تم أول أمس، بولاية تنمراست، التوقيع على بروتوكول اتفاق بين المتعاملين السياحيين المحليين وممثلين عن الخدمات الاجتماعية لعدة قطاعات، تقضي بإعطاء دفع قوي للسياحة بمناطق الجنوب. وأشرف على التوقيع وزير السياحة والصناعات التقليدية، محمد لمين حاج سعيد، بحضور ممثلين عن الخدمات الاجتماعية لقطاعات التربية والموارد المائية وتكنولوجيات الاعلام والاتصال وكذا مؤسسة سونلغاز، إلى جانب متعاملين آخرين في مجال النقل الجوي. ودعا الوزير ممثلي الخدمات الاجتماعية الى وضع دلائل يتم من خلالها التعريف بالمنتوجات السياحية المتوفرة حتى يتسنى للعائلات الجزائرية الاطلاع على أهم المقاصد السياحية الموجودة واختيار المقصد الذي يناسبها. كما حث وكالات السياحة والأسفار على العمل من أجل تنويع المنتوج السياحي تلبية لرغبات الزبائن وتقديم أسعار تنافسية لدعم السياحة الداخلية. وخلال تواجده بولاية تمنراست، حيث دشن المدرسة النموذجية للنحت على الأحجار الكريمة، أكد الوزير أن هذه المدرسة مؤهلة لأن تصبح قطبا رائدا في هذا المجال. ودعا السيد أمين حاج سعيد في ذات السياق مسؤولي هذه المدرسة إلى ضرورة الاستفادة من الخبرة البرازيلية في مجال نقل المعارف والخبرات المختلفة ذات الصلة بالنحت على الأحجار الكريمة. للإشارة، أنشئت هذه المدرسة النموذجية في إطار التعاون بين الجزائر والبرازيل وتتواجد حاليا بمقر الديوان الوطني للبحث المنجمي والجيولوجي بحي قطع الواد بمدينة تمنراست. وسيضمن هذا الهيكل تكوينا في أربعة مقاييس ويتعلق الأمر بالنحت على الأحجار الكريمة والحلي التقليدية والتذويب والتصميم، حيث سيتم تكوين 54 مكونا وفدوا من ولايات تمنراست وباتنة وتيزي وزو لفترة 18 شهرا. وجاء اختيار ولاية تمنراست لإنشاء هذه المدرسة لعدة اعتبارات أهمها كونها منطقة تتوفر على قدرات محلية معتبرة من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة، بالإضافة إلى تواجد عدد هام من الحرفيين في مجال صناعة الحلي التقليدية. وسيتم تزويد هؤلاء الحرفيين مستقبلا بكل المعارف والخبرات الضرورية ذات الصلة بالنحت على الأحجار الكريمة من قبل المكونين، وهو ما يضمن مستقبلا تكوين شباب المنطقة في مجال صناعة الحلي التقليدية الممزوجة بالأحجار الكريمة. وخلال زيارته للولاية، تفقد وزير السياحة والصناعات التقليدية الموقع الجديد لمنطقة التوسع السياحي المتواجد بالقرب من مطار تمنراست والذي يتربع على مساحة تفوق 290 هكتارا. وهناك حث على ضرورة احترام خصوصيات المنطقة المعمارية والاجتماعية في إنجاز القرية السياحية. كما اطلع الوزير على نشاط دار الصناعة التقليدية بالأهقار، حيث قدم له عرض حول هيكلة الحرفيين بالولاية، قبل أن يتبادل أطراف الحديث مع عدد من حرفيي الصناعة التقليدية بالمنطقة والذي تمحور حول سبل تطوير منظومة الإنتاج المحلي للحلي التقليدية. وبعد تفقده لمشروع المقر الجديد لمديرية القطاع، عاين الوزير مخيم "أهاكيت" التابع لأحد المستثمرين الخواص قبل أن يتفقد مخيم "أزلاي" التابع لإحدى وكالات السياحة والأسفار بالمنطقة. من جانبها، سطرت المؤسسة الوطنية الجزائرية للسياحة (أونات) برنامجا خاصا من شأنه إعطاء دفع قوي للسياحة الصحراوية، حسب مديرها العام محمد الشريف سلاطنية الذي رافق الوزير في هذه الزيارة. وأوضح على هامشها أن هذا البرنامج يهدف إلى "ترقية السياحة الصحراوية بصفة عامة والداخلية بصفة خاصة". وتتكفل "أونات" في إطار هذا البرنامج بإرسال سياح وطنيين إلى مناطق الجنوب لاسيما منطقة الطاسيلي في الجنوب الكبير بالاضافة إلى توجيه اهتمام الجزائريين لمنطقة الجنوب قصد اكتشافها والتمتع بجمال طبيعتها الفريدة من نوعها وتراثها الأثري والثقافي والحضاري الإنساني. في هذا الصدد، أكد سلاطنية أنه "لا يمكن إعادة بناء مقصد سياحي جزائري حقيقي دون إعطاء دفع قوي للسياحة الداخلية"، داعيا إلى "تحسين الخدمات السياحية وعرض أسعار تنافسية للمنتوج وتنويع المقاصد السياحية". وكشف أن مؤسسة "أونات" ستنظم، ابتداء من 16 نوفمبر الجاري خرجات سياحية إلى ولايات الجنوب وهذا بالشراكة مع مصلحة الخدمات الاجتماعية لسوناطراك، تدوم على مدار السنة ويستفيد منها في المرحلة الأولى 300 شخص موزعين على أفواج يتشكل كل فوج من 60 شخصا نحو مناطق الجنوب. كما خصصت المؤسسة برنامجا آخر للاحتفال بالسنة الجديدة تتمثل في خرجات إلى مختلف المقاصد السياحية في الوطن وسيستفيد منها حوالي 1000 شخص. وبخصوص الاستثمار السياحي، ذكر أن "أونات" تتوفر على مخيم خاص بالعطل بمنطقة جانت وتعمل على تسطير برنامج لاعادة تهيئته استجابة لطلبات الزبائن. كما سطرت برنامجا استثماريا لانجاز مخيم سياحي بتميمون وكذلك إنجاز مخيم صيفي بمنطقة بجاية لاستغلاله في موسم الاصطياف وعطل نهاية الأسبوع.