دعا وزير النقل، السيد عمار غول، مؤسسة الخطوط الجوية الجزائرية إلى بذل المزيد من الجهود لاستعادة مكانتها في السوق الجزائرية، لاسيما من ناحية العمل على تحسين نوعية الخدمات لفائدة الزبائن، قصد النهوض بهذه الشركة العريقة. ملحا على فتح خطوط جوية نحو إفريقيا انطلاقا من مطارات الجنوب، وفتح خطوط دولية جديدة من الولايات الداخلية. وأوضح السيد غول خلال إشرافه، أمس، على فعاليات الندوة السنوية للخطوط الجوية الجزائرية التي أقيمت بنادي "الجيش" ببني مسوس (الجزائر العاصمة)، أن "الجوية" الجزائرية مدعوة أكثر من أي وقت مضى للعودة إلى المنافسة القوية وخوض المعركة التجارية خاصة فيما يتعلق بتخفيض الأسعار وإعادة الاعتبار لتحسين نوعية الخدمات المقدمة للزبائن التي لا تزال في حاجة إلى مراجعة وتقييم شامل للمضي قدما نحو التحسّن. وأضاف الوزير أنّ هناك عدّة نقائص تميّز القطاع وهذا رغم المؤشرات الواعدة التي تم تحقيقها خلال العامين المنصرمين 2012 و2013. مشيرا إلى تسجيل تأخر في مواعيد انطلاق ووصول الرحلات ونوعية الاستقبال، إلى جانب بعض الممارسات غير الأخلاقية كسرقة الأمتعة، داعيا كافة المعنيين بالقطاع إلى ضرورة توحيد جهودهم للقضاء على مثل هذه السلوكات السلبية التي شوّهت صورة المؤسسة. واقترح المسؤول، بالمناسبة، ميثاقا لتحسين الخدمة والالتزام نحو الزبائن الذين يعتبرون أساس رأسمال الشركة، مركزا على وجوب تحسين صورة الشركة وتسويق خدمات مثالية تتماشى مع المكانة التي تحتلها على المستوى الداخلي والخارجي. وأوصى مقابل ذلك، بإعادة بعث خطوط النقل الجوي نحو إفريقيا انطلاقا من مطارات الجنوب وفتح خطوط دولية جديدة مباشرة من الولايات الداخلية. مؤكدا أنه يتعين على الشركة استغلال مطارات الجنوب بصفة ناجعة لاسيما من خلال إعادة بعث خطوط النقل الجوي نحو الدول الإفريقية. ودعا الوزير إلى التفكير في إنشاء شركات مختلطة جزائرية-أجنبية مختصة في نقل البضائع عبر الجو، مشددا على أهمية الاهتمام بهذا النشاط ذي البعد الاقتصادي الهام وألح على ضرورة تحسين الخدمة واستقبال المسافرين من أجل مواكبة التنافسية التي ستعرفها الجزائر في مجال النقل الجوي مستقبلا وهذا تطبيقا لتوصيات المجلس الوزاري المشترك الأخير. وشدد على وجوب احترام أوقات الرحلات الجوية للوصول إلى الانضباط المطلوب تماشيا مع المعايير الدولية، مطالبا بأن تكون نوعية الخدمة هدفا أساسيا للشركة. ومن جهة أخرى، اقترح وزير النقل بفتح مجال النقل الجوي أمام شركة طيران الطاسيلي لتلبية النقص الحاصل باعتبارها مؤسسة وطنية. داعيا إلى الاهتمام أكثر بتكوين الإطارات والموظفين باعتبارهم أساس الاستثمار وتحقيق التنمية الشاملة. وبدوره، أكد الرئيس المدير العام لمؤسسة الخطوط الجوية الجزائرية، محمد الصالح بولطيف، ضرورة تغيير استراتيجية سير المؤسسة بالتوجّه نحو الاستثمار أكثر في الموارد البشرية والإطارات الكفأة، لإعادة بعث الجوية الجزائرية من جديد وجعلها في قلب الحركية التنافسية على المستوى العالمي. وفيما يتعلق بالطلبات الكبيرة والمتزايدة على خدمات الخطوط الجوية خاصة مع موسم الاصطياف المتزامن هذه السنة مع شهر رمضان المبارك وموسم الحج والعمرة، أشار المتحدث إلى اللجوء لتحسين العروض الشاملة بنسبة تفوق 11 بالمائة، وذلك من أجل تدارك هذه الطلبات المتزايدة بشكل مثالي. معلنا عن الرفع من الخدمات إلى 12 بالمائة فيما يخص شبكة الرحلات الدولية وأزيد من 10 بالمائة على مستوى الشبكة الداخلية. بالإضافة إلى برمجة رحلات جوية إضافية بشكل استثنائي خلال هذه الفترة التي تشهد تزايدا كبيرا في الطلب على السفر. في السياق، كشف بولطيف عن زيادة عدد المسافرين الذين اختاروا الخطوط الجوية الجزائرية بنسبة تفوق 14 بالمائة خلال الأشهر الأولى من السنة الجارية 2014، الأمر الذي سمح لها بالرفع من حصتها في السوق لما يقارب ال50 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية. موضحا أن نشاط الشركة قد فاق 1.3 مليون دولار في الفترة من جانفي إلى أفريل من السنة المذكورة، بتسجيل ارتفاع قدّر ب13.61 بالمائة. وللإشارة، فقد عرفت الشبكة الدولية للشركة خلال السنة الماضية 2013 ارتفاعا بنسبة 17.76 بالمائة، مع تحسّن ملحوظ في نسبة الامتلاء التي انتقلت من 60 بالمائة إلى 62 بالمائة خلال السنة المذكورة. وسجّل هذا الارتفاع الملحوظ بالأخص على مستوى شبكة إفريقيا التي عرفت تضاعفا في حركية النقل بلغت 31815 مسافرا مع نهاية شهر أفريل 2013، بعدما سجلت في السابق 15359 مسافرا نهاية أفريل 2012. كما عرفت الشبكة الداخلية ارتفاعا قدّر ب6.85 بالمائة مع انتقال نسبة الامتلاء إلى 66.7 بالمائة بعدما كانت في السابق تقدر ب61.5 بالمائة. وبلغت حصة الجوية الجزائرية من السوق 49.05 بالمائة مقابل 47.44 بالمائة خلال نفس الفترة من سنة 2012، حيث تسعى الشركة إلى الرفع من قدرة نقلها إلى أزيد من 5 ملايين مسافر في السنوات القادمة، في إطار الاستراتيجية الجديدة المسطرة في الميدان. وتسعى الخطوط الجوية الجزائرية إلى تعزيز أسطولها الجوي باقتناء 14 طائرة جديدة، على إثر توقيعها لثلاثة عقود بقيمة 60 مليار دينار مع شركات بوينغ وايرباس و"أ ت ر". ويتعلق الأمر ب08 طائرات بوينغ 737/800 ذات 150 مقعدا و03 طائرات ايرباس أ330/200 ب250 مقعدا و03 "أ ت ر" 72/600 ب70 مقعدا، حيث سيتم تسليم هذه الطائرات بين سبتمبر 2014 ونهاية سنة 2016، حسبما نصت عليه الاتفاقات التي وقعت بالأحرف الأولى، وسيرتفع أسطول الشركة بحكم هذه الاتفاقات إلى 59 طائرة.