يرى الكثير من المتتبعين بأنه لو يتمكن المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش من القضاء على مشكل التكتلات و اللاإنضباط الذي يسود داخل المنتخب فمن المؤكد انه سينجح في المهام التقنية و الفنية الأخرى لأنها تبدو أسهل عندما يدخل جميع اللاعبين في الصف، و تتأكد هذه الفكرة اعتبارا لما كان يعانيه المدرب السابق رابح سعدان و بعده عبد الحق بن شيخة، حيث أنهما كانا يعيشان ضغطا رهيبا ولم يتمكنا من كشف الفوضى التي تحدث دوما داخل صفوف الخضر خاصة خلال المنافسات الرسمية على غرار كأس إفريقيا للأمم 2010 بأنغولا و مونديال جنوب إفريقيا، إذ تحدى بعض اللاعبين الجميع و أحدثوا فوضى كبيرة و السبب الوحيد هو عملية اختيار المدرب للتشكيلة الأساسية، وهو ما يدل على أن الانضباط غائب تماما و المسؤولين لم يتعاموا مع اللاعبين بالصرامة الكافية لردع كل مخالف للقانون الداخلي، و بالتالي فكان طبيعيا أن تتأثر باقي المجموعة لينعكس ذلك على النتائج. رفقاء زيان يشعروا بنوع من الصرامة مقارنة بعهد سعدان و بن شيخة و أكد بعض الملاحظين بأن الأمور بدأت تتغير تحت قيادة المدرب البوسني الذي يريد فعلا التطبيق الصارم لقانون الانضباط، و الدليل على ذلك هو كيفية تعامل اللاعبين معه خلال التدريبات الأخيرة بمركز ماركوسيس الفرنسي، فالكل كان يتدرب بجدية تامة عكس ما كان يحدث في عهد المدربين السابقين، كما أن طريقة كلام حاليلوزيتش معهم و الوضعية التي يأخذها وسط المجموعة و كذا تقاسيم وجهه توحي بأنه استطاع التحكم في زمام الأمور، و قد تبين في الندوة الصحيفة التي عقدها خلال تربص فرنسا بأن رفقاء زياني يشعرون بنوع من التغير، حيث بدا كل من قادير و لحسن مهتمين كثيرا بما كان يدونه من ملاحظات. المدرب الوطني يبدأ بالجانب الإنضباطي قبل الإصلاح التكتيكي و يبدو أن المدرب الوطني ماض بقوة في إرساء قواعد الانضباط بحذافيرها، حيث أنه لا يكف عن الحديث و التركيز على هذا الجانب لأنه يدرك جيدا مدى أهميته في إنجاح الأمور الفنية، فمن غير الممكن القفز إلى الإصلاح التكتيكي و الأداء الجماعي دون المرور على مخبر تلقين اللاعبين مبادئ الانضباط و الصرامة في العمل و التطبيق الكامل و اللامشروط لتعليمات المدرب و احترام قراراته مهما كانت، و لعل طريقة تعامل حاليلوزيتش مع غياب النجم رياض بودبوز عن التربص الأخير للخضر أكبر دليل على أن لديه نية واضحة في ردع كل لاعب يدوس على القانون الداخلي للفريق، فكان أول ضحية و يبقى عبرة للآخرين. حاليلوزيتش يشرع في جولته الأوروبية بحثا عن العصافير النادرة و من جهة أخرى، فإن المدرب الوطني قد لاحظ المستوى المحدود للعناصر الحالية و يعتقد بأنها لن تكون قادرة على تحقيق الأهداف التي يريدها سواء بسبب نقص المنافسة أو تأثير الإصابات أو التقدم في السن و انخفاض اللياقة البدنية لدى البعض الآخر، و لذلك فهو مطالب بالبحث عن عناصر واعدة تضخ دماء جديدة في المنتخب، وهذا من أجل تكوين مجموعة تحمل لمسته و تكون من صنعه، وفي هذا الإطار، فإنه من المنتظر أن يقوم بجولة أوروبية لمعاينة بعض اللاعبين من الأصول الجزائرية بغية تدعيم صفوف المنتخب تحسبا للمواعيد القادمة على ذكر تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2013 و كأس العالم 2014 وهي من الأهداف الرئيسية التي اتفق بشأنها مع رئيس الفاف، وأكدت بعض المصادر بأن حاليلوزيتش يطير إلى فرنسا بالخصوص ليشرع في عملية التنقيب و البحث عن العصافير النادرة تمهيدا لتشبيب التشكيلة و إبعاد عدد كبير من الكهول الذين لم يعودوا قادرين على المزيد من العطاء. و كبداية فإنه سيركز اهتمامه على كل من رومان حمومة، لاعب نادي كون الفرنسي خاصة وأنه معجب بإمكانياته و كان قد وضعه من قبل ضمن مفكرته، و هذا فضلا عن بلفوضيل، براهيمي و طافر المتألقين ضمن الدوري الفرنسي.