أضحى المدرب البوسني ''وحيد حاليلوزيتش'' المدرب الجديد للمنتخب الوطني الجزائري خلفا للمستقيل عبد الحق بن شيخة بعد اتفاقه مع الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، حيث اختارته ''الفاف'' بقيادة روراوة كخليفة للجنرال لقيادة ''الخضر'' إلى نهائيات كأس إفريقيا 2013 وكأس العالم 2014 وفضلته على عديد المدربين العالميين بفضل إنجازاته الرياضية خاصة كمدرب، لكن المثير للإهتمام أيضا أن حاليلوزيتش المسلم والمولود في 15 أكتوبر 1952 ليس مدربا فقط، بل سبق له المشاركة في حرب البوسنة ضد الكروات وكان أحد أعضاء جماعات الدفاع الذاتي للمجاهدين المسلمين ضد الكروات في مدينته ''موستار'' البوسنية في التسعينات وحمل السلاح للدفاع عن بلاده، كما أصيب بالرصاص ودخل المستشفى على هامش هذه الحرب الضروس لكنه غادر بلاده والتحق بفرنسا بعد ثلاثة أيام من سقوط مدينته في يد ''الكروات'' في ماي 1993 بعدما صدر قرار من مجلس الدفاع الكرواتي بتصفيته رفقة عائلته. هذا وصرح حاليلوزيتش في حوار سابق مع مجلة ''داني زافيسني'' بأنه لم يفهم إلى الآن سبب العنصرية التي انتشرت وأحداث العنف التي أدت إلى حرب البوسنة وإبادة آلاف المسلمين، كما قال مازحا: ''لقد صدر قرار باعدامي ولو بقيت في البوسنة لكنت الآن جنرالا وليس مدرب كرة القدم''. بداياته كنجم مع منتخبي البوسنة ويوغوسلافيا سابقا ثم بطل إفريقيا مع الرجاء البيضاوي بالنسبة لعالم كرة القدم فوحيد حاليلوزيتش كان لاعبا دوليا سابق في منتخب يوغوسلافيا والبوسنة، أختير أفضل لاعب في البوسنة عدة مرات في سنوات السبعينات والثمانينات، نال كأس أوروبا لأقل من 21 سنة عام 1978 كما لعب في عدة أندية في بلاده لينتقل بعدها إلى نادي نانت ثم باريس سان جيرمان كلاعب، كما بدأ مشواره التدريبي في 1990 في فريق مدينته فيلز موستار أين درب موسمين قبل أن يهرب إلى فرنسا التي استقر فيها بداية من 1993، أين درب فريق ''بوفيي'' بين 1993 و1994 ثم انضم إلى الرجاء البيضاوى المغربي في 1997- 1998 ونال معه دوري أبطال إفريقيا. احترافيته وعلم التكتيك جعلاه ''كوتش وحيد'' في فرنسا في سنة 1998 عاد حاليلوزيتش إلى فرنسا التي درب فيها نادي ''ليل'' وأرجعه إلى القسم الأول ثم احتل معه المركز الثالث في أول موسم له في ''الليغ 1'' وقاده إلى المشاركة في دوري أبطال أوروبا ثم الدوري الأوروبي بعدها بموسم واحد، ليطلق عليه الفرنسيون اسم ''المدرب وحيد'' عرفانا بما قدمه لنادي ''ليل'' الذي غادره واستقال بسبب ما سماه نقص طموح مسيريه. وانتقل إلى نادي رين في 2002 وأنقذه من السقوط ليصبح أحد أكثر المدربين طلبا في فرنسا وحتى من أندية ألمانية وإسبانية، لكنه انتقل إلى باريس سان جيرمان في صيف 2003 وحقق معه أحد أفضل المواسم على الإطلاق للنادي الباريسي الذي نال لقب الكأس والمركز الثاني في البطولة، وهو ما أهّله إلى المشاركة في دوري أبطال أوروبا، لكنه احتل المركز السابع في الموسم الموالي ثم انتقل إلى ''ترابازون سبور'' التركي وقاده للمركز الرابع المؤهل إلى الإتحاد الأوروبي، لينتقل بعدها إلى اتحاد جدة السعودي. لم ينهزم مع كوت ديفوار في سنتين وبوعزة طرده وحرمه من المونديال بعد أشهر قليلة في المملكة السعودية تحول حاليلوزيتش إلى قيادة منتخب كوت ديفوار في 2008 ولم ينهزم معه طيلة سنتين في 26 مواجهة كاملة قبل أن يتلقى بعدها أول هزيمة ودية ضد اليابان بهدف نظيف ولكنه أهل الفيلة إلى كأسي إفريقيا والعالم 2010 بدون أية هزيمة، كما تعادل ضد ألمانيا، تركيا، البرغواي والكيان الصهيوني في المباريات الودية، ليقال بعد هدف الدولي الجزائري عامر بوعزة في ربع نهائي كأس أمم إفريقيا ضد المنتخب الوطني الجزائري ويطرد من منتخب كوت ديفوار قبل أربعة أشهر من المونديال الإفريقي الذي حرم منه. يعشق الهجوم... الصرامة أبرز صفاته والإيفواري روماريتش أبرز ضحاياه وفي أوت 2010 انتقل حاليلوزيتش إلى نادي دينامو زغرب الكرواتي الذي حقق معه نتائج باهرة بفضل سياسته التي تتركز خاصة على الهجوم لأنه مهاجم وسبق له أن اعتمد الهجوم في كل الأندية التي دربها، كما أن خاليلوزيتش معروف بتكتيكه المحكم واحترافيته في العمل بشهادة الفرنسيين لكنه لم يعمر طويلا واستقال بعدما رفض تدخل ''زدافكو ماميتش'' رئيس النادي في صلاحياته، كما وقعت له مشاكل مع هذا الرئيس بسبب انظباط بعض اللاعبين وهذه النقطة التي تعتبر من عوامل قوة المدرب البوسني الذي قاد كوت ديفوار بكل نجومه دون أي مشاكل بفضل الإنضباط الذي فرضه، ويعد نجم إشبيلية الإسباني روماريتش أبرز ضحايا حاليلوزيتش حيث حرمه من كأس إفريقيا 2010 رغم أنه كان نجم منتخب الفيلة رفقة دروغبا، بسبب مشكل الإنضباط، ووقف حاليلوزيتش في وجه رئيس الإتحادية وكل الإيفواريين وهدد بالإستقالة لأنه لا يتلاعب أبدا بهذا الجانب.
