أكد القرار الذي اتخذته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بخصوص حظر التصريحات الصحفية المتعلقة بالفريق الوطني على لاعبي الخضر، بأنّ مسؤولي الفاف رفقة الطاقم الفني الجديد للتشكيلة الوطنية بقيادة الكوتش وحيد حاليلوزيتش، قد بدؤوا يستخلصون الدروس وعرفوا فعلا بعض مكامن الخلل ومصادر التكتلات داخل عناصر المنتخب الوطني، التي كانت المعالجة السيئة لبعض وسائل الإعلام وقودا أساسيا لها، إلى درجة أن التصريحات التي يدلي بها دوليونا أصبحت مصدرا للرد على بعضهم البعض لانتقاد المردود في شكل تبادل للاتهامات أو انتقاد لخيارات الطاقم الفني، و كذا بروز انشغالات لا تغني ولا تسمن إلى العلن، الأمر الذي بات يهدد توازن المنتخب الوطني ويفقد تركيبته الاستقرار والتركيز في المواعيد الهامة. وبما أن الصحافيين أصبحوا يبحثون عن المادة القابلة للاستهلاك والتي بإمكانها جذب أكبر عدد من القراء بمجرد دغدغة مشاعرهم ولو كان ذلك على حساب مصلحة الفريق الوطني، على غرار ما وقع مع بودبوز في مناسبتين لا يحتاج المرء إلى جهد كبير لتذكرهما، لكن الشطحات الإعلامية الصادرة هنا وهناك تعود لممارسة عهرها الإعلامي بقصد التستر على الفضيحة وإبراز شطارتها في محاورة اللاعب بطريقة توصف بأكثر من مشبوهة بل مسمومة ودنيئة يقصد بها الضحك على أذقان الملايين من عشاق الألوان الوطنية. ومن دون توجيه السهام إلى أي جريدة معينة، تبقى الهالة الإعلامية التي مورست - على سبيل المثال - في المباراة الرسمية الأخيرة بمراكش أمام أسود الأطلس من خلال سيول التصريحات الإعلامية والحوارات بزخمها المفرط مع لاعبي الفريق الوطني كان من بين أسباب فشل مهمة الإبقاء على حظوظ تأهل الخضر إلى نهائيات "كان 2012" والعودة بهزيمة مخزية. قرار هيئة مبنى دالي إبراهيم أثار ارتياحا كبيرا وسط المتتبعين والمحللين، لكونه يعد خطوة جد إيجابية نحو ترتيب البيت بالشكل المطلوب ومعالجة النقائص بأكثر هدوء، على أن يكون للاعبين مجال للإدلاء بالتصريحات وفق القنوات المشروعة وبعيدا عن الفوضى والغوغائية التي باتت تسود تغطية أحداث الفريق الوطني ومستجداته.