مخطئ من يعتقد أن قضية ترشح الجزائر لاستضافة كأس أمم إفريقيا 2013 خلفا لليبيا هي نتاج خلاف شخصي بين وزير الرياضة الهاشمي جيار ورئيس الفاف محمد روراوة، ومخطىء من يتصور أن قرار تقديم ترشح الجزائر لتنظيم العرس القاري هو من صلاحيات وزير أوحكومة لأن الأمر يخص الدولة الجزائرية وليس فقط الحكومة . تماطل الإعلان عن ترشح الجزائر لخلافة ليبيا، ذهب الكثير من المحللين في تفسيره عبر صفحات الجرائد، فهناك من برر ذلك برفض الساسة الجزائريين ضرب " نظام القذافي في الظهر" وسحب ترشح كأس إفريقيا منه والمبرمجة بعد أقل من سنتين ، وهناك من حلل بأن احتراق الفتيل بين الفاف والوزارة وتعنت روراوة في تطبيق سياسته مع الخضر منذ جويلية الفارط وعدم اكتراثه بموقف أويحيى فيما يخص جلب المدرب الأجنبي سبب مباشر في وضع ملف الترشح لكان 2013 في الثلاجة، لكن لا أحد تساءل عن حظوظ الجزائر في الظفر بأصوات الكاف في السباق النهائي ضد جنوب إفريقيا التي ترشحت هي الأخرى لخلافة ليبيا. قد يقول قائل بأن روراوة له كلمته في الكاف وخبرته وعلاقاته كافيتان للظفر بأصوات الخمسين عضوا في الجمعية العامة ، غير أن ما يحدث في الكواليس بين الكاف و مسؤولي الاتحاد الجنوب إفريقي يجعلنا نراجع حساباتنا فيما يخص تقديم ترشح في سباق ستخسره الجزائر لا محالة ، فقد تحدثت الصحافة في جوهانسبورغ عن مفاوضات مع الكونفدرالية لإعادة توزيع مداخيل دورة 2013 وأشارت إلى أن الكاف وافقت على منح تسهيلات لجنوب إفريقيا في حال قبول بلد مانديلا إنقاذ الأفارقة من تأجيل أو إلغاء الدورة ما بعد القادمة، مما يدل على أن ترشح الجزائر بالنسبة للكاف ليس أولوية وإنما هو حل طارئ سيما وأن منح شرف التنظيم لبلدان شمال إفريقيا في الظرف الحالي يعد مجازفة بعد الذي حدث في مصر وتونس وليبيا. هذه المعطيات وأخرى التي نعرفها وتلك التي لا نعرفها كانت ولا زالت محور نقاش في أعلى هرم الدولة الجزائرية، التي لن تقبل بدخول منافسة لا تملك حظوظا فيها دون أن ننسى الجانب الرياضي، فالجزائر لا تنظم كأس إفريقيا من أجل التنظيم ولا من أجل المال بل من أجل كسب التاج، والظرف الحالي الذي يمر به الخضر لن يساهم في دفع ملف الترشح نحو الأمام.