من جديد يسقط فلورنتينو بيريز في الاختبار بعد أن جرى إقصاء ريال مدريد من كأس ملك إسبانيا بناء على توجيه من القاضي بعد أن أشرك الروسي دينيس تشيرشيف في المباراة دون وجه حق بعد أن تراكمت عليه ثلاث بطاقات صفراء واستوجب إيقافه عن المباراة التالية. وتذرع فلورنتينو بيريز بأن موقف ناديه قانوني حيث لم يخطر الاتحاد الإسباني فريقه بإيقاف تشيرشيف وفقا للوائح المعمول بها ولكن في الحقيقة لم يدرك رئيس ريال مدريد أن الاخطاء ينصب أولا على النادي الذي يلعب فيه اللاعب فعليا وليس الذي سينتقل إليه مستقبلا فضلا عن أن قائمة الإيقافات مدرجة على موقع الاتحاد الإسباني قبل بداية المسابقة الجديدة. وجاء موقف القاضي ليخذل فلورنتينو بيريز مجددا ويضعه في موقف بالغ الحرج أمام جماهير ريال مدريد التي شاهدت فريقها يخرج من كأس الملك بخطأ إداري رغم فوزه على قادش بثلاثة أهداف لهدف.
وكان خطأ تشيرشيف ما هو إلا خطأ في سلسلة طويلة من السياسات الفاشلة التي اتخذها فلورنتيو بيريز في التعامل مع الأزمات بداية بالتضحية بكارلو أنشيلوتي المدير الفني السابق للفريق رغم مساهمته الكبيرة في جلب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي ومرورا بقرارات تتعلق بالصفقات التي يبرمها للنادي. وكان قرار رحيل أوزيل أو عازف الليل كما كانت تلقبه جماهير الملكي إلى آرسنال وقبلها انتقال أنخيل دي ماريا إلى مانشستر يونايتد بناء على توصية من فلورنتيو بيريز من بين الاخطاء التي تعامل فيها الرجل بشكل غير منضبط وبسوء تقدير. وكان القرار السعي وراء فالكاو وترك لويس سواريز من بين القرارات السيئة ففي نهاية المطاف فلم يلعب فالكاو لريال مدريد وهبط مستواه حين رحل من موناكو إلى مانشستر يونايتد ومن بعده تشيلسي في حين يتألق السفاح الاوروغوياني مع برشلونة بشكل ملفت للنظر وأصبح يشكل مع نيمار وميسي ثلاثي لا يرحم أمام شباك المنافسين. أما قرار جلب غاريث بيل إلى الفريق كان بمثابة الصدمة حيث جرى الاستعانة بقرض من أحد البنوك لدفع 100 مليون يورو إلى توتنهام هوتسبير الإنكليزي في حين لم يقدم اللاعب المستوى الذي يستحق أن يطلق عليه أغلى لاعب في العالم. أما على صعيد الأزمات فكان تعامل فلورنتينو بيريز مثيرا للقلق من جانب الجماهير في فترة من الفترات حين ساند كاسياس على حساب جوزيه مورينيو إضافة إلى المشاكل التي تحدث داخل غرفة الملابس. أما رحيل كاسياس إلى بورتو فنال أيضا الكثير من الانتقادات التي تعرض لها فلورنتينو بيريز بعد أن أكد اللاعب الذي شعر بأنه جرى طرده أنه لم يعامل بشكل يليق بتاريخه الذي قضاه مع النادي الملكي. وعن الأزمات الخارجية كان التعامل صعبا مع مانشستر يونايتد بخصوص التعاقد مع الحارس ديفيد دي خيا في الوقت ومشكلة الفاكس الأخيرة التي كانت مثيرة للسخرية عبر كثير من وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الذي فضل فيه فلرورنتيو بيريز الدخول في معركة كلامية مع الصحف سواء في إنجلترا أو إسبانيا مما دفع بإدارة الشياطين للإصرار على التجديد للحارس وغلق الباب أمام انتقاله إلى سانتياغو بيرنابيو. أما أزمة كريم بنزيمة فلا تزال تدق ناقوس الخطر بعد المشكلة التي تورط فيها مع زميله في المنتخب الفرنسي فالبوينا ويبدو أنها قد تؤثر على مستوى اللاعب وسط إصرار من جانب ريال مدريد على عدم التعاقد مع مهاجم جديد والاستمرار مع النجم الفرنسي في حين يصر اللاعب على إضاعة الكثير من الفرص السهلة التي تتاح أمامه ولم تكن الرغبة ملحة لدى بيريز للتعاقد مع مهاجم جديد وإن كان الفريق بحاجة إلى قناص من نوع خاص داخل منطقة الجزاء. وأمام كل هذه الاختبارات التي دخل فيها وفشل لا يزال يمكنه البحث عن مبررات وأسباب تساعده على الاستمرار في سياسيته التي تجلب دائما لريال مدريد المشاكل في الوقت الذي انتقدت فيه الجماهير خروج رئيس النادي ليؤكد سلامة موقف فريقه في واقعة تشيرشيف والواقع أثبت عكس ذلك.