حتى وإن لم تعلن الفاف ولا وزارة الشباب والرياضية عن القرار فإن الجزائر لن تترشح لاستضافة كأس أمم إفريقيا سنة 2013 مثلما كان يأمل في ذلك ملايين الجزائريين ،والسبب هو الحرب الباردة بين الوصاية والفاف منذ نحو سنة تقريبا. كان الكثير من العارفين بخبايا الملف ينتظرون موقفا فاصلا من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفيلقة الذي كان في السابق يؤيد مثل هذه المبادرات لتلميع صورة الجزائر، وعلى هذا الأساس سارع روراوة في وضع ملف الجزائر سيما وأن ما دار بين رئيس الجمهورية ورئيس الفاف على هامش نهائي الكأس شجعه على ذلك. تجميد ملف ترشح الجزائر لخلافة ليبيا يراه البعض بأنه موقف محسوب من قبل السلطات السياسية التي لا تريد استغلال ما يحدث في ليبيا لأخد شرف التنظيم من بلد القذافي ، ويرى آخرون بأن الوزارة أحست بأن أعضاء الكاف لن يصوتوا على ملف الجزائر لأسباب أمنية و"جيو استراتيجية" وأن الكاف ستختار لا محالة ملف جنوب افريقيا التي تبدو حسبهم في منأى عن ثورات ربيع العرب. ولكن هذه الحسابات التي ينبي عليها السياسسون قراراتهم ليست هي الحسابات التي ضبطها رئيس الفاف الذي لم يسبق وأن ترشح لشيء وخسر معركته الإنتخابية سواء في الفيفا أو الكاف أو الإتحاد العربي بمعنى أن روراوة ليس ساذجا كي يضع ملف ترشح الجزائر وهو غير مقتنع بأن شرف تنظيم العرس القاري لم يكون من نصيبنا ، فالشخص له باع في الهيأة الإفريقية والتنافس ضد الأفارقة الجنوبيون لن يخفيه مما يعني بأن حسابات السياسيين لا تساير طموحات رئيس الفاف. ويلخص بعض المقربين من الملف تجميع الترشح الجزائري بخلافات شخصية بين الوزير جيار ومستشاريه من جهة والرئيس الحالي للفاف من جهة ثانية ، فاصبحت أي مبادرة تأتي من أي طرف إلا ويطعن فيها الطرف الآخر، ولو يكون ذلك على حساب مصلحة الجزائر وهو الخطر الذي يتهدد مستقبل الكرة الجزائرية التي تظل منذ أكثر من سنة رهينة هذا الانسداد الذي زاد تعقيدا موقف رئيس الحكومة أحمد أويحي الذي ومن خلال موضوع المدرب الأجنبي كشف عن رفضه التام لما يحدث في الهيأة الكروية. فتطوير الكرة الجزائرية لن يكون وكل طرف يشد الحب من جهته ولا يمكن للفاف أو تفعل أي شيء بدون السلطات العمومية والعكس صحيح أي أن الوصاية لا يمكنها تطوير رياضة كرة القدم بدون فدرالية قوية وفعالة.