تحدث المكلف بالاتصال للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، السيد فيصل مطاوي ل "المساء"، عن جديد الطبعة التاسعة لهذه الفعاليات التي ستقام في الفترة الممتدة من 28 أوت إلى 8 سبتمبر، وعن طموح المحافظة الجديدة في تحسين ما أُنجز سابقا تطبيقا لسياسة "المواصلة لا القطيعة ولكن نحو الأفضل". وفي هذا السياق، ذكر مطاوي أن المهرجان سيعود إلى أصله المتمثل في عرض المسرحيات الجزائرية ويتنصل من مهمة احتضان العروض الأجنبية، مثلما كان عليه الحال في الطبعات السابقة، موّضحا أن هذا النمط من المسرحيات هو من اختصاص المهرجان الدولي للمسرح الذي تحتضنه بجاية نهاية أكتوبر المقبل. وأضاف مطاوي أنه ومع ذلك فلن يدير المسرح المحترف ظهره أمام العروض الآتية من خارج البلد، بل قرر أن يستضيف في كل طبعة مسرحية غير جزائرية في إطار ما يسمى ب "العرض الضيف"، وهذه المرة سيكون مسرح الطليعة المصري ضيف الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف لما لبلد الأهرامات من بادرة في الفن الرابع العربي، وتوقف المتحدث عند نقطة الإمكانيات المادية الموّفرة للمهرجان، التي قال بأنها تراجعت مقارنة بما كانت عليه في الطبعات السابقة، وهو ما شكل عائقا بالنسبة للمشاركات الأجنبية والعربية بالمهرجان، ليعود مجددا ويؤكد أن السبب الرئيسي لذلك هو الرغبة الشديدة في العودة إلى أصل المهرجان المتمثل في تقديم العروض الوطنية واكتشاف المواهب والتعريف بها، خاصة أن هذه الفعاليات تعد فرصة ثمينة للمسرحيين لإبراز إجادتهم لتقديم العروض وفي مقدمتهم المنتمون إلى التعاونيات الذين يعانون من نقص الفضاءات الحاضنة لإبداعاتهم. أما عن المشاركة الجزائرية فستتنوع بين المسارح الجهوية والتعاونيات والجمعيات، في عروض داخل المنافسة وخارجها، حيث انتقت المسارح الجهوية العروض التي ستشارك في هذا المهرجان، علاوة على المسرحيات الفائزة في مسابقات مهرجانات سيدي بلعباس وعنابة وقالمة، كما سيتم تخصيص نافذة لمسرح الجنوب لما يعانيه من تهميش. وتناول فيصل جديد هذه الطبعة المتمثل في تنظيم مناقشة بعد العروض المسرحية التي تشارك في المنافسة، بحضور الجمهور، وهو ما لم يكن مبرمجا في الدورات السابقة لهذه الفعاليات، مما سيشكل فارقة تصب في صالح المسرحيين الذين سيستفيدون منها في إطار النقاش وتبادل الأفكار والخبرات. كما سيتم في هذا الإطار، تنظيم عروض أخرى من المسرح، مثل مسرح الشارع ومسرح الحلقة في ساحة محمد توري المقابلة لمقر المسرح الوطني الجزائري- يضيف فيصل- ضمن عملية الربط بين ما يحدث داخل المسرح وخارجه. أما عن الورشات التي كانت تبرمج في هذه التظاهرة، فقال مطاوي بأنها لن تكون موجودة هذه السنة، باعتبار أن المهرجان غيّر من تاريخ تنظيمه (من ماي إلى أوت) بعد التغيرات التي طرأت عليه، خاصة مع استبدال طاقم المحافظة كليا، إلا أنه أكد عودة التكوين إلى المهرجان ليس في فترة تنظيمه بل طوال السنة وسيمس جميع الأشكال المسرحية. في المقابل، أشار فيصل إلى أن محافظة المهرجان أبقت على بعض تقاليد الدورات السابقة التي كانت تسيّر من طرف محافظة أخرى، مثل تنظيم ملتقى سيكون هذه المرة حول النقد المسرحي لما له من أهمية في تطوير الفن الرابع، إضافة إلى عدم الاكتفاء بتقديم العروض وحسب. وأضاف المتحدث أنه سيتم أيضا برمجة نشاطات تتعلق بالرواية والشعر والقصة باعتبار أن المسرح يعد أب الفنون، وستشارك بعض الأسماء العربية التي ستنشط الملتقى في هذه الأنشطة المتنوعة، مثل برشيد من المغرب وسويسي من تونس وعواد من العراق، وطالب الكاتب عبد الرزاق بوكبة المكلف بهذه النشاطات من المشاركين، بجلب كتبهم وعرضها للبيع في إطار ما يسمى بعملية البيع بالإهداء. في الأخير، قال فيصل أن المهرجان يحتفظ بمجلته، مع تغيير في طاقمه وباللغتين العربية والفرنسية، كما تم إحياء الموقع الإلكتروني للمهرجان، إضافة إلى تخصيص تكريم واحد سيخص المسرحي الراحل أمحمد بن قطاف، من خلال تنظيم يوم تكريمي من تنشيط واسيني الأعرج. أما عن الدورة المقبلة للمهرجان والتي ستشهد الرقم العاشر من ميلادها، فأشار فيصل إلى أنها ستكون في شهر ماي من السنة القادمة وستعرف الجديد وبالأخص سترتدي حلة مميّزة احتفالها بعيدها العاشر، في حين ستقدم تفاصيل أكثر بمناسبة الطبعة التاسعة للمهرجان في ندوة صحفية هذا الأحد بفندق السفير في تمام العاشرة والنصف صباحا، من تنشيط محافظ المهرجان ومدير المسرح الوطني الجزائري، السيد محمد يحياوي.