سيقود بعد ظهر اليوم المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش أول مباراة رسمية له مع الخضر بعد تعيينه في جويلية الفارط، ومن سوء حظ المدرب السابق لفيلة كوت ديفوار ولدينامو زغرب، فإن مباراته الافتتاحية ستكون بدار السلام، وفي توقيت غير ملائم، لأن الخضر فقدوا أكثر من ثلاثة أرباع حظوظهم في التأهل، ويحتاجون لمعجزة كي يظفروا بتأشيرة المشاركة في كأس أمم إفريقيا المقبلة، بعدما "بذّر" سابقه كل النقاط التي كان بالإمكان الحفاظ عليها. صحيح أن رئيس الفاف عندما استقدم حاليلوزيتش اتفق معه على عدم تحمل مسؤولية نتائج المبارتين الرسميتين المتبقيتين من التصفيات الجارية، لكن مهنية حاليلوزيتش وطبيعة تفكيره، تجعلان من مباراة اليوم جد مهمة لدى التقني البوسني، الذي يحسب كثيرا ويرفض الهزيمة ولو في مباراة ودية، ويتعامل مع كل المواعيد بجدية زائدة عن اللزوم. وبالرغم من أن الفوز بالنقاط الثلاث في مباراة اليوم قد لا يكون له أي تأثير في سلم ترتيب فوج الخضر، سيما في حالة صمود المغاربة غدا في بانغي، إلا أن تحقيق نتيجة إيجابية أضحى مهما ومطلبا جماهيريا، ليس من أجل ترقب معجزة في الجولة الأخيرة، وإنما كي تبزغ بعض البوادر الإيجابية تجعلنا نتفاءل بغد أحسن للخضر، سيما وأن مناصري المنتخب الوطني فقدوا البسمة من على وجوههم منذ المونديال، حيث تسلسلت التعثرات والهزائم والصفعات، ودخل محاربو الصحراء في دوامة الشك طويلا، إلى درجة أن ملايين الجزائريين الذين وحدهم أشبال سعدان على مدار ثلاث سنوات، أصبحوا يكفرون بهذا المنتخب في عهد بن شيخة، وتحول بين ليلة وضحاها رفقاء بوڤرة وزياني إلى أقزام، وهم الذين صنعوا ملحمة أم درمان وزامبيا وأنغولا، ودفعونا لرفع راية الجزائر في كل شرفة من منازلنا، في مشهد لم تعشه الجزائر منذ 1962، فمن أجل هؤلاء الملايين من الجزائريين رجال ونساء، كبارا وصغارا، شيوخا وعجائز، من حقنا أن نحلم بفوز اليوم في دار السلام، حتى وإن كنا لا ننتظر معجزة التأهل الذي حطمه أعداء سعدان، لأنهم لا يفرقون بين المصلحة الوطنية والخلاف الشخصي.