن هذه المشاركة تقوي اللاعب المحلي. شرادي قال في سياق آخر ''الكل يقول بأننا ربحنا منتخبا، ولكن السؤال المطروح ما هو مصير هذا المنتخب، وعلى ماذا سيلعب، وما هي أهدافه المستقبلية؟''. مصطفى كويسي لاعب دولي سابق ''اللاعب الجزائري تعرف على مستواه في دورة السودان'' بدا اللاعب الدولي السابق مصطفى كويسي واثقا من أن مشوار المنتخب الوطني للمحليين في دورة السودان، ستكون انعاكاساته إيجابية على البطولة الوطنية، مشيرا في نفس الوقت إلى أن اللاعب الجزائري باحتكاكه مع بقية اللاعبين الأفارقة يكون قد أخذ فكرة واضحة عن مستواه الحقيقي. وأكد مصطفى كويسي أن المنتخب الوطني للمحليين كان بإمكانه العودة إلى الديار بالتاج القاري ''لو أحسن التفاوض في مباراة الدور نصف النهائي أمام تونس''، مضيفا ''الشيء الإيجابي هو أن عددا كبيرا من اللاعبين الذين شاركوا في دورة السودان أثبتوا أنه باستطاعتهم تقمص ألوان المنتخب الأول لو تتاح لهم الفرصة''. وأوضح مصطفى كويسي في تصريح خص به ''الخبر'' أمس أن الجزائر تملك منتخبا محليا كان بإمكانه التتويج باللقب، ''وهو ما سينعكس بالإيجاب على البطولة الوطنية'' على حد تعبير محدثنا الذي أضاف أن مشوار المنتخب الوطني في دورة السودان أيضا كان إيجابيا، بدليل أن عددا كبيرا من اللاعبين، حسبه، تمكنوا من إثبات وجودهم. ولم يكتف كويسي بذلك، بل خص بالذكر كلا من جابو، سوداني، مترف والعيفاوي، قائلا ''هذا الرباعي أثبت أنه يستحق تقمص ألوان المنتخب الوطني الأول، فليس هناك فرق كبير بين إمكانات هذا الرباعي واللاعبين الذين يشكلون المنتخب الأول''. وفي تقدير الظهير الأيسر الدولي السابق، فإن إشكالية المنتخب الجزائري في دورة السودان، كانت تكمن في الدفاع وفي الفعالية عند منطقة عمليات المنافس. عبد الكريم بيرة بن شيخة حقق أهدافه والوفاق هو المستفيد صرح التقني عبد الكريم بيرة مدرب مولودية العلمة حاليا، بأن المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة حقق أهدافه في دورة السودان، مشيرا إلى أن بطولة أمم إفريقيا للمحليين كانت فرصة للمدرب لتحضير بعض اللاعبين المحليين الذين سيدمجهم في المنتخب الأول. كشف التقني عبد الكريم بيرة ل''الخبر'' أمس أنه بغض النظر عن المرتبة التي احتلها المنتخب الوطني في السودان، حقق المدرب بن شيخة أهدافه، والمتمثلة أساسا في إعداد لاعبين بإمكانهم تدعيم المنتخب الأول المقبل على مقابلة مصيرية أمام المغرب في أواخر شهر مارس المقبل، مضيفا أن دورة السودان كانت أيضا مفيدة لوفاق سطيف، باعتبار أن أكثر من تسعة لاعبين من الوفاق شكلوا نواة المنتخب الوطني للمحليين. واعترف بيرة بأن المنتخب الوطني كان بإمكانه التتويج باللقب القاري لو أحسن التفاوض في مباراة الدور نصف النهائي. أما النقطة السلبية التي سلط عليها بيرة الضوء، فهي تلك المتعلقة بالملاعب التي احتضنت الدورة، قائلا ''المستوى الحقيقي للاعب لا يمكن أن نراه في أرضيات معشوشبة اصطناعيا، وإنما في أرضيات معشوشبة طبيعيا، وعليه لا يمكنني الحكم على أي منتخب''. فضيل مغارية ''مستوى المنتخب المحلي يعكس مستوى البطولة الوطنية'' أصر اللاعب الدولي السابق فضيل مغارية على التأكيد بأن كأس أمم إفريقيا للمحليين ضاعت من المنتخب الوطني الجزائري، الذي كان الأجدر بالتتويج بالنظر إلى المستوى الذي ظهر به ''الخضر'' خلال المباريات التي لعبها، وخاصة أمام جنوب إفريقيا. لكن نقص الخبرة والتجربة لدى اللاعبين، مثلما يقول مغارية، ونقص احترافية اللعب لدى بعض العناصر جعل المنتخب الوطني يضيع هذا اللقب بطريقة غير مقبولة، ''حيث كان بإمكاننا تجاوز منتخب تونس بالنظر إلى الفرص التي أتيحت لأشبال بن شيخة، خاصة في المرحلة الثانية التي سيطروا فيها على مجريات اللعب''. وأكد اللاعب السابق للنادي الإفريقي التونسي، أن مستوى المنتخب المحلي يعكس مستوى البطولة الوطنية بالنظر إلى عدة معطيات، والتي حالت دون التتويج باللقب، ''رغم أننا كنا نملك أحسن منتخب في هذه الدورة، لكننا لم نحسن التعامل مع هذه المنافسة. ومع ذلك فالمرتبة التي احتلها الخضر ستحفز اللاعبين دون شك على الظهور بوجه أحسن، مما سيساهم في تطوير مستوى البطولة الوطنية، خاصة بعد تألق لاعبين أو ثلاثة مع هذا المنتخب على غرار سوداني وجابو ومترف الذين بإمكانهم اللحاق بالمنتخب الأول بنسبة كبيرة''.