أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد عبد المالك بوضياف، استعداد الجزائر لاستقبال ضحايا الغزو الإسرائيلي من مصابين وجرحى بالمستشفيات الوطنية، مع تقديم مساعدات أخرى للشعب الفلسطيني بقطاع غزة، وذلك خلال استقباله أول أمس السفير الفلسطينيبالجزائر السيد لؤي محمد عيسى. ومن جهته، وصف السفير الفلسطيني تضامن الجزائر مع شعبه ب«المسألة الطبيعية جدا من هذا البلد المناضل"، مشيرا إلى أنه ناقش مع السيد بوضياف، الوضع في فلسطين وبالتحديد بقطاع غزة والحالة اللاإنسانية المسجلة هناك بسبب التقتيل والتعذيب الممارس في حق الأبرياء العزل. وثمّن السيد لؤي محمد، استعداد الجزائر لمساعدة الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أنه قدم لوزير الصحة، احتياجات سكان غزة السريعة من سيارات إسعاف والتكفل بالجرحى ومسائل أخرى. ومازال الدعم الرسمي والشعبي مع أهالي غزة متواصلا، حيث وقف الجزائريون، أول أمس، في حدود منتصف النهار دقيقة صمت تضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان صهيوني همجي، كما تم التوقف عن العمل لمدة خمس دقائق عبر جميع أنحاء الوطن ترحما على أرواح الضحايا. فبوزارة الثقافة وقف العمال وعلى رأسهم السيدة نادية لعبيدي، التي كانت مرفوقة برئيس المجلس الأعلى للغة العربية، السيد عز الدين ميهوبي، ورئيس المحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، دقيقة صمت ترحما على شهداء غزة لتتبع بخمس دقائق توقف عن العمل. كما تميّزت الوقفة التضامنية بتقديم مداخلات من قبل وزيرة الثقافة، وبعض المثقفين عبّروا خلالها عن استيائهم للمجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني. كما كانت شوارع العاصمة أول أمس، أقل حركة في حدود منتصف النهار، بسبب التزام المواطنين بدقيقة الصمت، في حين أطلقت صفارات الإنذار بميناء الجزائر، كما اجتمع العديد من الشباب أمام القباضة الرئيسية لبريد الجزائر حاملين الرايتين الجزائريةوالفلسطينية ولافتات كتب عليها "كلنا غزة". ووقف المارة يشاهدون بنوع من الاعتزاز صور التضامن مع أهالي غزة، وأعربوا في نفس الوقت عن استيائهم الكبير للتغطية الإعلامية للقنوات الأوروبية التي تصور الإسرائيليين على أنهم ضحايا. من جهة أخرى التزم عمال البنوك والإدارات العمومية والخاصة على مستوى البريد المركزي، إضافة إلى وكالة الأنباء الجزائرية بدقيقة الصمت مع التوقف عن العمل لمدة خمس دقائق ترحما على أرواح ضحايا العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني. وهو ما تم تسجيله أيضا بعدة مناطق من الوطن، كما هو الشأن لولايتي سكيكدة ووهران، حيث عبّر المواطنون عن دعمهم الكامل واللامشروط لأبناء غزة. وبدار الشباب لمدينة خميستي بولاية تيسمسيلت، نظم معرض في إطار التضامن مع سكان قطاع غزة، حيث ذكرت مديرة هذه المؤسسة الشبانية السيدة شرماط فاطمة، أن هذا المعرض يتضمن عرضا لمجموعة من الصور الفوتوغرافية التي تسلّط الضوء على جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. من جهة أخرى، دعا رئيس جمعية الإصلاح والإرشاد نصر الدين حزام، أمس، بالجزائر العاصمة، كل فعاليات المجتمع المدني إلى المساهمة في إنجاح الحملة التضامنية التي باشرتها الجمعية لدعم سكان غزة الذين يتعرضون لاعتداء وحشي من طرف الاحتلال الإسرائيلي. وقال السيد حزام، في ندوة صحفية نشطها بمقر الجمعية أن كل فعاليات وشرائح المجتمع الجزائري مدعوة للمشاركة في الحملة التضامنية الخاصة بجمع المساعدات الإنسانية والطبية المخصصة لسكان قطاع غزة، مشيرا إلى أن هذه الحملة التضامنية "تتم بالتنسيق والتعاون مع مختلف الهيئات والجمعيات الوطنية". وفي هذا الإطار، شدد السيد حزام على ضرورة التنسيق من أجل إيصال المساعدات الإنسانية لسكان غزة، مشيدا بموقف الجزائر الداعم للقضية الفلسطينية والذي يدل كما قال على وفاء الجزائر لالتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني ولمبادئها الراسخة في مناصرة الشعوب المظلومة". يذكر أن الجزائر قد جددت في عدة مناسبات وقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية، ويتجلى ذلك من خلال المساعدات التي تقدمها للشعب الفلسطيني وكذا في مساعي ديبلوماسيتها لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، قد تحادث يوم الأربعاء، مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي وأمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، حول الوضع في غزة، حيث تطرق معهما إلى إمكانيات القيام بعمل عربي مشترك مكثف من أجل حمل المجموعة الدولية على التحرك لوقف عاجل للعدوان الإسرائيلي على غزة، وكذا تضامن عربي أكبر مع فلسطينييغزة". كما قرر من جهة أخرى تقديم إعانة مالية لفلسطين لاسيما لغزة بقيمة 25 مليون دولار.