تمت التحضيرات التي كانت قد انطلقت منذ مدة لتحضير الطبعة السادسة والثلاثين من مهرجان تيمقاد الدولي لتنطلق الفعاليات في الثاني من شهر أوت، حيث سيتم في طبعة هذه السنة استغلال الإمكانيات السياحية للمنطقة التي استفادت من مشاريع مهمة على غرار حديقة التسلية بجرمة التي تمتد على مساحة 25 هكتارا وفتحت أبوابها لسكان المنطقة وبعض الولايات المجاورة لتتّخذ منها مكانا للراحة والتسلية وتعرف حاليا إقبالا كبيرا من طرف العائلات . من جهة أخرى، حرص المنظمون على إشراك عدّة قطاعات لمواكبة هذا الحدث السنوي الذي أصبح تقليدا هاما وبالتالي جنّدت عدة دوائر منها عين جاسر، المعذر، تازولت وتيمقاد وقد أوشكت التحضيرات المادية على نهايتها وشملت العمليات عبر هذه الدوائر تزيين المحيط وتنظيف الطرقات وتنظيم إشارات المرور وتكثيف الإنارة العمومية انطلاقا من مطار باتنة الدولي إلى مدخل مدينة ثاموقادي لؤلؤة الأوراس التي استعادت صورتها الجميلة لتقدّم بها محاسنها وتراثها العريق وتاريخها الحافل الذي سجّل تعاقب الحضارات من رومانية وبيزنطية وإسلامية. خلال زيارتها لمسرح الهواء الطلق الذي سيحتضن الفعاليات، وقفت "المساء" على الأشغال والتحضيرات الجارية منها نصب المنصة وعمليات توصيل الكهرباء والماء، وأكّد المشرفون على العملية على تحسين المشهد العام للفعاليات مع الأخذ بعين الاعتبار عمليات ترميم المسرح وإضفاء جماليات، خاصة أثناء العروض. من جهة أخرى، يشهد ركح المسرح الجديد المحاذي للمدينة الأثرية عمليات لدعم الإنارة العمومية داخل المسرح وتحصينه بدروع واقية فضلا عن التعديلات السينوغرافية للمنصة وحسبما أوضحه مسؤولون بالقطاع الثقافي فإنّ الركح سيكون جاهزا قبل انطلاق المهرجان. وما يميّز طبعة هذه السنة أيضا، حسب النائب المكلّف بالشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية لبلدية باتنة، السيدة عتيقة بوعكاز البرنامج الثقافي الحافل الذي سطرته لجنة الشؤون الاجتماعية الثقافية والبلدية لبلدية باتنة وذلك على مدار 29 يوما من ضمنه نشاطات ثقافية وفنية جوارية تتزامن وفعاليات الطبعة. وبعيدا عن أجواء مسرح تيمقاد تقوم دائرة المعذر بعمليات مكثفة لتزيين المدينة التي تحوّلت في المدة الأخيرة بفضل برامج التهيئة العمرانية إلى تحفة فنية مزجت بين العمران وحضارة المنطقة بفضل فناني المنطقة الذين كرسوا بريشتهم ومنحوتاتهم عند مدخل المدينة وبداخلها تقاليد المنطقة وأبرزوا جوانب مهمة في تاريخها كذلك كان الشأن بالمدينة الأثرية، وبالمناسبة أجمع فنانو ومثقفو الولاية على ضرورة استغلال مهرجان تيمقاد الدولي واستثماره سياحيا واقتصاديا من خلال توفير واستغلال المرافق السياحية التي تعزّزت بها المنطقة على غرار حديقة التسلية وميدان الفروسية بجرمة والقطب الجامعي الجديد بفسديس ومشروع إعادة ترميم ضريح مدغاسن النوميدي. للتذكير، شهد المهرجان تطوّرا ملحوظا ليصبح من التظاهرات الفنية الهامة، كما أصبح في السنوات الأخيرة محل اهتمام كبير من طرف الوصاية قصد الارتقاء به نحو مزيد من الاحترافية الفعلية وكذا تثمين تاريخ المنطقة من خلاله، خاصة بالمدينة الأثرية التي تتوفر لوحدها على أكثر من 48 موقعا أثريا. وتعود الذاكرة لتقف عند جهود من أسّسوا هذا المهرجان سنة 1968 لتتوالى الطبعات التي جمعت في البدء الفرق الشعبية ذات الفن الأصيل من كل ربوع العالم، ويتذكّر المهرجان مؤسّسيه من أمثال المرحوم بلقاسم حمديكن، مصطفاي كمال، بن حسين محمود، عوبيد إبراهيم، مكاحلي الطيب، شيخي عبد الرزاق، جمعي لزهر، عامر رشيد، معرف عمار، عياش كمال، هوارة محمد، عبد الصمد محمد الصالح، الهاشمي سعيداني، ابن سليمان رشيد، ابن مدور عبد الوهاب والمرحوم مذكور عمر، بومجان علي، عيساوي صالح، سعيدي بشير، حصروري مدني، شريف محمود، إسماعيل محمد وسعيدي علي. وسيضمن المهرجان لجمهوره الواسع الفرجة والذوق الراقي وستتحوّل مدرجاته إلى مسرح للإبداع والعطاء والجمال وسيشجّع على إنعاش المخيلة لتتشبع بالفن وتسافر عبر تاريخ الموقع كي تصل إلى الإمبراطور ترايانس شنة الذي وفّر لهذا الجمهور هذا الفضاء الجميل.