رغم أن نتيجة التعادل المحقق بدار السلام لا تغني ولا تسمن من جوع كونها جسدت غياب الخضر عن "الكان" القادم بصورة رسمية، غير أن مردود خط الهجوم الذي بغض النظر عن تواضع مستوى الخصم وخط دفاعه فإنه عرف تحسن طفيفا يبشر بالخير خاصة مع التغييرات التي ستعرفها التشكيلة في المرحلة القادمة واحتمال إعادة النظر في التركيبة البشرية لتعداد الخضر سيما على مستوى الخط الأمامي المنتظر تدعيمه بعدة عناصر مزدوجة الجنسية يجري الإعداد لتمكينها من حمل قميص بلد الأجداد، ويجمع المتتبعون والأنصار وحتى الشوفينيون منهم أن مردود القاطرة الأمامية للخضر وبرغم نتيجة التعادل وتوصلها لهز الشباك مرة واحدة، عرف استفاقة طفيفة وتمكن على غير العادة من صنع عدة فرص لو تم استغلالها لتمكن المنتخب من العودة بالفوز من الملعب الوطني لدار السلام. بوعزة وضع قطيعة مع سنة دون هدف وضع المهاجم الجزائري عامر بوعزة بالهدف الذي سجله في مرمى منتخب تانزانيا قطيعة للعقم الهجومي الذي أصاب خط هجوم منتخبنا الوطني، إذ يعد الهدف الذي عدل به النتيجة في بداية الشوط الثاني أول هدف للمنتخب الوطني منذ سنة ومن الصدف أن تكون آخر إصابة جزائرية بطريقة مباشرة سجل خلال مواجهة تنزانيا في لقاء الذهاب قبل سنة من الآن بقدم قديورة الذي حرمته الإصابة من التواجد بدار السلام، ورغم أن الخضر خاضوا عدة مواجهات بعد ذلك غير أن خط الهجوم عجز عن التهديف أمام منتخبات متواضعة كإفريقيا الوسطى، لوكسمبورغ، وحتى الهدف الذي أهدانا نقاط الفوز أمام المنتخب المغربي شهر مارس الماضي جاء بأرجل حسان يبدة لكن عن طريق ضربة جزاء، ليكون مهاجم ميل وال الانجليزي صاحب شرف فك عقدة منتخب مونديالي للأسف فقد بريقه وروحه وسيغيب رسميا عن أكبر موعد قاري قادم منتظر مطلع السنة الجديدة بغينيا الاستوائية والغابون. لاعب ميل وال الهداف الذي حرمه سعدان من المونديال من خلال تسجيله لهدف التعادل في مباراة أمس، أكد لاعب ميل وال الإنجليزي عامر بوعزة أنه يستحق مكانة في تشكيلة الخضر وهو الذي همش من طرف الناخب الوطني الأسبق رابح سعدان الذي غيبه عن مونديال جنوب إفريقيا رغم شفائه من الإصابة التي تعرض لها بعد الكان وانتظر إلى غاية قدوم التقني البوسني وحيد حاليلوزيتش ليحمل مجددا قميص الخضر ويبرهن للجميع أنه هداف من طراز الكبار. حاليلوزيتش وضع حدا لشهور بن شيخة العجاف في الوقت الذي وضع فيه هدف عامر بوعزة حدا لعقم الخط الأمامي، كانت أيضا هذه الإصابة أحلى جينيريك ختام لمسلسل تدهور نتائج الخضر في الفترة السابقة مع الناخب الوطني السابق عبد الحق بن شيخة كون نتيجة التعادل سمحت لمبولحي وزملائه من تسجيل سفرية دون هزيمة وطي صفحة الإخفاقات على غرار ما حدث في آخر سفريتين إلى بانغي ومراكش، ورغم أن نتيجة التعادل يتفق الجميع أنها رسمت غياب الخضر وقضت على بصيص الأمل، لكنها تبقى مفيدة وخاصة من الناحية المعنوية وهذا تحسبا للمرحلة المقبلة وخاصة تصفيات كان 2013 ومونديال 2014 والذين لن يتأتى لحاليلوزيتش تحقيق أهدافه فيها إلا بثورة كبيرة في التعداد وفي الذهنيات.