عجز رئيس الفاف عن إيجاد مدرب جزائري بالمواصفات والمقاييس الاحترافية المتعارف عليها كي يضمه لطاقم البوسني وحيد حاليلوزيتش بغرض متابعة لاعبي البطولة الوطنية وقيادة المنتخب المحلي . وبحث روراوة اياما وليال طويلة عن أسم أو اسمين يعرضهما على البونسي الى درجة أن الموضوع أصبح يشكل صداعا له. حتى وإن يرى البعض بأن رئيس الفاف يبالغ نوعا ما في فرض شروطه على المدربيين الجزائريين، فإن أزمة التقنيين في الجزائر لا يمكن لأحد الهروب منها لأنه فعلا لا يوجد في هذا البلد مدربون لهم مؤهلات لقيادة المنتخب الوطني بعد نجاح سعدان، وما وقع فيه روراوة حاليا هو اعتراف ضمني بالخطأ الذي ارتكبه عندما منح العارضة الفنية للخضر للمدرب بن شيخة، فالمهزلة التي هندس لها هذا المدرب في بانغي ثم في مراكش دليل قاطع على ضعف التقنيين الجزائريين، لكن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر وليس قدرا محتوما على الكرة الجزائرية ومثلما أنجبت الجزائر مدربين أكفاء مثل خالف ومخلوفي وسعدان وغيرهم في السبعينات والثمانينات يمكن أن تنجب الجزائر مدربين في المستوى شريطة أن يتم تنظيف مهنة التدريب من الإنتهازيين والبزناسية والخبزيست ،على حد قول قندوز، كما أنه يجب أن يستفيد مدربونا من رسكلة عالية المستوى، فليست دروس وشهادات بوعلام لاروم هي التي سترفع من مستواهم ،وعندما نشاهد تهافت رؤساء النوادي الجزائرية على التقنيين الأجانب فإن ذلك يستوجب علينا وضع نقطة نظام ونتساءل عن حقيقة مستوى مدربينا ولماذا لا تمنح الفرصة للمدرب الجزائري كي يزاول مهنته بكل حرية ودون ضغوطات كي يتمكن من تأدية دوره الفني في أحسن الظروف قبل تقييم مستواه ، فلا يمكن أن تستفيد الجزائرمن خبرة مدرب جزائري وهو نفسه يحرم من قيادة أكبر الفرق النشطة في المنافسة القارية مثلما حدث لبن شيخة الذي لم يعايش المنافسة الإفريقية بتاتا قبل توليه تدريب محلي الخضر، وبالتالي يفتقد أغلبية مدربينا في البطولة الى أدنى خبرة دولية تؤهلم للترشح لمنصب مدرب مساعد في الخضر. ولعل ما تعيشه الكرة الجزائرية على مر عشرين سنة نابع من هذا الخلل في التأطير، وإذاكان المنتخب الوطني رهين ما تقدمه لنا المدارس الفرنسية فإن الإطار الفني لو يستمر الأمرعلى هذا المنوال سيتحول هو الآخر خلال السنوات العشر القادمة الى إطارأجنبي ومن حسن الحظ أن الفاف حددت عدد الإجازات المخصصة للاعبين الأجانب وإلا لتحولت البطولة الجزائرية الى سوق للأفارقة.