تواصلت مفاجآت الكرة المستديرة وسحرها في بطولة كأس إفريقيا للأمم في نسختها الثامنة التي أقيمت في ال23 من شهر فيفري سنة 1972، أين نزلت ضيفة على بلاد “الأسود غير المروضة” الكاميرون، والتي سجلت ثاني مشاركة لها من خلال هذه البطولة بعد الأولى سنة 1970، حيث نجحت في نيل شرف تنظيم نسختها الثامنة التي شهدت مرة أخرى تسجيل بطل جديد للعرش الإفريقي في القارة السمراء. 24 بلدا شاركوا في التصفيات من أجل ست تأشيرات مؤهلة للبطولة عرفت كأس إفريقيا للأمم مع مرور كل دورة من منافساتها زيادة في عدد البلدان التي أبدت نيتها في المشاركة بالتصفيات المؤهلة للبطولة، حيث ولأول مرة بلغ عدد المنتخبات التي شاركت في تصفيات دورة الكاميرون 24 منتخبا أغلبها شارك في إقصائيات الدورات السابقة لهذه البطولة، فارتأى الاتحاد الإفريقي هذه المرة العودة إلى نظام خروج المهزوم من التصفيات من دون تقسيم المنتخبات إلى مجموعات وذلك من خلال إجراء دورين، يتأهل 12 منتخبا من أصل 24 في الدور الأول ثم ستة منتخبات من الدور الثاني. المرحلة التصفوية عرفت مفاجآت بالجملة شهدت مرحلة التصفيات لهذه الدورة مفاجآت كبيرة، تمثلت في إقصاء منتخبات لطالما كانت رقما مهما في نهائيات الكأس الإفريقية، على غرار كل من منتخبي مصر وغانا، اللذين يملك كل منهما لقبين إلى غاية دورة 1972، حيث أقصي كلاهما في الدور التصفوي الثاني من طرف كل من المنتخب المغربي الذي تأهل على حساب الجزائر في الدور الأول بالنسبة “للفراعنة”، والطوغو بالنسبة لل”بلاك ستارز”، كما أقصي المنتخب الإيفواري من طرف الكونغو صاحب المفاجأة في هذه الدورة. الدورة شهدت مشاركة أربعة منتخبات لأول مرة في تاريخها أفضت التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا التي أقيمت بالكاميرون إلى تأهل كل من منتخبات كينيا والزائير (جمهورية الكونغو الديمقراطية)، بالإضافة إلى أربعة بلدان تشارك لأول مرة في تاريخها في هذه البطولة وهي كل من منتخبات مالي، المغرب، والطوغو وأخيرا منتخب جمهورية الكونغو ( كونغو برازافيل سابقا). البلد المنظم خصص ملعبين لاستضافة البطولة بعد أن اقتطع كل من منتخبي الكاميرون والسودان أولى التأشيرات المؤهلة لهذه البطولة، الأول كمنظم والثاني كحامل للقب، وبعد أن حددت الست دول المعنية بالمشاركة بهذه المنافسة، خصص البلد المنظم ملعبين تم تحضيرهما خصيصا لهذه الدورة من أجل استضافة العرس القاري، الأول ملعب “ياوندي” المتواجد بالعاصمة السياسية لدولة الكاميرون الذي تم بناؤه عام 1971 والذي تبلغ طاقة استيعابه حوالي 38 ألف متفرج، والثاني ملعب “دوالا” الذي شهد هو الآخر إعادة تهيئته من جديد وذلك من أجل ضمان دورة ناجحة بأتم معنى الكلمة. الكاميرون تسيدت المجموعة الأولى وتأهلت رفقة مالي الذي حل ثانيا ضمت المجموعة الأولى كلا من منتخب الكاميرون مضيف الدورة إلى جانب مالي، بإضافة إلى كينيا وأخيرا منتخب الطوغو، ولم تحمل هاته المجموعة أي مفاجآت بخصوص المتأهلين للدور نصف النهائي، بعدما حسمت الأمور بمرور صاحب الأرض الذي تصدر المجموعة بخمس نقاط من فوزين وتعادل، بينما حل المنتخب المالي ثانيا برصيد ثلاث نقاط من ثلاثة تعادلات، ويقصى بذلك كل من المنتخب الكيني والطوغولي اللذين حلا ثالث ورابع المجموعة الأولى برصيد نقطتين لكل منهما. الزائير والكونغو يتأهلان وإقصاء حامل اللقب يصنع الحدث على عكس المجموعة الأولى حملت مجموعة حامل اللقب المنتخب السوداني مفاجأة كبيرة، تمثلت في إقصاء هذا الأخير من هذه البطولة في الدور الأول، حيث حقق كل من منتخبي الزائير وجمهورية الكونغو مفاجأة هذه المجموعة بتأهلهما إلى نصف نهائي دورة الكاميرون، باحتلال الأول لصدارة المجموعة برصيد أربع نقاط من فوز وتعادلين والثاني بثلاث نقاط من فوز وتعادل، يذكر أن هذا الأخير تساوى في عدد النقاط مع المنتخب المغربي لكن أفضلية الأهداف كانت لصالحه، أما بالنسبة للمنتخب المغربي فباحتلاله المركز الثالث سجل “أسود الأطلس” بذلك مشاركة مشرفة في هذه الدورة باعتبارها الأولى له في تاريخه. “الشياطين الحمر” تصنع الحدث من جديد وتطيح بصاحب الأرض أقيمت المباراة الأولى من الدور نصف النهائي من كأس إفريقيا للأمم في الثاني من شهر مارس عام 1972، وهي المواجهة التي شهدها الملعب الجديد للعاصمة السياسية للكاميرون “ياوندي”، بين المنتخب المنظم الملقب ب”الأسود غير المروضة” ونظيره جمهورية الكونغو الذي أعتبر مفاجأة هذه الدورة، حيث روضت “الشياطين الحمر” أسود الكاميرون على أرضها وأمام أكثر من 33 ألف متفرج شهدوا إقصاء منتخبهم بهدف وحيد سجل في الشوط الأول من المباراة وقعه المهاجم نويل مينغا في الدقيقة ال31، وهو الحدث الذي سمح للشياطين بتنشيط نهائي بطولة عام 1972. “نسور مالي” حلقت عاليا على حساب الزائير في المباراة الثانية بخصوص المواجهة الثانية للدور ما قبل نهائي من كأس إفريقيا 1972، والتي جمعت منتخب الكونغو الديمقراطية (الزائير) مع نظيره المالي، والتي شهدت إثارة كبيرة بين المنتخبين، حسمت أطوارها في الوقت بدل الضائع من المباراة بنتيجة أربعة أهداف مقابل ثلاثة، أين حلقت “النسور المالية” عاليا على حساب “الفهود الكونغولية” لتتأهل للدور النهائي وتلحق ب”الشياطين الحمر” ويكون أول نهائي يتأهل فيه بلدان يشاركان لأول مرة في هذه البطولة. الكونغو يحسم النهائي في مواجهة عرفت تسجيل خمسة أهداف كاملة لعبت مباراة نهائي كأس إفريقيا للأمم دورة “ياوندي 1972″ في الخامس من شهر مارس بملعب العاصمة الجديد، حيث شهدت تتويج منتخب “الشياطين الحمر”بالعرش القاري على حساب مالي، بعد أن فاز عليه بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، في مواجهة تألق فيها المهاجم “مايكل مبومو” الذي وقع ثنائية لصالح فريقه، الأمر الذي منح أفضلية لزملائه في تسيير المواجهة بأريحية لحين انتهائها، وفي مواجهة تحديد المركز الثالث فازت الأسود الكاميرونية على الزائير بنتيجة خمسة أهداف لهدفين سجلت جميعها في الشوط الأول. البطولة شهدت هدافا جديدا في تاريخ الكأس القارية نال مهاجم المنتخب المالي ونادي رين الفرنسي في ذلك الوقت “فنتامدي كايتا”، لقب هداف الطبعة الثامنة من المنافسات النهائية لكأس أمم إفريقيا بتسجيله لخمسة أهداف، كان أبرزها الهدف الذي أحرزه على شباك منتخب الزائير في الوقت القاتل من الدور نصف النهائي.