خلافا لما كان متوقعا، استقرت أسعار اللحوم الحمراء بالمذبح البلدي لحسين داي في حدود 1200و1300 دج للحم الغنم وبين 900 و800 دج للحم البقر، وحسب شهادات التجار، فإن الإقبال الضعيف للمواطنين خلال اليوم الأول من شهر رمضان أثر على أسعار السوق وهو ما أجبرهم على تخفيض الأسعار لتسويق كل بضاعتهم قبل منتصف النهار، بالمقابل تم بيع كل أحشاء الماشية والكبد في ساعات مبكرة من نهار أمس، بعد أن بلغت أسعارها مستويات قياسية بالنظر إلى الطلب الكبير عليها من طرف المواطنين، مع العلم أن المذبح البلدي استقبل يوم أمس ألفي رأس غنم وبقر. وكانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا عندما وصلنا إلى باب المذبح البلدي لحسين داي، الذي يعتبر الممون الرئيسي لسوق اللحوم الحمراء بالعاصمة، الكل كان يتوقع أننا زبائن ليتقربوا منا الواحد تلو الآخر لعرض منتوجهم والتباهي بنوعيته الجيدة كونه تم جلبه من ولايات الجلفة، المدية وعين الدفلى. أول تاجر تقرب منا عرض علينا منتوجه بسعر 1200 دج ليؤكد أن الماشية التي ذبحت على الساعة الخامسة من مساء أول أمس تم جلبها من منطقة قصر البخاري وقد كانت تتغذي بالشعير. وعليه فإن نوعية اللحم جيدة، في حين عرض علينا شاب آخر كانت علامات التعب بادية على وجهه منتوجا آخر بسعر 1250 دج، وعن سبب اختلاف الأسعار رد علينا التاجر أن كل واحد منهم يشتري رؤوس الماشية من عند وسطاء يقومون هم كذلك بشراء رؤوس الغنم من عند الموالين. وعن سبب قلة عدد الوافدين على المذبح في أول يوم من شهر رمضان المبارك، أرجع بعض التجار الأمر إلى ثقافة المستهلك الذي تعود على اقتناء مستلزماته من اللحوم الحمراء قبل شهر رمضان، وهو ما جعل الأسعار ترتفع خلال الأيام الفارطة، غير أن قلة الطلب نهار أمس أثرت على الأسعار وأجبرت التجار على تخفيضها حتى يتمكنوا من بيع كل المنتوج. وبخصوص سعر لحم البقر، تطرق التجار مرة أخرى إلى عادات المستهلك الجزائري الذي يفضل اقتناء لحم الغنم في هذا الشهر الكريم رغم بعض المشاكل الصحية التي قد يتعرض لها والتي تخص ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم بسبب الدهون، وعليه فقد سجل انخفاض في عدد رؤوس البقر التي تنحر بالمذبح مع تباين في أسعار الكيلوغرام الواحد بين 900 و800 دج وذلك حسب طلب الزبون. من جهة أخرى، حددت أسعار اللحوم المخصصة للجزارين في سقف 1300 دج بالنظر إلى نوعيتها ومهنية الجزار في كيفية تقطيع الشاة وبيعها على شكل حصص كل واحدة بسعر معين، لتبقي أحشاء الماشية هي الأكثر طلبا في هذه المواسم حسب تجار المذبح البلدي، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الكبد سقف 2200 دج. من جهتهم، رفع الجزارون من أسعار اللحوم الحمراء المعروضة للبيع في أول يوم من الشهر الفضيل لتصل إلى 1500 دج وارتفعت في بعض الحالات إلى 1800 عندما يتعلق الأمر بلحم الكتف والفخذ، غير أن تغير ثقافة المستهلك جعلت العديد من محلات القصابة خالية من الزبائن ماعدا تلك التي تقع في أحياء شعبية واستغلت الموقف لتعرض منتجاتها بأسعار تنافسية لا تختلف عن أسعار المنتجات المعروضة للبيع في المذبح البلدي، ويرجع أصحاب هذه المحلات سبب انخفاض أسعار المنتجات المعروضة لكونها لا تمر عبر وسطاء.