وصف المدرب الوطني السابق، رابح سعدان، خيار الحكومة الرامي إلى شراء أسهم بعض النوادي المحترفة عبر عدد من الشركات الاقتصادية القوية، بالقرار الصائب الذي من شأنه أن ينهي مرحلة “البريكولاج” السائد في عالم الكرة الجزائرية مضيفا خلال نقاشه أمس مع صحفيي “الخبر الرياضي” بمقر الجريدة في قسنطينة، بأن الكرة الجزائرية كانت أقرب الى الاحتراف عندما كانت تحت وصاية المؤسسات الاقتصادية من الفوضى التي تسودها الآن. “بطولة محترفة ب8 فرق أحسن من هذه البطولة “ قال الشيخ رابح سعدان الذي نزل ضيفا على “الخبر الرياضي” بقسنطينة أمس:” سبق وأن قلت بأن الاحتراف ليس في عدد الفرق التي تنشّط البطولة بل كان من الأحسن تقليص العدد إلى 8 أو 10، تلتزم بدفتر الشروط على أن نبني بطولة ب 16 فريقا في القسمين ولا أحد يلتزم بدفتر الشروط ، ثم أن موضوع تولي الشركات العمومية مهمة تسيير النوادي شيء إيجابي لأن النادي المحترف يسيّر بمنطق المؤسسة وهو ما كانت عليه النوادي في السبعينيات والثمانينيات ..حينها كنا أقرب إلى الاحتراف من الآن و أظن بأنه لو تتولى الشركات الاقتصادية القوية تسيير النوادي فإنها قادرة على بعث الفرق على نحو جديد”. “المنافسة الكروية عندنا ليست لها قيمة لأن كل شيء يباع ويشترى” عاد الشيخ في حديثه عن واقع الكرة الجزائرية ، قائلا:” للأسف نحن لم نستوعب الدروس كما ينبغي وتمر علينا السنوات دون أن نضع الأسس الصحيحة لبعث الكرة الجزائرية لأنه وببساطة من يشرف على الكرة في جميع المستويات لا تهمهم سوى المنافسة ، رغم أن قضية السقوط والصعود والألقاب فقدت مصداقيتها بعدما أصبح كل شيء يشترى بالشكارة وحديث المقاهي عن معرفة بطل الموسم المقبل قبل الأوان وترويج كلام عن ترتيب المباريات والتلاعب بعمليات القرعة وغيرها من الأحاديث التي تؤكد مرة أخرى بأن الكرة الجزائرية تعيش أسوأ سنواتها، لذلك فضلت عدم العودة إلى مجال التدريب في النوادي رغم كثرة العروض والأموال الضخمة التي تصرف هنا وهناك”. “برامج التكوين لن تنجح ما لم تتصالح الفاف مع الوزارة” عرج مدرب الخضر والمدير الفني الوطني السابق للحديث عن مشكل التكوين في ظل الانسداد القائم والمستمر بين الوزارة والفاف، موضحا في هذا الصدد ” دون تنسيق فعلي بين الوزارة والفاف ، لن تنجح برامج التكوين بتاتا لأن كل طرف يسعى لتبني مشروعه فقط رغم أن ملف التكوين يخص الطرفين ولا ينجح في غياب واحد منهما لأن الوزارة لها دور في هذا المجال والفاف لها دور هي الأخرى لا يمكن تقزيمه”. “توقيف مدارس سونطراك خطأ كبير ذهبت ضحيته آلاف المواهب” استغرب مهندس ملحمة أم درمان لتضييع كل هذه السنوات التي تصرف فيها الملايير على مشاريع فاشلة في كرة القدم أهملت برامج التكوين وقال في هذا الشأن:” لم أفهم لماذا أوقفت سوناطراك برامج المدراس الكروية صرفت فيها أموال كبيرة إلا أنها برامج مفيدة للرياضة وللشبان؟ ، فكم من برعم كان تحت لواء هذا البرنامج وكم من مؤطر كان يعمل في مجال التكوين وهي مباردة كنا نتمنى ترقيتها وتنويعها كي يستفيد منها أكبر عدد ممكن من الشبان الجزائريين و للأسف مسؤولو سوناطراك أوقفوا البرنامج وعاد آلاف الشبان إلى بيوتهم وضاعت مواهب عديدة في المهد”. ” طلبت من روراوة في وقت سابق تصدير لاعبينا الموهوبين للتكوين في الخارج” حتى تتفادى الجزائر توسل لاعبين لحمل قميص الخضر أو الدخول في متاهات مع الاتحادية الفرنسية التي قامت بتكوين العديد من اللاعبين المغتربين ذوي الجنسية الجزائرية، كشف سعدان أنه وعند عودته سنة 2004 لشغل منصب مدرب المنتخب الجزائري ، تحدث مع رئيس الفاف محمد روراوة في موضوع تكوين اللاعبين الشبان الموجودين في الجزائر والذين عجزت مختلف الفرق عن رعايتهم وأوصاه بإرسالهم أو بالأحرى تصديرهم إلى مختلف الأندية الأوروبية الكبيرة بغية تطوير قدراتهم والاستفادة منهم مستقبلا بشرط أن لا تتركهم دون أهال وأن تطلب من بعض العائلات الجزائرية المسلمة احتضانهم لتلقينهم تربية سليمة قبل عودتهم إلى الجزائر لكن رئيس الفاف لم يول الموضوع أهمية في ذلك الوقت”. “يمكننا الاستفادة من التكوين الإسباني والهولندي والألماني والفرنسي معا” واصل الشيخ كلامه عن برامج التكوين التي يراها الحل الوحيد لبعث الكرة الجزائرية بعد عشر سنوات على الأقل ليقدم أمثلة عن المدرسة الإسبانية والألمانية والهولندية، قائلا: ” هناك تطور كبير في مجال التكوين في كرة القدم، حيث طغى الجانب العلمي على مختلف مراحل التكوين وما بلغته المدرسة الإسبانية في السنوات العشر الأخيرة مؤشر على أن التكوين يسير نحو العولمة، فلا توجد مدرسة تتغلب على الأخرى في التكوين بل كل مدرسة تستفيد من زميلتها وتم توحيد برامج التحضير البدني والفيزيولوجي وغيرها من الجوانب البدنية وتبقى الأمور الفنية خاصة بكل منطقة لذلك لا أقول بأن الجزائر يمكنها الاقتداء بالمدرسة الألمانية أو الإسبانية أو الفرنسية ولا الهولندية بل يمكننا الاستفادة من تجارب كل هذه المدارس الناجحة”. “لديّ مخطط وبرامج للتكوين، لكن نجاحها بيد مسؤولي الفاف والوزارة” كشف الشيخ رابح سعدان بأنه أعد دراسة حديثة عن برامج التكوين التي يمكن تطبيقها في الجزائر، قائلا :” لقد زرت مدارس في إسبانيا السنة الفارطة سيما في منطقة “الباسك” وفريق فيتويا ألفاش الذي كان ينشط فيه الدولي الجزائري مهدي لحسن ولديّ مخطط للتكوين يمكن للفاف والوزارة تطبيقه إن أرادت ذلك، لأنني وعلى عكس ما يعتقده البعض، لم أبق مكتوف الأيدي في السنتين الفارطتين بل شرعت في ضبط مثل هذه البرامج للأجيال القادمة ويبقى مشكل تطبيقها بيد الفاف عن طريق مديريتها الفنية والوزارة”. “شهادات الكاف رخصة عمل فقط وليست ديبلوما” عن مشكلة التأطير الفني الخاص بالتكوين في ظل الفوضى السائدة في مجال المدربين سيما بعدما وضعت الفاف برامج منح رخصة تدريب الكاف ، قال سعدان :” يجب أن تفهموا بأن شهادة الكاف ما هي سوى رخصة عمل في الخارج أو رخصة عمل ما بين القارات وقليل هم الجزائريون الذين يتعاقدون في الخارج، وهذه الشهادة ليست ديبلوما ولم تغيّر من مستوى تكوين مدربيينا لذلك يجب على الفاف أن تستثمر فعلا في رسكلة المدربين وليست هذه الرخصة هي التي ستغطي ضعف تكوين مدربينا”. “الاستعانة بالخبرة الأجنبية في التأطير ضروري” أيد سعدان فكرة الاستنجاد بالمدربين الأجانب لتكوين المؤطرين في الجزائر قائلا: ” هذا الحل لا مناص منه وبرامج التكوين التي يجب أن تمس كل ولايات الوطن تحتاج لعدد كبير من المدربين المتخصصين في الفئات الصغرى وهنا يظهر دور الفاف ومديريتها الفنية والوزارة لضبط برامج الرسكلة المستمرة مع الإطارات الفنية الأجنبية التي يمكن أن نستعين بها على فترات وهذا ليس عيبا ولا إنقاصا من الكفاءة المحلية”. “رفضت عرض الشلف بسبب رزنامة الكاف غير الملائمة” على صعيد آخر، برر سعدان رفضه خوض المنافسة الإفريقية مع جمعية الشلف هذه الصائفة قائلا: ” صحيح أن الرئيس مدوار اتصل بي وزارني ببيتي وعرض عليّ المنصب لكنني رفضت العرض لأنني لا أؤيد الرزنامة التي وضعتها الكاف للمنافسة، فلا يعقل أن تبقى الكنفدرالية الإفريقية تضع رزنامة دور المجموعات لرابطة الأبطال في الصيف وفي نهاية الموسم والفرق المغاربية تعاني كثيرا من هذه الرزنامة لأنها لا تتلاءم والرزنامة العالمية وليست الجزائرية التونسية والمصرية والمغربية فقط ، وسبق أن دعوت اللجنة الفنية للكاف لدراسة رزنامة أخرى تسمح برفع مستوى رابطة الأبطال لترتقي إلى مستوى الرابطة الأوروبية ولو من ناحية المنافسة ولو تستمر البرمجة بهذه الطريقة فمن الصعب على فرقنا التنافس على اللقب القاري”. “… رفضت عرضا سعوديا وآخر ليبيا لأنني غير مستعد للعمل في النوادي” تطرق الشيخ رابح سعدان إلى موضوع العرض الليبي الذي وصله مؤخرا وكذا عرض فريق سعودي من العيار الثقيل، قائلا: ” صحيح أن بعض الوكلاء اتصلوا بي وعرضوا عليّ فكرة تدريب أحد النوادي الكبيرة بالعربية السعودية لكنني رفضت لأنني غير مستعد للعمل في الفرق الآن وأفضل العمل مع المنتخبات أو مع برامج التكوين، كما تلقيت عرضا أوليا من أهلي بنغازي الليبي ورفضته من أصله في حين أن الحديث عن المنتخب الليبي شهرا قبل مواجهة الجزائر، أمر غير منطقي”. ” بصراحة…..سعدان مكانه في المديرية الفنية “ أردف الشيخ ليؤكد بأنه يرغب في العمل مع المديريات الفنية من باب أن خبرته وتكوينه يؤهلانه إلى شغل هذا المنصب، قائلا: ” مكاني الآن في المديريات الفنية لإعداد برامج التكوين والتخطيط ولم أعد متحمسا للعمل الميداني في الفرق لأنه أمر متعب ومرهق ، ولو يطرح علي مشروعا طموحا في هذا الصدد بالجزائر أو بالخارج سأدرسه بجد”. “مشكلة الخضر في القاعدة الدفاعية وليست في براهيمي وبلفوضيل” في خضم حديثه عن المنتخب الوطني المقبل على مواجهة المنتخب الليبي في الدارالبيضاء واستدعاء اللاعب الشاب لنادي بارما الغيطالي بلفوضيل قبيل ضم الملتحق حديثنا بنادي غرناطة الإسباني رياض براهيمي، قال سعدان:” أتأسف لهذا الوضع، ففي كل تربص نفرح لاستدعاء لاعب من منتوج فرنسي ولا ننتظر لاعبا من الدوري المحلي، لكن ما لم أفهمه هو عدم معالجة المشكل الحقيقي الذي يعاني منه المنتخب ونعني بذلك مشكل القاعدة الدفاعية التي تهلهلت في الأشهر الأخيرة، لأن الخضر لديهم عناصر جيدة في وسط الميدان والتحاق بلفوضيل أو براهيمي لن يحل المشكلة بل قد يخلق للمدرب مشاكل أخرى في اختيار لاعبي الوسط لأن عدد لاعبي الوسط في تزايد كبير عكس المناصب الأخرى ، وأظن بأن المدرب البوسني يسعى لحل مشكلة الحراس والمدافعين ولا ننسى بأننا ما زلنا نعاني من مشكل في منصب رأس حربة “. “لو يؤهل حاليلوزيتش الخضر إلى نهائي “الكان” سأكون أول المشجعين له” حول دخوله في جدال غير معلن مع حاليلوزيتش حول الأهداف التي يجب على البوسني تحقيقها مع المنتخب سيما أن الفاف تعاقدت معه على تأهيل الخضر إلى كأس إفريقيا القادمة ومونديال البرازيل، أصر سعدان على القول: ” فعلا قلت بأن حاليلوزيتش عليه أن يحقق ما حققته أو أحسن كي نقول بأنه نجح في مهمته، فسعدان أهل الجزائر إلى المونديال وكأس إفريقيا التي بلغنا فيها نصف النهائي وما على حاليلوزيتش إلا بلوغ نهائي الكان القادمة وتأهيل الجزائر إلى المونديال كي نعترف له بالنجاح فهذا عين المنطق وسأكون أول المشجعين له وأريد التوضيح بأنه ليست لي أي مشكلة مع المدرب البوسني الذي أحترمه كثيرا لأنه مدرب محترف”. حاوراه: عدلان حميدشي و رفيق حريش