بعد حوارنا مع عيسى ماندي، نفس الشيء حصل مع غيلاس، فقد توجه إلينا مباشرة ورفض الرد على الصحفيين الفرنسيين الذين طلبوا محاورته، مفضلا الكلام معنا وإعطاءنا كل الوقت قبل أن يتوجه نحوهم فيما بعد. غيلاس بدأ بتحية الإسلام أمام الجميع وقال لنا « السلام عليكم» بصوت عال بالرغم من أن القاعة كانت تعج بصحفيي ومراسلي جميع القنوات الفرنسية والعالمية، وبدأ بالرد أولا على أسئلة الخبر الرياضي وبربر تيفي. ما هو سبب تعثرك اليوم؟ كانت تنقصنا الفعالية في لقاء اليوم، فقد أتيحت لنا الكثير من الفرص في الشوط الأول وتحصلنا على ضربة جزاء وحوالي ثلاث فرص سانحة للتسجيل، كما أن المنافس عاد بقوة في الشوط الثاني . أظن بأننا لعبنا مباراة جيدة ونستحق على الأقل نتيجة التعادل، إلا أن الفعالية خانتنا في آخر المطاف. على ذكر الفعالية، لاحظنا بأنه وبعد دخولك كنت متحمسا وطلبت الكثير من الكرات بما أنك في لياقة جيدة.. أظن بأنني في لياقة جيدة في الآونة الأخيرة، ولكن ليست لدي الفرصة لكي أبدأ المباراة من بدايتها. فالمدرب يشركني فقط في الأشواط الثانية . وأنا أعمل من أجل العودة إلى مكانتي الأساسية في الفريق، بالرغم من أنني أظن بأن دخولي كان مفيدا للفريق بحيث أصبحنا نلعب أكثر بطريقة هجومية. هل خيار المدرب بوضعك على دكة البدلاء، هو خيار تكتيكي أو رياضي؟ يجب طرح السؤال على المدرب، فأنا لا أملك الإجابة على هذا السؤال بكل صراحة. ولكن كيف تعيش وضعيتك الحالية داخل المجموعة، خاصة وأنك من أكثر اللاعبين خبرة في الفريق؟ أنا أتحلى دائما بالروح الرياضية لذا أتقبل قرارات المدرب، بالرغم من أنني لست راضيا على وضعيتي الحالية. لذا أريد دائما الرد عليه فوق الميدان ومن خلال الدقائق القليلة التي أشارك فيها لكي يحس بأنه على خطأ من جهة، ومن جهة أخرى لمساعدة فريقي. دعنا نتكلم قليلا على المنتخب الجزائري، ما هو شعورك بعد التأهل إلى نهائيات كأس افريقيا؟ التأهل أمر جيد جدا، وهو أمر محتم على المنتخب بأن يتأهل إلى النهائيات، وقد تابعت اللقاءين الفاصلين على شاشة التلفزة. لدينا مجموعة جيدة ونستحق التأهل بكل جدارة واستحقاق وهذا أمر رائع للبلد. كيف عشت مباراة ليبيا من وراء شاشة التلفاز؟ كنت متحمسا لمنتخبنا، فقد كانت لدينا الفرصة من أجل التسجيل على مرتين في العشر دقائق الأولى من عمر المباراة، وما هو كان يحتم على الليبيين تسجيل أربعة أهداف من أجل التأهل، ثم سيرنا المقابلة بشكل جيد في الشوط الثاني. هل تظن بأن لديك مكانك في هاته المجموعة؟ أظن بأنه إن عدت إلى التسجيل مع نادي رامس فهذا يعني عودة الكلام عني ومن ثمة فإن المدرب سيستدعيني بطبيعة الحال. ما هو السبب حسب رأيك في إبعادك عن المنتخب مرة أخرى؟ بكل صراحة لا أعلم السبب، يجب طرح السؤال مرة أخرى على الناخب الوطني. ولكنه تم إبعادك في وقت سابق، ثم عدت بعد أن أديت مباريات جميلة مع ملعب رامس، ثم استبعدت مرة أخرى في المدة الأخيرة كيف تفسر الأمر؟ لم أفهم السبب الحقيقي بكل صراحة، أظن بأنها خيارات المدرب، ولم يقم أي أحد بإعطائي التفسيرات لذلك، هناك بعض المدربين الذين يعطون تفسيرات لخياراتهم وهناك من لا يقوم بذلك. لذا علي بالعمل الجدي والعودة بقوة من خلال التسجيل وذلك من أجل أن أعود إلى المنتخب. ولكن الناخب الوطني صرح لنا مباشرة بعد إبعادك قبل مباراة غامبيا بأنك لا تستطيع اللعب لوحدك كرأس حربة وبأنه يحبذ اللاعبين اللذين يستطيعون صنع الفارق لوحدهم، ما رأيك في هذا التفسير؟ « يتردد قليلا» أولا أنا لست مهاجما صريحا، والآن إذا كان صحيحا ما تقول فالمدرب حر في اختياراته وأنا أحترمها. هل تحلم بلعب الكان مع المنتخب؟ بالتأكيد، اللعب لمنتخبي بلادي أمر مشرف وقلبي هو الذي يتكلم في هذه الحالة. فأنا أعمل بجد من أجل أن أكون في القائمة التي ستمثل الجزائر والمدرب هو من يقرر في آخر المطاف. وإن لم تكن في القائمة، هل سيكون الأمر مؤثرا بالنسبة لك؟ بطبيعة الحال، فقد ضيعت كان 2010 والمونديال أيضا، بالرغم من أنني شاركت في التصفيات. رغم أنك كنت لاعبا مهما في التصفيات وشاركت في بعض اللقاءات، إلا أن إبعادك كان بطريقة غريبة ولم تشارك لا في الكان ولا في المونديال وعوضت بلاعبين لم يساهموا في تأهيل المنتخب، كيف عشت هذا الأمر؟ في الأول تقبلت اختيارات المدرب، ولكن بعدها كان الأمر صعبا علي، خاصة وأنني شاركت في التصفيات، شيء صعب لما تساهم في صنع الكعكة وفي الأخيرة لا تأكل منها، غير أنني كنت أول مناصر للمنتخب في النهائيات من وراء شاشة التلفزة وساندتهم من أعماق قلبي. على كل ما حدث من الماضي، الآن نحن في الحاضر، ولم يتبق سوى شهرين من أجل أن يعود الجميع للتحدث علي والعودة بعدها إلى صفوف المنتخب. ألم تكن قضية حملك للعلم القبائلي بعد التأهل إلى كأس العالم هي السبب الحقيقي وراء إبعادك في تلك الفترة؟ لا أعلم ذلك، قمت بذلك من دون أي خلفيات سياسية أو عرقية، ولا أعلم إن كان ذلك هو السبب الحقيقي في إبعادي في تلك الفترة. لأنني لم أتلق أي تفسيرات بعدها بالرغم من أن هناك الكثير من الشائعات التي تؤكد بأن ذلك هو السبب الحقيقي . وأؤكد مرة أخرى بأنني قمت بذلك من أجل تمرير تحية إلى جدي والمنطقة التي أنحدر منها. ما رأيك في عيسى ماندي بكل صراحة؟ أظن بأن ماندي هو مدافع جيد يجب استدعاؤه في أقرب وقت ممكن لتدعيم صفوف المنتخب، وأنا من جهتي أقوم كثيرا بالضغط عليه من أجل قبول الدعوة إن جاءته، وهو ينتظر دعوة الفيدرالية والناخب الوطني من أجل تدعيم صفوف المنتخب. وهل هو متحمس من أجل اللعب في صفوف المنتخب الجزائري؟ بطبيعة الحال هو جد متحمس ولا ينتظر سوى الدعوة من المنتخب من أجل المجيء. وهل قالها لك صراحة؟ أجل قالها لي، فنحن نتكلم كثيرا عن المنتخب خاصة مع اقتراب أي مباراة للخضر، وفي الحقيقة أنا متعجب من عدم استدعائه بالرغم من أنه يلعب أساسيا وفي الليغ1 وفي فريق يحتل مرتبة مريحة. كلمة أخيرة تحياتي إلى كل أفراد الشعب الجزائري وخاصة إلى جدي الذي يشاهدني باستمرار رفقة بقية أفراد عائلتي في بجاية وبالضبط من منطقة تالا حمزة.