عتبر النجم الجديد لنادي شباب قسنطينة محمد دحمان أحد أحسن المهاجمين الجزائريين الذين اختاروا الكرة في الملاعب الأوروبية خلال العشر سنوات الأخيرة، لكن ولعدة أسباب نصفها يبقى مجهولا لم يستفد المنتخب الوطني من إمكانات هذا اللاعب الشاب خريج مدرسة لانس، وخاصة خلال الموسمين اللذين سبقا مونديال جنوب إفريقيا، عندما كان الخضر يعانون من نقص فادح على مستوى لاعبي القاطرة الأمامية، استدعت رحلات مكوكية قام بها سعدان ومساعدوه بحثا عن مهاجمين يعزز بهم تشكيلته. أحسن هداف جزائري بأوروبا موسم 2007-2008 ما يؤكد أن المنتخب الوطني في عهد الشيخ سعدان قد أضاع فرصة تعزيز تعداد الخضر بمهاجم كبير كان قادرا على منح الإضافة اللازمة لخط الهجوم ومساعدة قائده آنذاك صايفي، هو الأرقام التي سجلها النجم الجديد للسنافر محمد دحمان خلال تلك الفترة وخاصة بعد عودته إلى نادي مونس، أين استطاع في النصف الثاني من ذلك الموسم تسجيل 12 هدفا وهي الحصيلة التي جعلته يتربع على رأس قائمة أحسن الهدافين الجزائريين الناشطين بأوروبا، لكن دون أن يتحصل على ثقة الشيخ سعدان الذي تجاهله، مما فوت على المنتخب الاستفادة من مهاجم هداف كان بأمس الحاجة إلى خدماته. أطراف حرمت دحمان من الخضر بعد تقارير مغلوطة رغم أن المهاجم محمد دحمان ترجع أسباب عدم حمله للألوان الوطنية في صنف الأكابر(سبق له اللعب للمنتخب الأولمبي في عهد مهداوي)، إلى القضاء والقدر، لكنه في ذات الوقت أكد خلال اللقاء الذي جمعه بالخبر الرياضي، أن الشيخ سعدان كان ينوي منحه فرصة إثبات إمكاناته مع المنتخب الوطني وقدم حتى إلى بلجيكا لمعاينته رفقة مواطنه فاضل براهامي المدافع الأيمن السابق للخضر، لكن الشيخ لم يتمكن من مشاهدة دحمان كونه كان مصابا خلال الفترة التي تزامن فيها قدومه إلى مدينة مونس، ليسقط بعد ذلك اسم "الشوشو" الجديد للسنافر من قائمة الشيخ بفضل تقارير خاطئة وصلت الشيخ تم تصوير فيها دحمان على أنه لاعب غير منضبط يثير المشاكل لأتفه الأسباب. بن شيخة لم يتيقن من إمكاناته حتى أقنعه الأسبوع الماضي بعد رحيل الشيخ سعدان، وتعيين الجنرال بن شيخة، منى دحمان النفس بحمل الألوان الوطنية لأول مرة مع المنتخب الأول، وزاد من إيمانه بإمكانية تحقق هذا الحلم، حديث الناخب الوطني المستقيل عن ضخ دماء جديدة في صفوف المنتخب، لكن الفرصة التي طالت عناصر تنشط في الدرجة الثانية سواء في ألمانيا أو فرنسا، لم تصل إلى بلجيكا وبقي دحمان خارج الحسابات، ولم يستطع جلب اهتمام الجنرال الذي تأخر اكتشافه لدحمان إلى غاية إقالته من العارضة الفنية للخضر ومواجهته للاعب خلال لقاء المولودية والشباب، أين أعجب كثيرا بإمكانات دحمان وطلب من غريب الإسراع في خطفه خلال الميركاتو الشتوي القادم. دحمان ضيّع فرصة العمل مع حاليلوزيتش في ليل ويريدها مع الخضر خلال بداية مشواره الاحترافي وبعد مغادرته لنادي لانس، كان المهاجم محمد دحمان قريبا جدا من الالتحاق بنادي ليل الذي كان يشرف على عارضته الفنية المدرب الوطني الحالي وحيد حاليلوزيتش، لكن وبسبب بند في العقد ينص على منعه من الإمضاء في أي ناد فرنسي في حال مغادرته صفوف النادي رفض دحمان الانضمام إلى فريق الشمال الفرنسي، مضيعا فرصة اللعب في الرابطة الفرنسية الأولى، والعمل بالمرة مع التقني البوسني الذي يشرف حاليا على حظوظ الخضر، لكنه ومن خلال كلامه على هامش زيارته إلى مقر الخبر الرياضي يبدو ابن مدينة غليزان مصرا على عدم تضييع ثاني فرصة له من خلال تقديم موسم كبير مع السنافر يلفت به أنظار حاليلوزيتش ومساعديه ودفعه إلى إعطائه الفرصة التي تأخرت بأربع سنوات كاملة. دحمان:" صديقي الراقد كلمني عن حاليلوزيتش وأظنه لن يهمشني" أكد محمد دحمان أنه لا يعرف المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش على المستوى الشخصي، لكنه وبعد تعيينه على رأس الخضر تحدث بخصوصه مع صديقه الدولي حسين الراقد الذي سبق أن لعب معه في مونس، وقال دحمان" لقد سبق لزميلي حسين الراقد أن عمل مع حاليلوزيتش عندما كانا في باريس سان جيرمان، وأخبرني أن التقني البوسني جد صارم، يحب الانضباط، يتعامل بمبدأ واحد وهو الجاهزية، كما أنه يحب كثيرا اللعب الهجومي بما أنه مهاجم سابق، وأعتقد أنه من خلال حديثي مع الدولي التونسي أنني سأنال بإذن الله فرصتي مع هذا المدرب".